بهجة رمضان حاضرة رغم الحرب ومخاوف كورونا
الأسر اليمنية المكافحة على الدوام تزداد جلداً واحتمالاً للصعوبات وتحديات الحياة خلال شهر رمضان المبارك الذي تزداد التزاماته ومتطلباته خاصة في ظل تداعيات وآثار العدوان والحصار المتواصلين للعام السادس على التوالي..
ليس ذلك فحسب، فربَّات البيوت اليمنيات وجدن انفسهن أمام مسؤوليات أخرى إضافية في هذه الفترة تحديدا في ظل المخاوف من انتشار وباء كورونا الذي تفشى في دول الجوار وما نجم عن ذلك من واجبات ملقاة على عاتق الأسر وربات البيوت فيما يخص التوعية الصحية لأطفالهن والحفاظ الدائم على النظافة الشخصية وترسيخ الوعي بهذه الإجراءات الوقائية في نفوس الأطفال وكل أفراد الأسرة باعتبارها السبل المثلى لمواجهة خطر انتشار الوباء، ناهيك عن الاستعداد الأمثل لمتطلبات واحتياجات عيد الفطر المبارك والاستعداد لهذه المناسبة الدينية العظيمة وفق الإمكانيات المناسبة وغيرها من المسائل التي تضطلع بها المرأة اليمنية خلال الشهر الفضيل .
أتى شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل ظروف استثنائية لم يشهدها العالم من قبل بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وما صاحب ذلك من تداعيات وإجراءات احترازية للحد من العدوى ومن أبرزها تطبيق التباعد الاجتماعي ما فرض غياب العديد من المظاهر الرئيسة التي ارتبطت بالشهر الفضيل والأجواء المميزة له بين كل أشهر السنة رغم كل ذلك تظل لرمضان فرحته التي ينشرها في المجتمع واعتبرت أسر كثيرة أن قدوم الشهر الكريم فرصة لتغيير الأجواء المصاحبة للمكوث في البيت معظم الوقت ونظام الحياة بشكل عام وأن كورونا لن يفقد رمضان بهجته المعتادة.
أجواء إيجابية
قالت وداد الضياني – موظفة حكومية، أن اتباع إجراءات كورونا لا يتعارض مع الشهر الكريم بل انه يزيد من اتباع وسائل النظافة والاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المنزل في شهر رمضان المبارك وقد حاولنا في هذه السنة قبل دخول الشهر الكريم توعية الأطفال بتجنب حرق الإطارات لاستقبال شهر رمضان تجنبا لما يحدث من تلوث وأضرار جراء حرقها وساهم الكثير من أولياء الأمور لقطع هذه العادة التي اعتادها الأطفال بمناسبة دخول شهر رمضان من كل عام.
أما التربوي نبيل مغلس فقال أن الجميع فرحون بالشهر الكريم وروحانيته العظيمة ومكانته فهو شهر للطاعات والعبادات وانه رغم مخاوف الناس من كورونا الذي انتشر في كل دول العالم وفي دول الجوار والإجراءات الاحترازية التي أجريت لمنع التجمعات بالأسواق والرش والتعقيم إلا أن ذلك لم يقلل من روحانية رمضان عند اليمنيين فها هم يخصصون أوقاتهم لقراءة القرآن واتباع هدي القرآن.
إحياء للعادات والتقاليد
وتقول منى الحيمي – مسؤولة ثقافية – أن اليمنيين جميعاً قد تجاوزوا كثيراً من الصعوبات في ظل العدوان والحصار وأنه رغم تفاقم معاناة الشعب اليمني إلا انه قد استقبل شهر رمضان بفرحة وابتهاج وقام اليمنيون بإحياء العديد من العادات والتقاليد رغم العدوان والحصار ورغم الخوف من مرض كورونا، وها هي الأسر اليمنية تقوم بالتسبيح والتهليل ابتهاجا بهذا الشهر الكريم، وقد صمدت المرأة اليمنية وسطرت أروع البطولات والملاحم وأثبتت وجودها وحققت صموداً كبيراً احتبست أجرها عند الله وأثبتت قدرتها على تحمل صعاب الحياة وها هي تربي الأجيال وتنشئ الأبطال وتحيي ليالي رمضان بالصلاة والذكر فتميزت المرأة في الصبر والعطاء والإنفاق وتفقد الجيران.
فرحة حاضرة
فرحة رمضان وابتساماته ومعانيه ظلت في نظر الكثيرين حاضرة بقوة في نفوس اليمنيين حتى وإن حاول العدوان أن يسرق فرحتهم بالقصف المستمر إلا أن الكثير يؤكدون بأنهم يقضون ليالي رمضان في التعبد والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ودعوته بأن يحفظ اليمن وأهلها من جميع المتربصين.
أعراف أصيلة
وتقول ابتسام هبه أن أهل اليمن قد عُرِفُوا على مدى العصور بأخلاقهم النبيلة وأعرافهم الأصيلة ولا يمكن لأحد مهما بلغت سطوته ونفوذه أن يغير من تلك العادات الإنسانية الرائعة التي ترتبط بشهر رمضان من إكرام الضيف ومساعدة الفقراء والمساكين وإقامة الليل وقراءة القرآن الكريم .
وإنه ورغم الصواريخ والقذائف المدمرة التي تطلقها طائرات العدوان صباح مساء على رؤوس الآمنين من أبناء اليمن إلا أن الثبات والصمود والتآلف الذي تعاظم بين أوساط الشعب أذهل العالم بأسره وأكد معدنه ونقاء هذا الشعب وعراقته وأصالة معدنه.
التفرغ للعبادة
إن البقاء في البيت خلال شهر رمضان يمثل فرصة جيدة للتفرغ للعبادة ومراجعة النفس.
وتؤكد الدكتورة وائلة الصلوي على ضرورة التباعد الاجتماعي في شهر رمضان واتباع الإجراءات الوقائية، وتقول : في الظرف الحالي الذي يتسارع فيه تفشي جائحة فيروس كورونا الوبائي لتضرب معظم بلدان العالم تبقى اليمن بحمد لله ورحمته خالية حتى اللحظة من شرور هذا الفيروس وهي النعمة الربانية الكبرى التي ينبغي على المجتمع بأسره الحفاظ عليها ووقاية أبنائها من هذا الخطر الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم ويخلف أضرارا وخسائر فادحة في أرواح البشر ومقومات معيشتهم حيثما حل، فرمضان أتى هذا العام في ظروف استثنائية ومنها جائحة كورونا الذي غير بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس لكن مشاعر السعادة والابتهاج التي تملأ نفوس الكبار والأطفال في شهر رمضان دليل على صبر وجلادة اليمنيين رغم كل ما يعانونه من حصار وعدوان ومخاوف من الأمراض المختلفة.
وتضيف الصلوي : يجب تنفيذ نظرية التباعد الاجتماعي للحماية من انتشار كورونا، لذا فإن رمضان هذا العام سيكون تجربة مختلفة تماما لمعظم المسلمين في دول العالم وسيكون رمضان هذا العام خاليا من اهم مميزاته كالعزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار حيث أن فيروس كورونا الذي أصاب معظم دول العالم سيكون عائقاً أمام الجميع للقيام بما اعتادت عليه خلال السنوات الماضية خشية أن تكون تلك العادات سبباً في انتشار هذا المرض بين الأصدقاء.