“المجلس الأطلسي”: إحصائيات “كورونا” في الولايات المتحدة تخالف الواقع

طرح موقع “المجلس الأطلسي (أتلانتيك كاونسيل)” سؤالاً حول الأشخاص المصابين بالفيروس التاجي في الولايات المُتحدة؟ وشكك في صحة الأرقام المُعلنة.

وقال الموقع- المختص في الشؤون الدولية- إنه بعد مرور أكثر من شهرين على تفشي المرض في أمريكا، يظل هذا هو السؤال الأكثر أهمية لشعبها ومدارسها ومستشفياتها وشركاتها، وهو سؤال صعب الإجابة عنه. فوفقًا لما ذكره مشروع تتبع كوفيد التابع للموقع، هناك ما لا يقل عن 630000 شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة حالات مؤكدة لاختبار كوفيد-19، وهو إحصاء يتم إجراؤه من قبل أكثر من 100 متطوع وخبير. لكن مجموعة كبيرة من الأدلة تشير إلى أنَّ هذا العدد أقل.

فكلما اختبرت مدن الولايات المتحدة مجموعة فرعية من عامة السكان، مثل المشردين أو النساء الحوامل، وجدوا على الأقل بعض الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض. وكما ورد في تقرير ProPublica لأول مرة، كان هناك ارتفاع كبير في عدد الأمريكيين الذين يموتون في منازلهم في جميع أنحاء البلاد. وقد يموت هؤلاء الأشخاص بسبب كوفيد-19 دون معرفة النظام الطبي بهم، مما يعني أنهم لا يخضعون للفحص أبدًا.

ومن الواضح أن هناك مجموعة من الأمريكيين مصابون بالفيروس التاجي، لكنهم أيضاً لا يظهرون في الإحصاءات الرسمية. لكن الآن، وباستخدام إحصائية موثوقة، يمكننا تقدير حجم تلك المجموعة، وإلقاء نظرة سريعة على الجزء الآخر من “جبل الجليد”.

بحسب أرقام مشروع التتبع، يتبين أن واحدًا تقريبًا من بين كل خمسة أشخاص يخضعون للفحص التاجي في الولايات المتحدة مصابون به، وبعبارة أخرى، فإنَّ البلاد لديها ما يسمى بـ”معدل الإيجابية للاختبار” بحوالي 20%.

وقال جيسون أندروز أستاذ الأمراض المعدية في ستانفورد، إن ذلك المعدل “مرتفع للغاية”. ومثل هذا المعدل الإيجابي العالي للاختبار يعني بالتأكيد أن الولايات المتحدة لا تختبر كل من أصيب بالعدوى، لأنه يعني أن الأطباء يختبرون فقط الأشخاص الذين لديهم احتمال كبير للغاية للإصابة. أما الأشخاص الذين يعانون من أعراض أكثر اعتدالًا، ناهيك عن أولئك الذين لا يعانون من أي شيء على الإطلاق، فيتم احتسابهم بشكل أقل. ويجب على الولايات التي تختبر على نطاق واسع أن تواجه عددًا أكبر بكثير من الأشخاص غير المصابين من الأشخاص المصابين بها، لذلك يجب أن يكون معدل إيجابية اختبارها أقل.

ومعدل الإيجابية ليس هو نفسه نسبة حالات كوفيد-19 بين السكان الأمريكيين عمومًا، فذلك مقياس آخر يسمى “الانتشار”. ولا أحد يعرف العدد الحقيقي للأمريكيين الذين تعرضوا أو أصيبوا بالفيروس التاجي، على الرغم من المحاولات لطرح تقديرات أكثر وضوحًا لهذا الرقم من خلال اختبار الدم.

ويعد الانتشار رقمًا حاسمًا بالنسبة لعلماء الأوبئة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يتيح لهم حساب معدل الإصابة بالوفيات في أحد مسببات الأمراض وعدد الأشخاص الذين يموتون بعد الإصابة.

ونظرًا لأن عدد الأمريكيين الذين تم اختبارهم، يتغير بمرور الوقت، فإنَّ معدل الإيجابية للاختبار في الولايات المتحدة لا يمكنه حتى الآن تقديم الكثير من المعلومات التفصيلية حول معدل العدوى أو معدل الوفيات من المرض. لكن أندروز قال إن الإحصاء لا يزال يمكن أن يعطي تقديرا تقريبيا حول مدى تفشي المرض عن طريق التمييز بين الأماكن التي تخضع لأحجام مختلفة جدًا من الأوبئة.

قد يعجبك ايضا