عالم أوبئة: مناعة القطيع تستوجب إصابة 10 ملايين أمريكي بكورونا
Share
نفى عالم أوبئة أمريكي بارز ما تم ترويجه حول تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة خلال الخريف الماضي، مشيرا إلى أن الحالات المسجلة هي إنفلوزا عادية. كما اعتبر أنه لا يمكن حصر عدد الإصابات الحالية بالفيروس في البلاد، مشيرا إلى أن تشكيل مناعة القطيع ضد الوباء يستوجب إصابة حوالي 10 ملايين أمريكي، وهو رقم اعتبره غير منطقي لأنه يحتاج لوقت طويل، واقترح بالمقابل الاعتماد على الاستراتيجة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، والقائمة على ثلاثية “العزل والاختبار والتعقب”.
وقال البروفيسور تريفور بيدفورد، المتخصص في علم الأوبئة والفيروسات في جامعة واشنطن ومركز “فريد هاتش” لأبحاث السرطان، على حسابه في موقع توتير “هناك الكثير من الحديث والشائعات على تويتر حول انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في كاليفورنيا في خريف 2019، وهو ما أدى إلى مناعة القطيع. لكن في الوقت هذا الأمر غير صحيح، لأن كوفيد-19 دخل الولايات المتحدة لأول مرة في كانون الثاني/ يناير أو شباط/ فبراير الماضي”.
وأشار إلى أن “دراسة إنفلونزا سياتل” (مجموعة أبحاث ممولة من مؤسس بيل غيتس وأمازون)، قامت بجمع عينات خلال شهري كانون الثاني وشباط في مدينة سياتل، من مرضى يعانون من عدوى تنفسية حادة ولديهم أعراض أنفلونزا.
وأضاف “فحصنا 3600 عينة تم جمعها في يناير 2020 لإجراء اختبارات حول فيروس كوفيد-19، لكننا لم نجد أي نتائج إيجابية. كملا اختبرنا 3308 عينة تم جمعها في فبراير 2020 ووجدنا حالة إيجابية واحدة في 21 فبراير (بداية الأعراض)”.
كما أشار إلى اختبارات تم إجراؤها على عينات أخرى بين شهري تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وشباط/ فبراير 2020، حول الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا والفيروسات التاجية الموسمية المسؤولة عن 30 في المئة من نزلات البرد الشائعة، ولكن لم يتم العثور في أي منها على إصابات مؤكدة بفيرس كورونا المستجد.
من جهة أخرى، أشار بيدفورد إلى وجود مسارين لوصول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى الولايات المتحدة، الأول هو قدومه من الصين مباشرة (عبر مواطنين صينيين)، والثاني عبر أشخاص قادمين من بلدان أوروبية عدة.
كما أشار إلى أنه من الصعب تقدير عدد الإصابات المؤكدة حاليا في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الوصول إلى فرضية “مناعة القطيع” يستوجب إصابة بين 5 إلى 10 مليون أمريكي بفيروس كورونا (حوالي 3 في المئة من عدد السكان)، وهو أمر اعتبره غير منطقي لأنه يحتاج لوقت طويل، مشيرا إلى أن الحل الوحيد حاليا هو باتباع استراتيجية منظمة الصحة العالمية القائمة على ثلاثية “العزل والاختبار والتعقب”.
وكان بيدفور أشار قبل أيام إلى وجود ثماني سلالات مختلفة من فيروس كورونا المستجد في العالم، مشيرا إلى أن هذه الطفرات ستساهم بحل “لغز” كيفية انتشار الفيروس في العالم.