الحديدة .. المدينة التي لايعنيها «كورونا» !!
علاء الدين حسين:
في الوقت الذي تستنفر فيه مدن وشعوب العالم كل طاقاتها وإمكانياتها لمواجهة فيروس كورونا الجديد،من خلال إتخاذ إجراءات العلاج والحجر الصحي ووسائل الوقاية المختلفة،يمارس أهالي مدينة الحديدة طقوسهم اليومية الإعتيادية وكأنهم لم يسمعوا عن شىء إسمة “كورونا”،فالشوارع والأسواق ماتزال مزدحمة، والمقاهي ماتزال تستقبل العشرات من زورارها ،وحفلات الأعراس تقام حتى ساعات الليل المتأخرة.حتى بعض المستشفيات في الحديدة لايكترث القائمين على إدارتها بكورونا،يصف الناشط عبدالله الأحمدي وضع بعض المستشفيات هناك بالقول:«تخيل تدخل مستشفى خاص في الحديدة طويل عريض ،وعامل نفسه مثالي ومافيش أي مواد تعقيم حتى صابون مافيش، ولا أي موظف لابس جونتي أو كمامة،وكأن الامرلايعنيهم»،ويضيف «الكورونا لو جت البلاد ذي لا قدر الله، أول ناس بتأكلها الاطباء والممرضين لو حالهم مثل حال هذا المستشفى،وبشكل عام هناك زحمة ،وتدافع ومقوات،وكل مكان بقي زحمة كما هو،وربك الساتر».
لاشعور بخطورة الفيروس :
رغم إعلان السلطات المحلية في مدينة الحديدة، إتخاذها عدد من الإجراءات الإحترازية للتصدي لفيروس كورونا والتي من بينها إيقاف العملية التعليمية بالمدارس والجامعات والمعاهد ،وتنظيم دورات تدريبية للعاملين الصحيين حول كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها،وتوزيع فرق بالمنافذ البرية والبحرية من أجل الكشف على كل القادمين الى المدينة؛إلا أن كل تلك الإجراءات تعتبرفي مهب الريح بسبب عدم وجود وعي لدى الأهالي الذين لايهتمون بإتخاذ إجراءات الوقاية من الفيروس في حال تسجيل حالات إصابة.ومع تزايد مظاهر الجهل المجتمعي في الحديدة وباقي مناطق الساحل الغربي التي تُعد معقل الطبقة الكادحة في اليمن،برزت أصوات شبابية تعمل في أنشطة توعوية بمخاطركورونا،ومن بين تلك الأصوات الناشطين “أكرم الطياشي،وبدريوسف،وعبدالله الأحمدي،وفتحية “،وهم شباب بادرو طوعياً بتنفيذ أنشطة توعوية في الميدان وعبر وسائل التواصل الإجتماعي،لاقت استحسان أهالي الحديدة .
تحدث الناشط أكرم الطياشي لـ“الحديدة نيوز” ،من أن غالبية المحال التجارية وشركات الصرافة لم تلتزم بتوفير مواد التعقيم والمطهرات،مما حدا به هو وعدد من زملاءة تجهيز لافتات إرشادية تم تعليقهاعلى جدران بعض المحلات التجارية و المطاعم والبنوك وشركات الصرافة.
وفي الاسواق العامة المكتضة بالباعة والمشترين،وفي أماكن تجمعات الناس يقوم عدد من شباب الحديدة بتوزيع بروشورات توعوية تم صياغتها باللهجة المحلية حتى يتقبلها الناس،وتصل إلي عقولهم بسهولة،وفقاً لحديث الناشط محمد السقاف لـ”الحديدة نيوز”،لكن تلك الجهود حسب رأي السقاف غير كافية وتحتاج دعم مالي ومعنوي .
تأثير العالم الإفتراضي أقوى :
وفي موازاة الجهود التي يبذلها ناشطون في شوارع وأسواق مدينة الحديدة،يسعى أخرون إلى المساهمة في تقديم رسائل توعوية بمخاطر الإصابة بكوروناعبرمواقع التواصل الإجتماعي.
بدر يوسف واحد من أهم ناشطي مدينة الحديدة الذين يكتبون رسائل توعوية عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”،ويوضح بدر مايقوم به في حديثه ل “الحديدة نيوز ” قائلاً:«حينما بدأ فيروس كورونا يتفشي في مختلف بلدان العالم بما فيها البلدان المجاورة لليمن كالسعودية وعُمان وجيبوتي،قررت أن أقوم بكشف الضواهر السلبية التي يمارسها المجتمع، وأحاول بطريقة أو بأخرى معالجتها،وركزت في هذه الفترة على السويشيال ميديا عن طريق بعض المنشورات التوعوية بطرق فكاهية يتقبلها عامة الناس وناقشت فيهاعدة ممارسات خاطئة ينبغي تجنبها خلال هذه الأيام كمصاحفةالايادي،وعدم إرتداء الكمامات،لكنني اصطدمت كثيرا من ردود أفعال مقربين مني لم يستسيغو تطبيق أفكار الممارسات الوقائية من كورونا».
يشعر الشاب رياض المصباحي بالأسى حينما يتحدث لـ”الحديدة نيوز”عن مشاهداته لمقاهي مدينة الحديدة وهي مزدحمة بشكل غيرعادي من قبل روادها وهم طلاب المعاهد والجامعات،الذين يلعبون الضمنة،ويأكلون السندويشات من الباعة المتجولين على الهواء الطلق.
يقول رياض،أنه حاول مرات عديدة أن ينصح أولئك الطلاب بعدم التجمع في تلك المقاهي،دون أن يلقى أثر لنصائحة،لكنه يقول أنه يجد التأثيرالأكبر من خلال تفاعل الناس في الحديدة للرسائل التي يكتبها عبر صفحته بـ”الفيسبوك”،وهو الأمر الذي شجعه لمواصلةحملته التوعوية الطوعية.وهو ذات الأمرالذي يتفق عليه الناشط بدر يوسف.
وتأتي هذه الجهود حتى يومنا هذا ولم تعلن وزارة الصحة اليمنية ولا منظمة الصحة العالمية تسجيل أية حالة إصابة بفيروس كورونا سواء في مدينة الحديدة أوفي مختلف المحافظات اليمنية،رغم تفشي مختلف الأمراض الوبائية فيها كالكوليرا وانفلونزا الخنازيروغيرها من الأوبئة التي تفشت بسبب تداعيات الحرب التي ماتزال جارية للعام السادس.