مسؤول الإعلام في الجالية اليمنية بنيويورك بعد شفائه من كورونا : إصابتي بدأت بإنفلونزا وانتهت بضيق تنفس حاد كاد يقضي عليَّ

• بداية أستاذ علي.. حدِّثنا عن حالة الترقب للفيروس، وهل توقعتم وصوله من الصين إلى أمريكا؟
• قبل أربعة أشهر أو أقل سمعنا عن الفيروس في مدينة ووهان الصينية، ومع تواتر الأخبار التي كنا نتابعها استبانت لنا تفاصيل الفيروس الذي تحول إلى جائحة بمدى سرعة انتشاره، حيث انتقل إلى إيران ثم إيطاليا ثم دول أوروبا بشكل عام، وفجأة ومن دون سابق إنذار ظهر بطفرة في الولايات المتحدة كونها وجهة السفر الأكثر في العالم، ورغم أننا كنا غير مكترثين ذهنياً ونفسياً لما يجري في البداية، إلا أننا صدمنا عندما شاهدنا الجهات الرسمية والجهات المختصة عبر وسائل الإعلام تنذر وتوجه بكيفية التعامل مع هذا الخطر المميت، فاستدركنا أمر اللا مبالاة بالحيطة بعد أن رأينا بأم أعيينا سباق أرقام ومؤشرات الضحايا في أمريكا وتحديدا إلى نيويورك التي يوجد فيها 40 ألف يمني.
• صف لنا الوضع في مدينة نيويورك.؟ وإلى متى ظللت تحس بصحتك قبل الإصابة..؟
• من المعروف أن نيويورك هي من أهم مدن العالم حركة وتنوعا بشريا وعمرانا وتجارة واقتصاداً.. لقد تفاجأت بسيول البشر المتدفقة من وإلى وفي نيويورك بإيقاف جبري لتلك الحركة ووجدت المؤسسات الكبرى صناعيا وإنتاجيا وتجارة ومسارح التسوق والسياحة نفسها أمام شلل تام لم يسبق أن حدث منذ شهدت هذه المدينة تسارعاً كبيراً في نمائها.
أما عن متى ظللت أشعر بأني بصحة جيدة فأستطيع تذكر أني كنت حتى تاريخ 20 مارس الماضي أتابع أخبار الوباء والإصابات حولي بمعنويات عالية وصحية جيدة لا يشوبها أي قلق رغم حجم المأساة التي تعيشها المدينة في كل اتجاه، لكني في نفس التاريخ تفاجأت بشعور غريب كما لو أن نفسيتي أيقنت بأن الأمور غير طبيعية صحياً من خلال تغير مزاجي وحالتي النفسية التي قرنت بإرهاق تجاوز حدود المعتاد، وبدأت أشعر بتقطيع في المفاصل وقشعريرة واضطرابات في الجهاز الهضمي تمثل في إسهال حاد ثم تداعت بقية الأعراض، حيث كنت أعاني من انسداد في الجيوب الأنفية وانعدام حاسة الشم كلياً، وصداع شديد تضاعف يوم 21 مارس وكنت لا أزال أشك في أنه ليس الفيروس.
• بعد ذلك كيف بدأت حالتك الصحية تتغير للأسوأ من ناحية التنفس؟ وكيف أيقنت بالإصابة..؟
• بدأت حالتي الصحية تتطور للأسوأ من ناحية التنفس عندما بدأت أشعر بكحة خفيفة وناشفة أي خالية من المادة (النخاعية).. كان هذا في يوم ٢٣ مارس أما بقية الأعراض فكانت متسلسلة فكل يوم أتفاجأ بأعراض أخرى إضافية ولكن بشكل مضاعف، وازداد تواترها في تاريخ ٢٤مارس حيث بدأت أعاني من إسهال حاد، وصعوبة في التنفس، ورغم أني صرت متيقناً بنسبة 80% من إصابتي بالفيروس، إلا أن الشك الذي لا يتجاوز 20% ظل يساورني فظللت مستغرباً كيف ومتى أصبت العدوى وأين وفي أي يوم أو لقاء، لكن دون جدوى.. فقررت استشارة الطبيب وكان التشخيص السريري وفق الأعراض التي أعاني منها وشرحتها له، فأكد إصابتي بما يسمى بفيروس COVID-19 فتم توجيهي إلى الطوارئ وطلبت على إثر ذلك الفحص المخبري فأخذوا مني عينة من سوائل الأنف وانتظرت النتيجة مدة ثلاثة أيام..
•هل أصيب أحد من أسرتك .. ؟ وكيف عشت هذه الأيام الثلاثة.. ؟
• الحمد لله لم يصب أحد، فقبل استشارة الطبيب ونظرا للشك الذي حاصرني باحتمال الإصابة عمدت إلى جملة من الاحترازات الأولية تحسبا لأن أكون مصابا بالفيروس، كتجنب الاختلاط بأفراد الأسرة التي تتكون من ثمانية أشخاص بمن فيهم والدي البالغ من العمر 75 عاماً، وهو يعاني أساسا من أنيميا في الرئتين، وتاليا لهذه المعطيات عشت الثلاثة الأيام في حالة من القلق واضطراب المزاج وضبابية الحالة النفسية، غير أني كنت معزولاً بشكل شبه كامل في غرفة انفرادية، وإذا خرجت منها لا أقترب من أحد أكثر من متر ونصف..
• متى وكيف علمت بأنك مصاب إصابة مؤكدة بالفيروس..؟
• في تاريخ ٢٧ مارس رن هاتفي منذرا بالخطر الأكبر وحقيقة أن الفيروس قد اقتحم جسدي وبدأ عمليات التدمير، وبعد إنهاء المكالمة مع الطبيب واستلام النتيجة عن طريق البريد الإلكتروني صرت أمام معركة حقيقة وأن لا خيار أمامي سوى الاستعانة بالله لخوض معركة مواجهة الفيروس ذاتيا والقبول بنتائجها بشجاعة وإيمان بقضاء الله وقدره، فقررت مغادرة منزلنا وأمرت بتعقيم الغرفة التي اعتزلت فيها وكل ما يمت بصلة لي في المنزل.
•ألم تفكر في أنك ستكون سبباً في إصابة آخرين ؟
•لم تغب هذه الفكرة المهمة عن بالي، ولكن ظروفي لا تسمح بالمجازفة بمزيد من ضياع الوقت في حجر صحي سيضاعف حالتي، لهذا فقد أخذت كرت الفندق وبعد مغادرتي الفندق بعشر دقائق اتصلت بالفندق وأبلغتهم بأني مصاب وطلبت منهم أخذ الحيطة اللازمة وتعقيم الغرفة التي كنت فيها الخ فشكروا صراحتي، وقدروا الحالة التي أمر بها.

