الكـــــورونا .. بين إهمـال المواطـن ، وغيــــاب الــدولــــة.
فـي الـوقـت الــذي رفعـت الدول العـظمى ودول العــالم الثــالـث جـاهـزيتـها ، وأعـلـنت حالـة الطوارئ القصوى لمواجهـة هــذا العـــدو الخــــفـي المـعــــروف بفــيروس كـــورونـا أو COVID 19 الذي غزى العـالم وأرعـب البشرية دون رحـمـه . متخـطياً للحــدود الدوليـــة وعـــابراً للقارات .. ومعطلاً للحياة العـامة ، ومغلقاً لـلمنــشأت التـعـليــمية ودور العـبــادات .
يشهد الشارع اليمني حــالـةً من التجـاهـل والـلآمبــالاة لـتـــلـك الـرسـائل التـوعـويـة والتحذيرات الصحية التـي بـاتـت تـعــرض عـليــه عـلــى مـــدار الـيــــوم تـقــــريبـاً .. عـبـر وسـائل الإعـلام المخـتلـفة و وســائـل التـواصـل الإجتـماعي التي تقبلها البعض وأثرت على البعض الأخر بشكلٍ سلبي .. حيث خلقت حالة من الذعر والقلق لديه ، ولكن دون جدوى .. لدرجة أن السواد الأعظم من الناس تمادى في الإهمال والاستهتار ، وأصبح يتذمر من كل رسائل النصح والإرشاد التي قـد تكــون سـبباً فـي نجـاة فــردٍ أو أســرة أو مجتمع بكـامله من هذا الفيروس الخطير بـإذن اللـه .
لا شـك بـأن الثقـة بالله والإيمـان بـه من الأمور المهمة .. الإ أن الحذر والوقاية أمـور هـي الأخــرى مهـمة ، انطلاقاً من قوله تعالى: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التـهلكة ).. رغـم ثقـتنا الأكيدة بـأن الله لـن يجمع لنا عسرين أو أكثر .. عسـر الحرب والحـصـار والعدوان وارتفــاع الأسعار ، وعسـر الوبـاء والجائحة العالمية التي عـجــزت أمـامـهـا دول المــؤسـسـات والاقتصاديات القـوية ، والإمــكانـات الطــبـيـة المتـطورة .
وفـي الـوقـت الـذي نشاهد حكومات العالم ونتابعـها بحــزنٍ وألــم وغـصـة .. وهـي تعـمل جــاهدة ودون توقــف لمـواجـهة هـذا الوبــاء والحيـلولـة دون انتشاره بين مواطنيها ، عـبر الإجـراءات الإحتـرازية ، وإنـشـــاء المستـشفيات المتخصصة والمـراكــز الصحية المتـعددة ، وتوفير المستلزمات الطـبـيـة ، وإجـــراء التجارب والدراسات البحـثـية .
أو وهــي تـقـوم بصرف مجموعة مـن المـرتبـات ، والمساعدات المالية الإضافية ، وتوزيـع المـــواد الغــذائيـة والأدويـة والمعـقمات بصورة مجـانية .. إلى جانب وسـائل الترفيـه التــي تضمــــن بقــــاء المواطنيين في منازلهم كبـاقـات الإتصـالات والانترنت ذات السرعة العالية والمزايا المتعددة .. بل وصل الأمر بإحدى الدول إلى تكليف دوريات الشـرطة بالمــرور إلى الأحياء السكنية وأمام المنازل للعـزف والغناء والرقص حتى لايصاب السـكان بالمــلـل الــذي مـن شــأنه التـأثيـر علـى مناعتـهم .
فــي الوقـت ذاتــه تصدر حكـومتا صنعاء وعـدن بعـض التحذيرات على استحياء ، كـونهما تدركان عـدم قدرة المواطن على تنفيذ تلك التحذيرات والإجراءات الوقائية فـي ظــل الحـرب العسكرية والسياسية بين الحكومتين ، وتوقف المرتبات عن بعض المحافظات وعدم انتظامها في المحافظات الأخرى ، بل وعجز الحكومتان حتى عن كبـح جماح الأسعار ، واقتصار دور الأشـقاء والأصـدقاء على العـمل لاستمرار الحـرب العبـثـية بيـن أبنــاء البــلد الواحــد ومايتـرتب عليـها من جــوعٍ وفـقـر ودمــارٍ واقـتـتال .
ومهما كان حجم الإجراءات أو الهدف منها ؛ فإنـها تظـل قاصرة ومنقوصة في ظـل المعـاناة اليومية للمواطنيين بســبب الفـقر وارتـفاع الأسعار وجشع التجار ، وغياب الكـمامـات والمـعـقمات مـن الصيدليات ، وقبـل كـل ذلـك انقـطاع المرتبات عن الموظفين .. لا سـيما في المناطق والمـحافظات الواقعــة خـارج نطـاق الشـرعية
كمـا تسـمى- التـي أوقـفـــت صــــرف مـرتبــات محــافظة الحـديدة دون أي مبرر ، وتسييس الأمــر بعــد التوجيهات بالصـرف .
كـمـا ان جـمـيـع الإجراءات الشـكلية ستكون قاصرة أيضاً دون إغــلاق جـمـيع المنافذ بصورة نهائية ، ودون قراراتٍ صارمة مـن شــأنـها الحــد أو التخفيف من حـركة النـاس في الشوارع والأسـواق وأمـاكـن التجـمـعات ، ودون وجــود أجـهـزة ومختبرات متخصصة تنتـشـر فـي المـنـافـذ ومـداخـل المـدن والمحافظات ، ودون تجهيز أماكن مـناسبة للحـجر الصـحي لتستوعب المصـابين بالفيروس لا قدرالله، ودون إغـلاق أسـواق القات بدلاً عن بقاءها وإغـلاق محـلات الملابس كما في بعض المـديـديات ، ودون ترتيب حركة النـاس والدخول والخـروج واتخاذ وسائل السلامة والتعقيم فـي المساجد والمـطاعم والمحـلات ، ودون تـقـديـم الـدعــم والمـساعدة والـرعــاية لـكـل المــواطنـييـن والمـواطنـات ، مــع الـتأكيـد علـى صــرف المرتبات مع العلاوات لكل موظفي الدولة في جمـيع المحافظات .. أما مـادون ذلـك مـن إجراءات فـإنها تظـل مجـــرد تصـريحــات للإستـهلاك الإعـلامي والـدعــايـات..!!! – مــع أمـنـيـاتـنـا ودعــواتنا والإبتـهالات .. بأن يجنب الله اليمن وشعــبه الـوبـــاء والإبـتلائات ، ويوفـق المسـؤولين الشــرفـاء لخــدمـة المـواطنـيين الأوفـيــاء . (ودمتم والوطن بخير)