الهند: “إغلاق شامل” في مواجهة كوفيد-19، استجابة لتوجيهات منظمة الصحة العالمية
الهند، إحدى أكبر دول العالم ذات الكثافة السكانية العالية، أعلنت، يوم أمس الثلاثاء، فرض حظر تجوال لمدة 21 يوما على سكانها، وذلك بعد دعوة من وكالة الصحة العالمية إلى البلاد لاتخاذ “إجراءات قوية” في مواجهة الوباء الفيروسي العالمي.
وقد طلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من سكان البلاد البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة البقاء في منازلهم، في تصعيد لحظر التجوال المعلن سابقا من الساعة السابعة صباحا وحتى التاسعة مساء. ويأتي هذا الإجراء الحكومي بعد يوم واحد من وقف الحكومة لجميع الرحلات الداخلية.
وأعلن السيد مودي أن الإغلاق ينطبق على “كل مقاطعة، كل حارة، وكل قرية” وحذر من أنه “ما لم تتمكن البلاد من التعامل مع هذه الأيام الـ 21، فستعود الدولة 21 عاما إلى الوراء.”
البلدان ذات الكثافة السكانية العالية ستحدد مستقبل كوفيد-19
وقال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، إن الهند بلد مكتظ بالسكان” وإن “مستقبل هذا الوباء سيحدده ما يحدث للبلدان ذات الكثافة السكانية العالية.”
حتى اليوم الثلاثاء، أظهرت أرقام منظمة الصحة العالمية أن الهند، نسبيا، لم تتأثر بقوة بهذا الوباء، إذ تم تسجيل أقل من 500 حالة مؤكدة. غير أن هناك مخاوف من أنه في حال استمرار المرض، فقد تكون العواقب “أكثر كارثية من أي شيء شوهد حتى الآن في الصين أو أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.”
وفي حديثه في مؤتمر صحفي في جنيف، يوم الاثنين، قال السيد مايك رايان، إنه من المهم بالنسبة للهند أن تتخذ “إجراءات مكثفة” على مستوى الصحة العامة والمجتمعية للسيطرة على المرض وكبحه.
استجابة “سريعة وشاملة وقوية”
وأشاد الدكتور هينك بيكدام، ممثل منظمة الصحة العالمية في الهند، باستجابة الدولة للوباء، قائلا إنها جاءت “قوية وشاملة وفي وقتها،” قائلا إن السلطات طبقت “النهج الحكومي الشامل” الذي تدعو إليه منظمة الصحة العالمية، وإن رئيس الوزراء مودي يقود الجهود شخصيا.
وتابع ممثل وكالة الصحة الأممية بالقول إن الحكومة تحرز تقدما في مجالات مثل الوقاية والاحتواء، بما في ذلك “تعزيز المراقبة، والقدرة المختبرية، وتتبع الاتصال والعزل وبدء إجراءات الطوارئ”.
وأشار الدكتور بيكدام إلى أن دعوة السيد مودي للتباعد الاجتماعي قد تلقت دعما واسعا من المجتمع، وهي خطوة من المتوقع أن تساعد في “تسطيح المنحنى” (إي إبطاء معدل الإصابات).
وقال الدكتور بيكدام إن منظمة الصحة العالمية وشركاء الأمم المتحدة الآخرين يعملون بشكل وثيق مع الحكومة الهندية بشأن تدابير التأهب والاستجابة ومراقبة الأمراض وبروتوكولات المختبرات والبحث واتصالات المخاطر والتدريب على الوقاية من العدوى ومكافحتها وخطة الاحتواء والمراقبة وتتبع المسافرين.