نشطاء عالميون : استراتيجية العنف والإرهاب “السعودية-الأمريكية” تتعرى أمام الصمود اليمني
روندا لين: الحكومة الأمريكية فشلت في منع الشعب اليمني من مواجهة طموحاتها التوسعية ومشروع إسرائيل الكبرى
راندي نورد: يعتقد آل سعود أن استراتيجية العنف والإرهاب ستنجح مع اليمنيين كما نجحت مع مواطنيهم
كارلا اورتيز: تمكن اليمنيون من الحفاظ على كرامتهم ووطنيتهم بغض النظر عن الحالة التي يعيشونها
ستيفن بيل: الإمبريالية الأمريكية لا تريد أن ترى دولاً مستقلة حقيقيّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
جوليا قاسم: الولايات المتحدة استخدمت اليمن قبل الحرب كموقع اختبار للطائرات بدون طيار
خمسة أعوام مضت وعدوان التحالف بقيادة “السعودية” مستعر في اليمن، عدوانٌ أعلنه محمد بن سلمان لاستعادة الشرعية اليمنية ـــ كذبةٌ سرعان ما انكشفت ـــ، فاليمنيون هبّوا مستبسلين للدفاع عن وطنهم منذ اليوم الأول وها هي صواريخهم البالستية وطائراتهم المسيّرة تدافع عن عزّة اليمن وتهدد المحتل بشكل يومي، استطاعت الولّاعة أن تهزم الآلة العسكرية التي كلّفت قيمتها أكثر من 200 مليار دولار، والمقاومة اليمنية تتوعد بمزيد من الضربات الموجعة. باختصار، أصبح اليمن فيتنام “السعودية” والإمارات، هذا عسكرياً، أما حقوقياً، فقد تسبّبت الحرب منذ اندلاعها باستشهاد وإصابة آلاف المدنيين، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، إضافةً إلى انتهاكات حقوقية جسيمة ترقى إلى جرائم حرب، بينها فرض الحصار الخانق البرّي والبحري، وإغلاق مطار صنعاء الدولي منذ أغسطس 2016م، وهو ما تسبب من تفاقم المآسي الإنسانية والمعيشية القاسية، نحو مليون مريض يحتاجون إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج، وحياتهم مهددة بخطر الموت.. نشطاء حقوقيون غربيون أدانوا استمرار العدوان على اليمن، واعتبروا أن العدوان بمثابة محاولة إبادة للشعب اليمني…
استطلاع / سندس الأسعد
تعتبر الناشطة الأمريكية روندا لين، أن من تداعيات العدوان على اليمن، استمرار فرض قيود واسعة، بصورة متعمّدة وغير قانونية من قبل التحالف بقيادة “السعودية” على المساعدات والمواد الغذائية والوقود والأدوية، وهذا ما فاقم الكارثة الإنسانية، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يعاني ملايين اليمنيين اليوم من سوء التغذية والمجاعة ونقص الغذاء.
الناشطة لين، تشير إلى الحصار المفروض على مطار صنعاء، والذي يتسبب بموت عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء، منتقدة منع التحالف النشطاء والصحافيين من تغطية هول الكارثة الإنسانية. وتلفت إلى أنه “لسوء الحظ ، فإن عدم وجود تقارير دقيقة عن الحرب يساعد العدوان على مواصلة ممارساته غير القانونية ضد المدنيين”. وتتابع إنه “من الضروري أن تغطي وسائل الإعلام المستقلة الحرب على اليمن وتوثق الجرائم التي ترتكب ضد الشعب، لقد عملت المقاومة اليمنية بشكل مستمر من أجل السلام ولكن قادة التحالف يريدون السيطرة على اليمن”.
هذا، وتنبه الناشطة الأمريكية، إلى أن “شعب اليمن يتصدى بشجاعة للنفوذ الأجنبي في بلاده، وترى أن “الحكومة الأمريكية فشلت في منع الشعب اليمني من مواجهة طموحاتها التوسعية ومشروع إسرائيل الكبرى”، قائلةً “إن اليمني استطاع تعرية الدعاية والأكاذيب التي يستخدمها الأمريكي لتبرير حربه”.
وحملت الناشطة الأمريكية، الكونجرس مسؤولية المطالبة بالتوقف عن تمويل هذه الحرب غير القانونية، وتقول ”علينا أن نطالب بوقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، بدأت الحرب ضد اليمن من واشنطن، وأعتقد أنه عندما ينتهي الدعم الأمريكي، ستنتهي الحرب أيضا، الطريقة الوحيدة التي أعتقد أنها ستُعيد فتح المطار هي عندما تقف الإنسانية جمعاء مع الشعب اليمني وتطالب معًا بفتحه”. وتجزم بأنه بمجرد أن يدرك الشعب الأمريكي “أنّ حكومته خطّطت للحرب وقبل وقت طويل، سيعي بأن التحالف السعودي هو الذي يهدد سيادة اليمن وسيفهم لماذا يتصدى “أنصار الله” للعدوان”.
