كورونا.. بين شحة الإمكانيات الطبية و شحة القيم الإنسانية
Share
هناك جريمة كبرى ترتكب مع سبق اصرار وترصد بحق الانسانية في الغرب “المتحضر والمتقدم” والمتطور”!!، دون ان تثير اي ردود فعل لدى الراي العام الغربي ولا لدى الراي العام العالمي، بسبب الهالة الكاذبة والمزيفة التي رسمها الغرب ل “حضارته الانسانية” التي بنت “جنة” على الارض دون الشعوب الاخرى.
الجريمة التي يرتكبها الغرب بدم بارد ضد الانسانية، وقعت ، وتقع الان ايضا، في دور رعاية المسنين، الى الحد الذي وصفت فيه منظمة الصحة العالمية إن ما يجري في دور رعاية المسنين في امريكا والغرب وبشكل عام بانه يمثل مأساة إنسانية تفوق الخيال.
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغي كشف عن أن دور رعاية المسنين سجلت قرابة نصف إجمالي وفيات فيروس كورونا في الغرب، الذي تجاوز عدد الوفيات فيه اكثر من 150 حالة وفاة.
الذريعة التي تتمسك بها الحكومات الغربية لتبرير الجريمة هي عدم وجود امكانيات طبية كافية في مستشفياتها، الامر الذي يدفع هذه المستشفيات لتخصيص امكانياتها للمصابين الشباب او المصابين الذين لا يعانون من امراض مستعصية كالسرطان او الامراض التي تستوجب رعاية خاصة.
هذه الحقيقة المرة ، وان حاولت اوروبا اخفائها عن الراي العام، الا ان السلطات في امريكا كانت اكثر جرأة في بيانه ، حيث أصدر مفوض الصحة بولاية نيويورك، هوارد زوكر، أمرا يقضي بعدم إنعاش أي مريض مرت على وفاته دقائق بسكتة قلبية، وذلك لإتاحة مساحة أكبر أمام الكوادر الطبية لمواجهة فيروس كورونا المتفشي في الولاية.
صحيفة”نيويورك بوست” وصفت قرار سلطات نيويورك عدم اسعاف المريض المصاب بالسكتة القلبية، بانه يعني ترك الناس تموت عمدا، والقت باللوم على حاكم الولاية أندرو كومو، الذي حمل بدوره الرئيس الامريكي دونالد ترامب، مسؤولية تفشي المرض في امريكا وخاصة ولايته بسبب تقاعس الحكومة الاتحادية عن تزويده بالامكانيات الطبية وحتى البسيطة منها مثل الكمامات والملابس الطبية العادية.
من غير المقنع ان تتمسك الحكومات الغربية بعدم وجود امكانيات طبية كافية كذريعة لتبرير هذا العدد الكبير في الوفيات في دور المسنيين وبين مرضى السرطان والامراض المستعصية الاخرى، بعدم وجود معدات طبية منث اجهزة التنفس والمعدات الاخرى، في الوقت الذي تبجح ترامب انه يصدر اجهزة التنفس الى العديد من الدول في العالم، وفي الوقت الذي تفتخراوروبا بنظامها الصحي وامكانياتها الطبية.
رغم اننا لسنا من المفتونين بنظرية المؤامرة، الا ان عدد الوفيات بالكورونا في دور المسنين وبين المرضى، يثير العديد من التساؤلات حول الاسباب الحقيقة وراء هذا الامر، لاسيما بعد ان بدات الاصوات المنتقدة للتعامل غير الانساني والانتقائي للسلطات الغربية للمصابين بالكورونا من المسنين والمرضى، تتعالى في الغرب.
اغلب الاصوات التي انتقدت هذه الحقيقة المرة، اكدت على ان هناك ارادة واضحة لدى السلطات الغربية تعمل على استغلال وباء كورونا للتخلص من العجزة وكبار السن، وخاصة في دور المسنيين، بعد ان ازداد عددهم واصبحت تكاليف هذه الدور تشكل عبئا ماليا على الدولة، كما هو العبء المالي الذي يشكله مرضى السرطان والامراض المستعصية الاخرى على الدولة، فكان التخلص منهم بهذه الطريقة اللانسانية(الاهمال بذريعة شحة الامكانيات) افضل وسيلة للتخلص من نفقاتهم.
لا يمكن تبرير جريمة القتل المتعمد هذه باي شكل من الاشكال، حتى لو حدثت في بلد فقير معدم، فما بالك وان الجريمة وقعت، وتقع، في الغرب الذي يمتلك امكانيات طبية ضخمة وموارد مالية هائلة، الامر الذي يؤكد ان الدافع وراء هذه الجريمة ليس شحة موارد الغرب الطبية والمالية، بل الدافع هو شحة الاخلاق وانعدام القيم الانسانية الذي يعاني منها الغرب، هو مرض اخطر بكثير من مرض كورونا.