منذ أن كُتب التاريخ، وكان هناك أناس يفكرون في إيجاد أفضل طريقة للعيش، يمكن للبشر بها تحقيق السعادة والنجاح، وقد كتبوا نسخا تصور المجتمعات وفقاً لأفكارهم. وسموها يوتوبيا أو المدينة الفاضلة، حتى قبل أفلاطون وبعد ماركس. كانوا يعتقدون إذا اتبع الناس أسسهم، فسيكونون سعداء. البعض مفتنون بهذه النسخ، وقد وصلوا إلى السلطة وحاولوا بناء مجتمعاتهم بهذه الطريقة. عندما لم ير الناس خاضعين لهم، قاموا بتشكيل منظمات بوليسية لمنحهم السعادة على أسلوبهم، لدرجة أنهم اضطروا إلى إرسالهم إلى سيبيريا، على سبيل المثال، للموت أو الخضوع للسعادة! عندما نجحوا في ذلك، حاولوا تصدير أفكارهم إلى العالم وجعله سعيداً بإتباع نسختهم والحكومة العالمية.
بالرغم من عدم نجاح أي نسخة، من جنكيز إلى هتلر وستالين، في فرض مُثُلها واليوتوبيا، يبدو أن المخلوقات الصغيرة التي أطلق عليها البشر في الماضي اسم “الرائحة” قد نجحت في تحقيق ذلك. كان يعتقد سابقاً أنّ بعض الأمراض تحمل رائحة ورائحتها تسبب المرض. في الواقع، كانوا قريبين جداً من جوهر المشكلة، ومثلنا اليوم، كانوا يحاولون إبعاد أنفسهم عن تلك الرائحة للحفاظ على أنفسهم. ثم عندما أصبح العلم أكثر شيوعاً، أطلقوا على الرائحة جرثومة، وصنعوا لقاحات أو مضادات حيوية للوقاية أو العلاج. ولكن لا تزال هناك روائح لا يمكن رؤيتها بالمجهر! وفي نهاية المطاف، اكتشفوا مخلوقات أصغر بكثير في علم الأحياء ليس لديها حتى الشروط التي يمكن أن تسمى الكائنات الحية. انها الفيروسات. التي تمكنت مرارا من السيطرة على العالم وتحقيق ما فشل الفلاسفة الخياليون في القيام به. من سوء الحظ أنّ أي محاولة لفرض الهيمنة على العالم، سواء من البشر الخياليين أو الفيروس، كانت لها نتائج كارثية. ربما كان مصيرنا أن نعيش ونشهد هيمنتها القاتلة على العالم.
يحق للبشر أن يفتخروا بالعلم. لقد أظهرت هذه الهيمنة العالمية وهذا الخوف العام أنّ هناك مشاكل في طريق البشر يمكن أن تعلمهم بأن هناك أعداء مشتركين يجب محاربتهم وإخضاعهم للعلم. مرة أخرى، أنّ العلم هذه الأمانة المستمدة من الخالق، يمكن أن يفتح الطريق لإنقاذ البشرية.