الاقامة ومجابهة الفيروس
•كيف كانت المعركة مع المرض؟
•في معركة مواجهة الوباء فكنت اعاني من صعوبة في التنفس أثناء المشي أو الرياضة بدون كحة اختفت الكحة مثلا عندما تصعد خمس درجات تحس أنك تسلقت قمة جبل بنفس المجهود، وتبعا لهذه الحالة كنت بحاجة ماسة لتحفيز جاهز المناعة لمواجهة الأعراض عبر أغذية محددة.
•ما هي.. ؟
• ثلاثة من فحول البصل يوميا، وفاكهة البرتقال بواقع خمس حبات يومياً، ومن اللوز 10 – 20 % من الرطل يوميا، ثم شربة الدجاج (المرق) مع الليمون يومياً، وأكل الليمون باستمرار بدون عصر أو مرق، مع الإكثار من شرب الماء بنسبة ٢٠٠٪ عن المعتاد، واجتناب الوجبات الدسمة بما فيها اللحوم وإن كان ولا بد ربع دجاج مشوي، واجتناب شرب اللبن أو الحليب.
• ما الأدوية التي استخدمتها إلى جانب تلك الأغذية..؟ وما هي الأنشطة التي كنت تمارسها..؟
• كنت استخدم مسكن التيلنو كل ست ساعات فقط عند الحاجة أي شدة الألم، وفيتامين (C).. أما الأنشطة فكنت أمارس الرياضة عبر تمارين داخل الغرفة كالتمارين الصباحية المدرسية لتفعيل الدورة الدموية بشكل جيد والأعصاب، وتلطيف المزاج عبر الاتصال بالأصدقاء والأقارب دون التطرق إلى وجود المرض وعدم فتح سيرته وكأنه غير موجود، والابتعاد بشكل كلي عن مسؤوليات العمل أو الأسرة أو أي شيء يعكر المزاج.

سلاح المعنوية
• هل كنت تفكر في النجاة.. ؟ وما أقوى سلاح عزز معنوياتك؟
•يموت المرء عندما يستنفد عمره المكتوب بجلطة أو بحادث مروري أو بأبسط سبب، لذلك لم أفكر في الموت أو النجاة.. وكان أقوى سلاح للمعنويات هو الإيمان المطلق بقضاء الله، ولا سبيل لتعزيز ذلك إلا بسماع القرآن الكريم، فقد كنت أستمع له في كل لحظة وفي سفري وكان له تأثير فعَّال في إخراج نفسيتي إلى فضاءات روحانية جميلة.
أخيراً
• ما دعوتك لليمنيين خصوصاً بعد حدوث حالات إصابة أعلن عنها رسميا ؟
• دعوتي لليمنيين هي التسلح بالإيمان بالله والثقة الدائمة بالله وفي نفس الوقت اتباع الإجراءات الصادرة عن اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ووزارة الصحة بكل حذافيرها، وعدم الاستهتار، وبدون ذلك سيتحول اليمن إلى مذبحة سهلة أمام الجائحة القاتلة كورونا، لأن واقع اليمن غير واقع كل دول العالم بعد أن دمر العدوان والحصار كل المقومات الاقتصادية والمعيشية والصحية، فبماذا ستواجه البلاد الوباء مقارنة بأمريكا وإيطاليا وألمانيا والصين وغيرها.

قد يعجبك ايضا