أربعة ملايين عامل فقدوا أعمالهم بسبب الحرب والحصار

إن ظروف عمال اليمن اليوم يستحيل تصور حصولها في العصر الحديث، بل إنه واقع يتجاوز كل القرون الأولى والأخيرة، على مرأى ومسمع من العالم بكل منظماته الإنسانية والحقوقية والعمالية، وفي ظل صمت مخز خارجي وصمت مطبق من الامم المتحدة فأصبحت هذه المنظمة بكل وضوح شريكة في العدوان على عمال اليمن, وبحسب آخر إحصائية للبنك الدولي، فإن نسبة البطالة في اليمن ارتفعت إلى 56 % نهاية العام 2016م، فيما يقدر خبراء اقتصاديون ارتفاع الرقم إلى 68 % مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية جراء العدوان والحصار المفروض. كذلك أشارت التقديرات في مارس 2017م إلى أن 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي (نحو 60 % من مجموع السكان)، بالإضافة إلى 7 ملايين آخرين يعانون من الانعدام الشديد في الأمن الغذائي، بحسب إحصائية البنك الدولي.

العمال المتضررون
ووفقاً للأمين العام المساعد لاتحاد عمال اليمن فضل العاقل في حديث سابق لـ”الثورة” فإن عدد العمال الذين تضرروا جراء العدوان والحصار الغاشم يصل إلى أربعة ملايين عامل ممن فقدوا وسرحوا من أعمالهم وتقطعت بهم سبل العيش حيث انتشرت البطالة بشكل مخيف وقد تصل إلى 90 % ويؤكد العاقل أن الحال لا ينطبق فقط على الأيدي العاملة في المصانع بل يشمل أيضا من هم في المزارع وفي البوادي وفي السهل والجبل والوادي والمعامل.
إن العامل اليمني أثبت خلال الخمس السنوات الماضية أنه قادر على التعاطي الإيجابي مع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان من خلال استمراره في المثابرة والصمود والبحث عن مصدر رزقه خاصة بعد إجراءات نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وتوقف رواتب العمال والموظفين ..
خبراء ومسؤولون في قطاع العمل يقولون: ” لقد تعاقبت الأنظمة في هذا الوطن لكنها لم تف اليد العاملة الوطنية حقها المادي والمعنوي، ما أدى إلى استغلال قدراتنا البشرية من قبل أنظمة وحكومات أخرى وفي المقدمة السعودية التي استغلت حاجة المغترب اليمني ونهبت مدخراته وعرق جبينه تحت دعاوى الإقامة أو الكفالة وغيرها”.
مسؤولون في حكومة الانقاذ أكدوا عزمهم رد الاعتبار للعمال وموظفي الدولة من خلال الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تؤكد تكافؤ الفرص والجدارة والاستحقاق في التوظيف وإيجاد حل لمشكلة المرتبات التي أوقفها العدوان.
وأكدوا أن الرؤية الوطنية تهدف إلى إصلاح هيكل الأجور واعتماد مفهوم الدخل لتقليص الفوارق بين الموظفين ومنع التمييز والإقصاء والحرمان .. لافتاً إلى أهمية تبني إستراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية وتأهيلها بما يلبي حاجات سوق العمل المحلية ورفع قدرتها التنافسية على فرص العمل.

عمال استشهدوا
مضيفين أنه ” في الوقت الذي ينعم به عمال العالم بالاستقرار النسبي تم تسجيل استشهاد 562 من العمال والعاملات اليمنيين بفعل استهداف تحالف العدوان السعودي الإماراتي للمصانع والمعامل والمشاغل والمزارع وغيرها”.
وأشاروا الى أن هذه الشريحة تعيش أوضاعاً معيشية قاسية وتعاني كثيرا بسبب توقف مرتباتها منذ نحو ثلات سنوات بسبب نقل وظائف البنك المركزي بأمر من العدوان إلى عدن “.
مشيدين بالحضور الفاعل والمؤثر لهذا القطاع الشعبي الواسع في الصمود والتحدي الوطني في وجه العدوان الذي جاء لقتل جميع اليمنيين ولم يستثن منهم أحدا.
وقالوا أن العمال لا ينتمون إلى أحزاب سياسية أو طائفة بعينها بل ينتمون إلى الوطن اليمني الكبير ولذلك هم صامدون في بلدهم وفي مواقعهم .. معتبرين صمودهم رسالة للعالم أن اليمنيين لا يمكن كسر إرادتهم عبر الحصار والتجويع والقتل.
وشددوا على أن العامل الذي يلتزم بعمله يوميا يساهم في استقرار العملية المؤسسية ويستحق الشكر والتقدير وجميع زملائه وقيادتهم الذين صبروا وصمدوا في وجه العدوان.

تكامل الطاقات
وقالوا: ” إن تحالف العدوان ومن يقفون في صفه لا يريدون أن يعترفوا بكينونة اليمني الذي أرادوا أن يخضعوه ويحولونه إلى قطيع من الأتباع والعبيد كما فعل المستعمرين الأوربيين بالهنود الحمر”.
وأضافوا أن القيادة الثورية والسياسية للبلد لا تبني دولة سلالية أو مناطقية أو جهوية أو ذات طابع فئوي، وإنما نؤسس عبر الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية لدولة مدنية حديثة حرة وكريمة تتشارك وتتكامل فيها كل الطاقات السياسية والحزبية والاجتماعية الموجودة على الساحة اليمنية”.
وأكدوا أن الحفاظ على اللحمة الوطنية أمر جوهري وعنوان وإرادة سياسية يقودها السيد عبدالملك الحوثي .. وأن اليمنيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومشاربهم الفكرية معنيون في ظل هذه الإرادة ببناء الدولة اليمنية الحديثة وتسخير كل طاقاتهم لتحقيق هذه الغاية السامية.
وأن ” الرؤية الوطنية سنقدمها عقب إنهاء العدوان والحصار عبر طاولة الحوار التي تجمع الأطراف كافة كوثيقة شعبية لبناء الدولة اليمنية الحديثة “..

انتصار
أمين عام اتحاد نقابات عمال اليمن علي أحمد بامحيسون،أكد أن احتفال عمال اليمن بهذه المناسبة يمثل انتصاراً في ظل الظروف القاهرة التي يمر بها العمال جراء استمرار العدوان والحصار.
وأشار إلى أنه كان للعمال والعاملات الانطلاقة الأولى على مر التاريخ لقيام الثورات والنهضة نحو استقلال وبناء اليمن الحديث .. مؤكدا أن تحالف العدوان دمر جميع جوانب الحياة وطال تدميره الشجر والحجر وأثرت تداعياته على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

تدهور
فيما أوضح المعنيون في الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية، أن استهداف المنشآت الخاصة والبنية الأساسية للاقتصاد الوطني، أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للكثير من العمال والموظفين العاملين في مختف المنشآت الاقتصادية .
ولفتوا إلى أنه بفضل صمود الشعب اليمني تمكن الكثير من أصحاب الأعمال من استعادة نشاطهم وبدرجات متفاوتة.
وناشد اتحاد الغرف التجارة الصناعية المجتمع الدولي بالضغط باتجاه وقف العدوان ورفع الحصار والعمل من أجل إيجاد حل سياسي سلمي لتحقيق الأمن والاستقرار .. داعيا الشركات وأصحاب الأعمال والمنشآت الخاصة تفهم الظروف التي تمر بها البلاد وإيقاف أي أعمال من شأنها إلحاق الضرر بالعاملين والعمل على تحسين أوضاعهم.

قد يعجبك ايضا