اليمن.. سواحل مفتوحة أمام المهاجرين ورحلات جوية تنقل الموت

في الوقت الذي أغلقت فيه دول العالم, بما فيها دول العدوان, حدودها ومطاراتها ومنعت دخول وخروج المسافرين وفرضت على مواطنيها حجرا صحيا وألزمتهم المكوث في منازلهم وعدم الخروج منها حتى بدت شوارع المدن خالية من المارة, للحد من انتشار فيروس كورونا, يفاجأ الشعب اليمني المعزول عن العالم لأكثر من خمس سنوات نتيجة العدوان والحصار الخانق, بإقدام حكومة المرتزقة ودول العدوان على اتخاذ إجراءات وممارسات تستهدف الشعب اليمني وتسعى من خلالها لنشر فيروس كورونا في اليمن التي أعلنت منظمة الصحة العالمية خلوها منه.
تحالف العدوان الذي استنفد كل خياراته وفشل عسكريا وسياسيا في إخضاع الشعب اليمني والنيل من صموده طيلة خمس سنوات استخدم خلالها كل أنواع الأسلحة, يستخدم اليوم سلاح يسير على قدمين, سلاح فتاك عجزت كبريات دول العالم وأكثرها تقدما عن مواجهته وينتشر فيها انتشار النار في الهشيم ليتحول إلى وباء وجائحة عالمية.
الفيروس المدعوم سعوديا
إذا ما راجعنا المواقف والأحداث التي رافقت سنوات العدوان فسنجد أن اليمن ومنذ بدء العدوان الغاشم وفرض الحصار الجائر وهي تناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالضغط على تحالف العدوان لرفع الحصار والسماح لليمنيين العالقين في العديد من دول ومطارات العالم, لكنه ورغم المآسي التي عاشها العالقون من المرضى وغيرهم, لم يقابل كل تلك الدعوات الإنسانية بالرفض والتعنت فحسب بل ضاعف إجراءات الحصار لدرجة إفشال كل المساعي الأممية ومنع منظمة الصليب الأحمر الدولية من تنفيذ برامجها في تسيير رحلات جوية لنقل الجرحى الذين أصيبوا جراء قصف الطائرات للأحياء السكنية واستهداف المدنيين, الأمر الذي يؤكد أن قيامه اليوم بنقل جنود سعوديين إلى المحافظات المحتلة وإقدامه على ترحيل المقيمين في أراضيه وإعادتهم إلى اليمن في وقت أعلن فيه إغلاق حدوده, يخفي في طياته مؤامرة جديدة تستهدف الشعب اليمني من خلال نشر فيروس كورونا وصنع كارثة تفتك باليمنيين..
سواحل مفتوحة أمام الوباء
منتصف شهر مارس أعلنت حكومة الفنادق أنها اتخذت جملة من الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا, لكن وفي الوقت الذي تحرص فيه حكومات العالم على تنفيذ جميع التدابير والإجراءات الاحترازية، ومنها إغلاق جميع مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية، تظل قرارات الحكومة القابعة خلف المنافذ الحدودية لليمن بعيدا عن واقع الشعب اليمني إن لم نقل إن إجراءاتها الاحترازية لم تتجاوز المقر الفندقي الذي عقد الاجتماع فيه, إذ ما تزال السواحل اليمنية التي يسيطر عليها تحالف العدوان السعودي الإماراتي والسلطات الموالية له، مفتوحة لتهريب البشر، ودخول الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي وغيرها من الدول الأفريقية المجاورة لها.
تهديد يومي
من الحديدة حتى سواحل محافظتي حضرموت والمهرة وهي السواحل التي تسيطر عليها قوات تحالف العدوان والقوات الموالية لها، يدخل إلى اليمن يوميا آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون اليمن لأسباب ودوافع عدة، معظمها غير معلوم، ويسيرون نحو وجهات غير محددة، حاملين معهم الكثير من الأمراض والأوبئة التي قدموا بها من بلدانهم، والتي انتشرت العديد منها في المحافظات الجنوبية والوسطى للبلاد، الأمر الذي يرفع من احتمالية نقل هؤلاء المهاجرين لفيروس كورونا، الأمر الذي سيترتب عليه الكثير من المخاطر على ملايين اليمنيين الذين لن يجدوا وسيلة لحماية أنفسهم من هذا الوباء، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، نتيجة للعدوان الذي تخطى عتبة عامه السادس.