الإعلام الغربي يتستر على جرائم التحالف بحق اليمنيين
من جهتها، تعتقد راندي نورد، صحافية أمريكية مستقلة -تعمل بمؤسسة موقع «جيوبوليتيك ألرت»، الذي يغطي السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط مع التركيز بشكل خاص على اليمن، أن وسائل الإعلام الغربية تميل إلى التستر على حقيقة ما يجري في اليمن، مضيفة أن الرئيس الشهيد صالح الصماد كان دبلوماسياً ممتازاً أمضى وقتًا طويلاً في التواصل مع زعماء القبائل والاستماع إلى مخاوفهم، واستمر هذا النهج في عهد الرئيس مهدي المشاط».
وترجع الصحافية الأمريكية نورد ، سبب انتصارات «أنصار الله» إلى الدعم الشعبي، «وهذا هو السبب الذي مكنهم من بناء التكنولوجيا العسكرية وأنظمة الدفاع عن اليمن أيضا»، وتعتبر أن التحالف الذي تقوده الرياض يستهدف المدنيين عمداً لأن هذه استراتيجيته الوحيدة، ولأنه لا يمتلك دعم حقيقي على الأرض، حتى في المحافظات الجنوبية. وتضيف «إنهم يعتقدون أنه من خلال ترويع المدنيين، يمكن أن يشجعوا أبناء اليمن على الانقلاب على أنصار الله». وقللت «نورد» من إمكانيات الرياض في الرد، قائلة «يعتقد السعوديون أن استراتيجية العنف والإرهاب ستنجح مع اليمنيين لأنهم يستخدمونها مع مواطنيهم، فلماذا لا يجربونها؟» ، كما تستطرد بالإشارة إلى أن «الإمارات في حالة حرب مع السعودية، شريكها في التحالف، في المحافظات الجنوبية لليمن، حيث تسعى الإمارات إلى دمج سقطرى».
أما عن الأوضاع الإنسانية، فترى نورد أن الحصار دمر تماما كل المنشآت الحياتية في اليمن، ولا يمكن لنظام الرعاية الصحية أن يؤدي وظيفته، لذا اضطرت المستشفيات إلى الإغلاق. كذلك، اضطر عمال القطاع العام إلى البحث عن مصادر بديلة للدخل لعدم وجود رواتب، ،مندِّدة بالحصار الذي يشكل جزءاً من استراتيجية الرياض لخنق المجتمع اليمني وتجويع اليمنيين على أمل منها، أن ينقلبوا ضد «أنصار الله».
المقاومة اليمنية تهدد القوة العسكرية والتكنولوجية «للسعودية»
الممثلة البوليفية الداعمة لمقاومة الشعب اليمني ضد العدوان، كارلا أورتيز، من جهتها، تقول إن «سنوات الحرب الخمس فاقمت من معاناة اليمنيين، الآن بات على المجتمع الدولي أن يدرك أن الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق السلام وإنهاء الحرب في اليمن هي من خلال محادثات سلام جدّية بين السعودية وأنصار الله».
وتؤكد أورتيز أن جماعة «أنصار الله» وكونها قطًبا قوياً للمقاومة في المنطقة، باتت تشكل تهديداً عسكرياً للقوة التكنولوجية للسعودية، وتتابع ‹›لقد رأينا مقاومةً شديدة القوة ردعاً وحمايةً لشعبها، وعمليات المقاومة اليمنية تسببت في إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد والنفط السعودي، وهذا وحده يجب أن يجلب أطراف النزاع إلى الطاولة للبحث عن حلّ سريع».
وحول الدور الأمريكي في استمرار العدوان، توضح الناشطة البوليفية، أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتورط في هذا النوع من الحروب، و»لقد تم التكتم عن حقيقة حرب اليمن من قبل وسائل إعلامنا في الغرب، وهذا التدخل المباشر فاقم الوضع الإنساني في اليمن وواقع الضحايا الأبرياء»، كما أشارت إلى أن الغارات الجوية السعودية الانتقامية أدت إلى فقدان العديد من الأرواح البريئة، وخاصة من الأطفال والمدنيين الذين حوصروا في وسط حريق الجنون الهمجي السعودي».
وأعربت عن أسفها وحزنها من مشاهد «تدمير المدارس والمستشفيات والجامعات وزهق آلاف الأرواح من أطفال الذين يجب ألا يكونوا ضحايا أبداً»، وتتابع إنه من المحبط رؤية نفاق المجتمع الدولي فيما يخص استمرار الحصار، منوهة «بالصمود الأسطوري لليمنيين»، وتكشف عن تواصلها مع اليمنيين الواقفين ضد العدوان، قائلة «›أتواصل مع العديد منهم ويمكنني أن أخبركم أنهم تمكنوا من الحفاظ على كرامتهم ووطنيتهم بغض النظر عن الحالة اللاإنسانية التي يعيشون فيها.. وآمل أن يوفر المستقبل القريب لليمنيين فرصةً للعيش أياما أفضل وأن يحلّ السلام أخيرا وتنتهي الحرب».
