وفيات كورونا غير المحسوبة.. العالم يتجه لتصحيح الأرقام وأميركا تخشى الجوع والفوضى
Share
تتعرض دول عديدة لضغوط تحثها على إعادة النظر في إحصاء الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد لأسباب متعددة، بعدما تجاوز العدد الإجمالي للمصابين مليونين وربع المليون شخص.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن دولا ستضطر إلى مراجعة حصيلة ضحايا الوباء لديها كما فعلته الصين أمس الجمعة.
وبلغ عدد المصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد 2.27 مليون حالة في أنحاء العالم، توفي منهم أكثر من 156 ألفا، بينما تعافى 579 ألفا، حسب أحدث الإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
ولا يعكس هذا التعداد الأرقام الفعلية للمصابين والمتوفين بالفيروس في العالم، نظرا لامتناع عدد كبير من الدول عن إجراء فحوص طبية لمن لا يعانون من أعراض خطرة، وكذلك بسبب وفاة ألوف من المرضى بعيدا عن أعين القطاع الصحي الرسمي في دول عديدة، ومن بينهم المتوفون في دور رعاية المسنين مثلا.
بريطانيا.. وفيات المسنين
وأعلنت هيئة “كير إنغلاند” -التي تمثل دور الرعاية في بريطانيا- وفاة آلاف المسنين في تلك الدور، مرجحة أن يكون العدد 7500 وفاة.
وأحصت بريطانيا 14,576 وفاة بوباء كورونا بحسب الحصيلة التي نشرت أمس الجمعة، لكنها لا تشمل سوى وفيات المرضى داخل المستشفيات.
اعلان
وأحصى مكتب الإحصاء الوطني البريطاني -الذي يقوم بتعداد الوفيات لكن بفارق عشرة أيام- 217 وفاة حتى 3 أبريل/نيسان الجاري في دور المسنين بإنجلترا وويلز بحسب آخر حصيلة أسبوعية.
وردا على سؤال طرحته لجنة برلمانية الجمعة بشأن أرقام مكتب الإحصاء الوطني، أقر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بأن العدد الفعلي للوفيات في دور المسنين “أعلى بكثير”، مؤكدا أن أرقاما رسمية “ستنشر قريبا جدا”.
إسبانيا تسجل 20 ألف وفاة
وأعلنت وزارة الصحة الإسبانية اليوم السبت أن حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد تجاوزت 20 ألف شخص في إسبانيا، ثالث الدول الأشد تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة وإيطاليا.
ووفقا لمسؤولي الصحة، تجاوزت إسبانيا ذروة الوباء الذي تسبب بما يصل إلى 950 وفاة في يوم واحد في 2 أبريل/نيسان الجاري، وانحسرت الضغوط في المستشفيات.
بيد أن السلطات تحذر من أن تغيرات قد تطرأ على الإحصاءات مع اعتمادها نظاما جديدا لتسجيل الحالات وتوسيع دائرة الفحوص في عموم البلاد.
وتقول بعض الأقاليم الإسبانية إن الآلاف توفوا بعد ظهور أعراض المرض عليهم ولكن دون أن يخضعوا لاختبار الكشف عن الفيروس، لعدم توفر أدوات الاختبار.
وتتحدث كتالونيا (شمال شرق) على وجه الخصوص عما يزيد على 7800 وفاة، بينما تبلغ الحصيلة الرسمية للإقليم 3800 وفاة فقط حتى اليوم السبت.
وتخضع إسبانيا لأشد تدابير الحجر العام في أوروبا منذ 14 مارس/آذار الماضي، وتم تمديدها حتى 25 أبريل/نيسان الجاري.
مخاوف الأميركيين
وكشفت دراسة أولية أجريت في ولاية كاليفورنيا الأميركية أن العدد الفعلي للمصابين بفيروس كورونا المستجد في منطقة وادي السيليكون يفوق بأكثر من خمسين مرة حصيلة الإصابات المعلنة رسميا، وذلك من خلال تحليل عينات من دم مجموعة من المواطنين لكشف وجود أجسام مضادة للفيروسات فيها.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة إنه يعتقد أن ذروة وباء كورونا في بلاده قد مرت بالفعل، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يتراوح عدد الوفيات جراء الجائحة بين 60 ألفا و65 ألفا.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي لخلية أزمة كورونا أن إدارته ستفتح الاقتصاد الأميركي مع توخي معايير الأمن والسلامة تجاه جائحة فيروس كورونا، موضحا أن تكثيف إجراء اختبارات الفيروس سيسهم في إعادة فتح البلاد.
لكن تقارير صحفية تشير إلى مخاوف في أوساط الساسة والمجتمع الأميركي من الجوع والفوضى مع استمرار فصول الأزمة في البلد الأشد تضررا في العالم بوباء كورونا.
وقدم الرئيس ترامب دعمه لمتظاهرين يحتجون على أوامر الحجر الصحي في ولاياتهم، ودعا صراحة إلى التصدي لإجراءات العزل، إذ كتب عبر تويتر رسائل بأحرف كبيرة “حرروا مينيسوتا!”، “حرروا ميشيغان!” و”حرروا فرجينيا!”، حيث يستعد ناشطون -بعضهم مسلحون- في هذه الولايات لتحدي قرارات السلطات والتجمع في الشوارع اليوم السبت، وهذه الولايات الثلاث يحكمها ديمقراطيون أمروا السكان بالبقاء في منازلهم.
وأضاف ترامب “أنقذوا التعديل الثاني الرائع، إنه محاصر!”، في إشارة إلى المادة الدستورية التي تنص على حق الأميركيين في حمل السلاح.
وعبر جاي إنسلي الحاكم الديمقراطي لولاية واشنطن عن غضبه حيال تغريدات ترامب، وقال إنها تشجع على “أعمال خطرة وغير قانونية”.
وأضاف “إنه يعرض ملايين الناس لخطر الإصابة بكوفيد-19، إن دعواته إلى تحرير ولايات قد تؤدي إلى أعمال عنف”.
في غضون ذلك، تتزايد المخاوف من حدوث نقص في المواد الغذائية واللحوم بسبب تفشي فيروس كورونا، ويواجه المزارعون الأميركيون مشكلات في تأمين الأيدي العاملة لمزارعهم، وصعوبات في نقل وتسويق منتجاتهم.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة الزراعة الأميركية هذا الأسبوع عن تفاصيل خطة لدعم الشركات المنتجة للأغذية.
وبسبب عدم وجود إجراءات حماية اجتماعية اضطر ملايين الأميركيين للجوء إلى بنوك الطعام.
ويقول دان فلاورز المدير العام لبنك الأغذية في أكرون بولاية أوهايو “نظمنا على مدى سنوات شبكة تموين قادرة على تلبية بعض الحاجات، زيادة القدرة بنسبة 30% بين ليلة وضحاها أمر شبه مستحيل”.
وفضلا عن ذلك، تواجه بنوك الأغذية اضطرابات كبيرة تهز كل قطاع الصناعات الغذائية في الولايات المتحدة، فالمستهلكون ينقضون على متاجر البقالة التي لم يعد لديها بضائع تكفي حاجة المستهلكين.
أكبر حصيلة يومية بروسيا
وأعلن مركز العمليات الروسي لمكافحة كورونا تسجيل 4785 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 36,793 حالة، وهي أعلى حصيلة يومية تسجل حتى الآن، في حين تم تسجيل أربعين وفاة بكورونا ليرتفع عدد الوفيات إلى 313.
وحذر عمدة موسكو من أن العاصمة الروسية ستدخل خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع مرحلة ذروة تفشي فيروس كورونا.