مراقبون أكدوا من جهتهم أنه ومع بقاء السواحل اليمنية مفتوحة أمام الهجرات غير الشرعية وتهريب البشر، فإن أي إجراء احترازي يتخذ من قبل أي سلطة كانت في اليمن بشكل عام، لن يعود بأي جدوى، كون المهاجرين الذين يدخلون البلاد عبر هذه السواحل في العادة لا يمرون عبر أي مراكز لاستقبالهم وفحصهم أو إدخالهم الحجر الصحي، بل يعبرون منها ليندمجوا في المجتمع دون أي إجراءات.
مخاوف قائمة
أطباء وخبراء صحيون يمنيون أبدوا مخاوفهم من انتقال فيروس كورونا إلى البلاد، من خلال المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون عبر السواحل المفتوحة على طول الشريط الساحلي للبلاد، والتي يدخل عبرها آلاف المهاجرين غير الشرعيين بشكل يومي.
وقالوا إن الكثير من الأوبئة الغريبة التي انتشرت خلال السنوات الماضية من فيروسات وحميات حصدت الآلاف من المواطنين في عدد من المحافظات الجنوبية، كان وراء انتشارها المهاجرين غير الشرعيين الذي يصلون عبر السواحل بالآلاف، دون أن تتخذ الجهات المعنية في حكومة الفار هادي أي تدابير للحد من تدفق هؤلاء المهاجرين، مشيرين إلى أن مخاطر تدفقهم تتضاعف، في ظل تفشي وباء كورونا الذي تتخذ جميع دول العالم تدابير صارمة للحد من انتشاره.
وأكد الأطباء والخبراء الصحيون أن السواحل المفتوحة أمام المهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي وغيرها، باتت تشكل خطرا حقيقيا يهدد بنقل الفيروس الذي يمثل كارثة عالمية، محملين حكومة الفنادق وقوات الارتزاق المسيطرة على السواحل أيا كانت الجهة التي تتبعها المسئولية الكاملة عن نشاط عمليات تهريب الأفارقة والمهاجرين غير الشرعيين وما قد يرافقها من مخاطر انتقال الفيروس إلى البلاد عبر هؤلاء المهاجرين.
رحلات جوية تنقل الموت
اعتبر سياسيون وناشطون استمرار رحلات طيران اليمنية دون وجود إجراءات احترازية ووقائية في المطارات اليمنية بأنه مثير للقلق، خاصة مع ظهور حالات إصابة حقيقة بفيروس كورونا في عدد من الدول التي يتم نقل المسافرين منها.
وتصل أغلب رحلات اليمنية إلى مطاري عدن وسيئون من مطارات القاهرة وعَمان بالأردن، اللتين ينتشر فيهما فيروس كورونا وتمتلئ مستشفياتهما بالكثير من الحالات المصابة.
وبحسب جدول رحلات اليمنية فقد وصلت إلى مطار عدن, يوم الخميس, خمس رحلات طيران من القاهرة وعمًان وعلى متنها ما يقارب 800 مسافر.
ويطالب ناشطون الجهات الصحية بضرورة وضع القادمين في تلك الرحلات في مراكز للحجر الصحي، تحسبا لعدم انتشار الوباء.
مطالب مشروعة
وبدورهم عبر مغتربون يمنيون في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عن استيائهم واستنكارهم للإجراءات والممارسات التي تقوم بها حكومة المرتزقة ودول تحالف العدوان والمتمثلة بتسيير رحلات جوية ونقل قوافل العائدين إلى مطاري عدن وسيئون في الوقت الذي أغلقت دول العالم مطاراتها وحظرت الدخول إلى أراضيها بسبب جائحة فيروس كورونا التي يعاني منها العالم.
واتهموا في مقاطع فيديو يتم تداولها ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي, دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات باستهداف الشعب اليمني وتعمدها تسيير مثل هذه الرحلات ونقل قوافل العائدين من دول يجتاحها الوباء إلى اليمن بهدف نشر الفيروس في اليمن.
وناشد المغتربون حكومة الإنقاذ وقيادة أنصار الله بإغلاق المنافذ مع المحافظات المحتلة وعدم السماح بدخول العائدين وحماية الشعب اليمني وإفشال مخططات العدوان التي تستهدف إبادة الشعب اليمني بهذا الوباء الخطير بعد فشل مخططاتها العسكرية..