الرياض فشلت في اليمن
أمين صندوق «تحالف أوقفوا الحرب « ستيفن بيل، وهو أيضاً منسق الاحتجاجات التي شهدتها لندن إبان زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبريطانيا، يؤكد أنه بعد خمس سنوات من الحرب، فشل التحالف في تحقيق أهدافه العسكرية وأن انهياره سيكون نذير النصر النهائي للمقاومة اليمنية.، مشيراً إلى أن النظام السعودي كان يأمل في قلب القوى الشعبية بدعم من الإمبريالية الأمريكية، لكن ثبت أن المقاومة الوطنية اليمنية تقاتل من أجل استقلال اليمن وتمتلك دعماً محلياً واسعاً، «لهذا السبب فشل التحالف بقيادة السعودية وسيواصل الفشل».
ستيفن بيل، يرى أن النجاحات العسكرية عزّزت وعمّقت التعبئة الاجتماعية، «ففي بداية العدوان، تفاخر التحالف السعودي بجيشه القوي لكنه سرعان ما فشل في مواجهة أنصار الله والقوات الشعبية لأن قواته البرية تتكون إلى حد كبير من المرتزقة»، ويتابع «الورقة المتبقية له هي القوة الجوية التي يستخدمها لتنفيذ غارات جوية تلحق أضراراً بالغة بالبنية التحتية وتخوف المدنيين. وكذلك، سمح التفوق البحري بفرض حصار بمساعدة البحرية الأمريكية» بيّد أن الحصار -برأي بيل- «لا يمكن أن يجبر الشعب على الاستسلام، تمامًا كما أثبت الفلسطينيون في غزة، ومن هنا فإن النجاحات الأخيرة والتفوق الجوي مهمة للغاية لتحقيق النصر الشامل».
كما يلفت أمين صندوق «تحالف أوقفوا الحرب»، إلى أنه في العقد الأخير، كانت التدخلات الأمريكية، العلنيّة والسرَّية، في سوريا وليبيا ومصر والعراق تدعم فقط إنشاء أنظمة وحكومات لا سيادة حقيقية لها على الموارد الوطنية.، منبهاً إلى أن «الإمبريالية الأمريكية لا تريد أن ترى دولاً مستقلة حقيقيّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وللحفاظ على هيمنتها، فإنَّها تدعم فقط الدول والحكومات التي تقبل «الصداقة» الأمريكية و «الحماية» بسهولة.
القدرات الجوية للمقاومة وصلت لمستويات غير مسبوقة
من جهتها، الصحافية الأمريكية من أصل لبناني جوليا قاسم، تقول إنّ «التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من الولايات المتحدة فشل في تحقيق أهدافه بعد نصف عقد من الحصار بفعل المقاومة غير المسبوقة دبلوماسياً وسياسياً واستراتيجياً»، وتشير إلى أن «أحد أهم جوانب المقاومة هو تطوّر أنظمة الدفاع الجوي لأنصار الله ضد طائرات التحالف بدون طيار، ففي هذه السنوات الخمس، وصلت القدرات الجوية للمقاومة إلى مستويات غير مسبوقة».
ونبهت جوليا قاسم إلى أن الولايات المتحدة قبل الحرب، استخدمت اليمن كموقع اختبار للطائرات بدون طيار، وساهمت أيضا في انتشار «القاعدة» في اليمن من خلال منح المنظمة تغطية جوية، وذلك من أجل بسط وإطالة وجودها، بالتعاون مع «السعودية» والإمارات، والأخريان متحالفتان استراتيجياً مع القاعدة في المنطقة.
وتضيف قاسم إن مقاومة «أنصار الله» ضد «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية تجاوز اعتبارات الولايات المتحدة التي تحارب أيضا إيران وحركات محور المقاومة، ولهذا السبب تم فرض الحصار على اليمن منذ عام 2015م، وتشير إلى أنه «مع ذلك حققت المقاومة اليمنية انتصارات مذهلة في حرب الطائرات بدون طيار -أمريكية الصنع- بعد أقل من شهرين من بدء الحصار، وتكبد العدوان خسائر كبيرة في أرامكو ومنشآت النفط في ينبع «، ولفتت قاسم إلى أن «نجاح هذه الدفاعات الجوية يعني أن الطائرات الحربية السعودية ابتعدت عن وسط صنعاء، وبالتالي، تحولت الاعتداءات إلى هجمات ضد المدنيين».
وخلصت إلى أنه مع خسارة السعودية لنفوذها في اليمن، ستزداد الجرائم بحق المدنيين بشكل خاص في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية مثل الحديدة أو المناطق التي باتت على وشك التحرير مثل مأرب.
* نشرت المادة بالتزامن مع صحيفة» مرآة الجزيرة «