يتوقع محلل القضايا الدولية عند الحديث عن العالم ما بعد كورونا، باننا سنشاهد أسوأ تجارب البشر طوال التاريخ بعد زوال كورونا، فإذا لم يتجاوز الطاعون أو بعض الأوبئة الأخرى، نطاق منطقة أو أخرى، لكن كورونا قد تفشى في كل أنحاء العالم، وكبّد اقتصاد العالم خسائر كبيرة، علينا تقديم تعريف جديد للثقافة والسياسة والاقتصاد، على غرار ما تم في الحداثة إذ قدم الإنسان تعريفاً جديداً لرؤيته الكونية، كما يجب ان يكون تعريفنا على نحو ينقطع عن الماضي ولا يحمل أي شيء منه في طياته.
وقال محلل العلاقات الدولية الدكتور “محسن جليلوند” في حوار خاص بشفقنا حول التغييرات التي تصيب النظام العالمي بعد كورونا: انني أرى باننا سنشهد تغييرين في حياة الإنسان: الأول هو تغيير مقاربة الإنسان إلى مقدرته المادية والعقلية، ذلك ان الإنسان قد عرف بأن إمكانياته التي قام بإدارة العالم بها، قد فقدت فاعليتها، ومنها العلم؛ والتغيير الثاني يتعلق بإمكانيات الإنسان المعنوية والجانب ما وراء الطبيعي والنظرة الخرافية حولها، إذ لم تتمكن من فعل أي شيء في أزمة كورونا.
وأضاف: لكن القطاع الذي تلقى أكبر الضربات هو الاقتصاد، إذ استوعب الاقتصاد العالمي بأن الإنسان مازال المحور والأساس، بينما كانوا من قبل يرون بان الاقتصاد العالمي يتمحور حول الماكينة، لكن تمت البرهنة على أنّ الاقتصاد العالمي اتجه نحو الانحدار بعد إقصاء عنصر الإنسان.
واستطرد قائلاً: كما استوعب الإنسان في مجال الثقافة بأنه قد انتهت فترة المواجهات التي كانت سائدة فيما قبل، وحان الوقت للتعاون، كورونا لا يهمه انتماء المرء الديني ومعتقداته، فانه يصيب الجميع ولا سبيل أمام البشر إلّا التعاون معاً، كما لا يهمه ان تكون الدول متطورة أو متخلفة، فكما يقضي على الإنسان في إفريقيا أو أي دول العالم الثالث، يقضي على سكان الدول المتطورة مثل أمريكا، كما ترك تأثيره على الحروب؛ على سبيل المثال يقول الناس في سوريا واليمن بانه يجب ترك العداء والحروب، وكلنا اليوم نواجه عدوا مشتركاً علينا مكافحته.
وفي معرض رده على سؤال مفاده هل الإنسان بذاته محب للسلام أم لا؟ قال بشكل عام ان الإنسان يميل إلى تبني السلام والتسامح، لكن كورونا لا تشبه القنبلة النووية أو أي حرب آخر، انها تلك القنبلة التي جعلت البشر يضع الحروب وحتى الاقتصادية جانباً، ذلك انه إذا ما تضررت دولة ما تتضرر كل بلدان العالم، دون استثناء.