وتزايدت المخاوف لدى اليمنيين من دخول الفيروس في ظل سـيطرة قوى تحالـف العـدوان بقيادة السعودية على المنافذ البرية والبحرية والجوية ، وتتعزز هذه المخاوف من خلال الأعمال المشبوهة التي يقوم بها العدوان في هذا التوقيت الذي تزايدت فيه قوافل العائدين من الأراضي الســعودية الموبوءة بالفيروس عبر منافذ برية متعددة ، دون مراعاة للاحتياطــات الصحية التي أغلقت الحدود بين بلدان العالم.
تدمير المنظومة الصحية
في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى فشل دول العالم وفي مقدمتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وعجزها عن مواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره بين مواطنيها, وانهيار منظوماتها الصحية التي طالما تفاخرت بإمكانياتها ورقيها وتطورها واستخدمتها في البرامج الانتخابية كوعود وإنجازات, يخطط تحالف العدوان الذي تقوده السعودية لصنع كارثة صحية في اليمن الذي يعاني من ويلات ما خلفه العدوان الذي دمر بنيته التحتية ولم يستثني في ذلك القطاع الصحي الذي يعاني اليوم من آثار الاستهداف والقصف الممنهج الذي طال المستشفيات والمراكز والمنشآت الصحية والكوادر الطبية, بالإضافة إلى الآثار الناجمة عن الحصار والمتمثلة في توقف الكثير من الأجهزة والمعدات الطبية عن العمل بسبب عدم توفر قطع الغيار ومنع استيراد أجهزة بديلة.
وتناولت صحيفة “الغارديان” البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء الفائت الوضع الصحي في اليمن واستهداف المرافق الصحية، خلال خمس سنوات من الحرب، حيث أشار التقرير الذي أعده مراسل الشرق الأوسط بيتان مكيرنان، إنه تم قصف المستشفيات في اليمن 120 مرة على الأقل وفقًا للتقرير الشامل لآثار الحرب المدمرة على نظام الرعاية الصحية في البلاد، وسط تفشي فيروس” كورونا” عالميًا.
وكشف التقرير عن تنفيذ تحالف العدوان لـ 120 جريمة في 20 محافظة، من اصل 22 محافظة في اليمن بين مارس 2015م وديسمبر 2018م ، بما في ذلك الضربات الجوية والهجمات البرية والاحتلال العسكري والاعتداء على العاملين الصحيين وغيرها من الانتهاكات، وفقًا لتحليل مشترك من قبل منظمة أطباء لحقوق الإنسان ( PHR) ومجموعة حقوق الإنسان اليمنية مواطنة.
وقال التقرير: لقد شكل انهيار نظام الرعاية الصحية في اليمن عاملًا مساهمًا رئيسيًا في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ كون ثلثي السكان يعتمدون على المساعدات وسط انتشار الجوع وتفشي الكوليرا والخناق.
وأضافت “الغارديان” على لسان مدير الإعلام والاتصال بمنظمة مواطنة أسامة الفقيه: “لقد أظهرنا في تقريرنا تجاهل القانون الإنساني الدولي بشكل صارخ في الحرب على اليمن، وكيف أن مهاجمة الرعاية الصحية يؤثر على المدى الطويل”.
وتابع الفقيه: إن الهجمات على المستشفيات والعيادات أغلقت أكثر من نصف منشآت اليمن منذ بداية الحرب ، كما أن التهديد المستمر بالاستهداف يجعل من الصعب على الأطباء والممرضات العمل.
وأوضح التقرير أن هناك 200 ناجٍ وشاهد عيان على أنماط الهجمات والانتهاكات المحددة التي أودت بحياة 96 مدنيًا وعاملًا في مجال الرعاية الصحية وجرح 230 آخرين، وهذا ما يمكن من استخدام التقرير في تحقيق جرائم الحرب ضد التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة “مواطنة” وثقت 35 هجومًا جويًا شنه تحالف العدوان على المستشفيات والعيادات ومراكز التطعيم، كدليل على تجاهله وعدم مراعاته للحالة المحمية لهذه المرافق وعدم امتثاله لمبادئ التمييز والتناسب”.
وأكدت “الغارديان” أنه من بين توصيات التقرير مطالبة للدول الداعمة للسعودية والإمارات بالأسلحة مثل بريطانيا وأمريكا وكندا وفرنسا ودول أخرى أن تعلق فورًا مبيعات الأسلحة لهما.
وتطرق التقرير إلى المخاوف التي يُسببها فيروس” كورونا” أو Covid-19 بسبب تأثيراته في حال وصل إلى بلاد تُعاني كاليمن.

قد يعجبك ايضا