الحرب وكورونا يهددان بقاء المرأة التهامية

تهامية وراسي في السما عالي.. فْي دَمي يجري وطن غالي ** صحيح ما في معي منصب ولا رُتبة إدارية ولا في لي أهمية ولكنَّ الوطن يبقى فْ قلبي الحُر.. في روحي أمل، أنفاس.. أُغنية… تلك أبيات شاعرة تهامية شابة هي واحدة من شواعر محافظة”الحديدة”ومناطق الساحل الغربي اللاتي تُعد بعدد الأصابع.

مثلت الشاعرة منى الحجري “الحديدة” في عدد من المهرجانات والمحافل الثقافية داخل اليمن وخارجه،وأسست منتدى أدبي يجمع مثقفي ومثقفات الحديدة،وإلى جانب موهبتها في نظم الشعر،تعشق منى التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني ، وحصدت منى المركز الأول على مستوى محافظة الحديدة في مسابقة رئيس الجمهورية للشعر.وفي الجانب المهني تعمل منى طبيبة مخبرية،”الحديدة نيوز” يحاور الشاعرة التهامية منى الحجري، لتسليط الضوء على تجربتها في الشعر والحياة .

 

*حدثينا عن نشأتك ؟
نشأتي كانت في بلاد الإغتراب فقد ولدتُ في المملكة العربية السعودية في مدينة جدة،بالتحديد وكانت طفولتي هناك حتى عدنا للوطن وأنا في السادسة من العمر.
عاد بنا الوالد إلى محافظة الحديدة في بيت كان يملكهُ هناك في شارع المعدل من مديرية الحوك.ودرستُ في مدرسة السلام النموذجية التي كانت قريبة من منزلنا.

*كيف كانت نظرة عائلتك تجاه تعليم الفتيات ؟
عائلتي ولله الحمد يحبون العلم ويشجعون عليه ،على الرغم من أن والداي أميين إلا أنهما التحقا بمحو الأمية فيما بعد.

*كيف كانت البيئة المحيطة بالشاعرة والدكتوره منى،(للأشقاء والأقارب والجيران)هل كانت ذكورية منغلقة ،أم منفتحة على النساء؟
البيئة المحيطة بي كانت طبيعية إلى حد كبير،غير أن بعض المقربين والمحيطين كانوا ينظرون للمرأة بأنها قليلة الحيلة وأقصى ما يمكن أن تحصل عليه هو زوج يسترها بمنظورهم وأن الذكر هو من يستطيع أن يبلغ كل المميزات غير أني أستطعتُ كسر هذهِ النظرة القاصرة وانطلقتُ إلى ميادين العلم والثقافة كجوادٍ هائج.

*في إحدى المقابلات التي أجريت معك قلتي : المجتمع التهامي ينظر للشاعرة كأنها عورة وربما عار عليهم، كيف لمستي ذلك؟
نعم صحيح قد قلتُ ذلك،فالمرأة الشاعرة وللأسف الشديد حتى عهد قريب وهي تعاني من نظرة المجتمع على أنها عورة،لمستُ ذلك من حديثهم معي مباشرة ، ومن نظراتهم ومن وشوشة بعضهم بعضاً،لأكون جريئة أكثر إن الرجال في المجتمع التهامي بالتحديد يُنكرون عليَّ جرأتي في كتابة الشعروإلقائهُ ،بيد أن هناك في الجانب الآخر رجال يعجبون بما أكتب ويشجعونني على الإستمرار ولكن النظرة العامة لبعضهم هي من جعلتني ألمس ذلك الشعور منهم.

*في اكتوبر 2013أسستي منتدى المنى للثقافة والتراث، لماذا توقفت أنشطة ذلك المنتدى ؟
صحيح، في أكتوبر من العام ٢٠١٣، أسسنا منتدى الـ منى للثقافة والتراث،توقفت أنشطة المنتدى بعد العام ٢٠١٧ ، وذلك لأسباب منها نزوح معظم أعضاءه إلى بلدان ومحافظات أخرى،إضافة إلى وضع البلاد السياسي والحرب حيثُ لا نتمتع بالقدر الكافي من الأمان والحرية لإقامة الفعاليات الثقافية التي لا بد أن تكون محايدة لكل الأنظمة الحاكمة في البلاد وهذا صعب جداً في زمان تأطرت فيه الثقافة وتسيست وتنجرفت مع التيارات السارية في البلاد وهذا ما يتناقض مع مبادئنا ورؤيتنا كمنتدى ثقافي مستقل.

*لماذا تخصصتي اكاديمياً لدراسة المختبرات الطبية؟ وهو تخصص بعيد عن الشعر؟
تخصصتُ اكاديمياً لدراسة المختبرات لأن معدلي في الثانوية العامة كان عالياً ،في الحقيقة لم تكن المختبرات في مخططاتي كنتُ أريد أن التحق بكلية الهندسة قسم هندسة معمارية ولكن الظروف احالتني إلى المختبرات حتى لا أكون معلمة في مدرسة كأخواتي اللائي يكبرنني فدخلتُ عالم الطب القريب من شخصيتي التي تميل إلى مساعدة الآخرين وخصوصا المرضى والمعوزين.

*حدثينا عن شغفك في التصوير؟
أحب التصوير منذ صغري ،وكان التصوير من هواياتي المفضلة بعد الشعر ،ومن شدة حبي لفن التصوير والصورة اقنعت صديقة لي بدراسته فألتحقت هي بكلية الفنون الجميلة قسم إذاعة وتلفزيون وكنت أشاركها دراسة الملازم وحضور بعض المحاضرات معها حتى التحقت في العام ٢٠١٢ ،بدبلوم مهارات تلفزيونية في جامعة العلوم والتكنولوجيا والتحقتُ بعدة دورات في نفس المجال في عدن وصنعاء.
وقد لا أبالغ إن قلت أن كلمة واحدة تعبر عن صورة ولكن صورة واحدة تعبر عن ألف كلمة ولا أجدُّ تباعداً بين الشعر والتصوير ومهنتي كطبيبة مخبرية فكل ما سبق يجمعهم الشغف والدقة وعدسة تكشف لي المجهول.

*بصراحة كيف تقيمين واقع المرأة التهامية؟
لم أفهم ما تقصده بواقع المرأة التهامية فإن قصدت المرأة التهامية الغير عاملة وربة البيت فهي تلك التي تنشأ جيلاً يكون أفضل منها وتفخر به ، أما عن المرأة التهامية المتعلمة فهي تلك التي تبذل وتبذل حتى تصل إلى حلم أو مكانة تطمح إليها رغم كل الأحداث التي تعصف بالبلاد،أما عن المرأة التهامية الشاعرة فهي تلك التي تنتظر بريق يشرقُ على حروفها حتى تظهر للآخرين دون خوف وخجل أو انتقاد أو انتقاص من كينونتها كأنثى.

*حدثينا أكثر عن أبرز قصائدك الشعرية ؟

أبرز قصائدي وأحبها كثيراً هي قصيدة شاركتُ بها في مسابقة رئيس الجمهورية للشعر وحصلتُ بها على المركز الأول على مستوى محافظة الحديدة كان اسم القصيدة ( يوم الوداع)،وقصائد أخرى كثيرة لاقت استحساناً من الجمهور كقصيدة تهامية ، تهاميون ، شوق وعذاب وقصائد أخرى كثيرة لا فرق بمعزتها لدي وكأنها جزء لا يتجزء مني.

*من هن النساء في تهامة اللواتي تعتبريهن منافسات لكي في الشعر؟
لا أدري إن اجبتُك على هذا السؤال هل سأكون مغرورة ولكنها الحقيقة لا أعرف أي شاعرة في تهامة إلا بعض الكاتبات اللاتي نعدهن على الأصابع فبعضهن يكتبن القصة القصيرة أو الخاطرة أو النثر.

*حدثينا عن ابرز المواقف التي شعرتي فيها بالحزن والألم ؟
فراق الأحبة أو وداعهم سواء كان وداع سفر أو وداع موت،هي مواقف الحزن ، وأبرز المواقف التي شعرتُ فيها بالحزن والسعادة في آنٍ واحد هو عند تسلمي نتيجة الثانوية العامة فقد كانت سعادتي بالنجاح كبيرة وحزني على المعدل الذي كنتُ اتوقعه أعلى مما حصلت عليه.

*برأيك كيف أثرت الحرب على نشاطك ونشاط المرأة التهامية بشكل عام؟
الحرب تؤثر على كل شيء، تؤثر اقتصادياً وثقافياً وتنمويا ،المرأة التهامية قليلة النشاط من قبل الحرب فهي امرأة بسيطة،ضاق حالها أكثر خلال الحرب ، كصعوبة التعليم مثلا ، أما كنشاطي الشخصي فهو بالمختصر نشاط جماعي قبل الحرب وفردي خلال الحرب.أقومُ ببعض الأعمال الطوعية التي لا تُنسب لأي جهة ، هدفها مساعدة من يحتاج للمساعدة.

*برأيك هل تحصلت المرأة التهامية على حقوقها؟
لا لم تحصل المرأة التهامية والمرأة اليمنية ككل على حقوقها من حقها في التعليم والحياة وعدم تزويجها قاصرا وأمور وأعمال محتكرة على الرجل فقط في المجتمع اليمني.

 

*ماهي أبرز أحلامك وطموحاتك؟
أحلامي وطموحاتي لا حدود لها ، أطلقُ لها العنان دائماً ولكن أبرزها وأهمها في الوقت الحالي هو أن تنتهي الحرب ويعم السلام كل أرجاء اليمن .
أما عن الطموح فإني أطمح لمعاودة انشطة المنتدى الثقافية والفنية وتوسعتها لتشمل كل محافظات اليمن والدول العربية.

*كلمة أخيرة ؟
اشكركم على عمق الأسئلة ووقع بعضها المؤلم بعض الشي ،لما نعانيه في الآونة الأخيرة من اضطرابات حيوية وجذرية على المستويين الحياتي والثقافي.وفي الأخير أحبُ أن أشكرموقع الحديدة نيوز على هذهٍ الاستضافة اللطيفة.وأتمنى أن تتكرر في وضعٍ أفضل من هذا،زمنٌ نتحدثُ فيه معكم عن انجازاتنا بعد أن يهنأ الشعب وتضمد جراح الحرب وتنتهي هذه الظلامية المخيفة . كما أدعوا الله أن يحفظ البلاد والعباد من وباء كورونا المستجد وأن يشفي المصابيين ويرحم الموتى وأن يزيح عن العالم هذه الغمة هو القادر على كل شيء سبحانه.

قد يعجبك ايضا