اليمن يسابق الزمن بقرارات جريئة لمنع انتشار فيروس كورونا

مع تفشي فيروس كورونا في الصين وبداية ظهور بعض الحالات المصابة في دول أخرى غير الصين أخذت وزارة الصحة في صنعاء الموضوع على محمل الجد فبدأت بتجهيز مركزي حجر صحي في مطار صنعاء الدولي ومستشفى زايد للأمومة.

 

ففي الثاني من فبراير وجهت وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني برفع الجاهزية الصحية واتخاذ التدابير اللازمة و التنسيق الكامل مع وزارة الصحة لمنع دخول فيروس كورونا الجديد إلى البلاد.

 

وبعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن الفيروس يمكن أن يكون الشرارة التي تشعل نارا كبرى في العالم ودعوة الدول لاتخاذ اجراءات عملية لمواجهة الفيروس، عقد اجتماع هام في الرابع من فبراير الماضي في العاصمة صنعاء برئاسة وكيل وزارة الصحة محمد المنصور وبحضور مدير مطار صنعاء خالد الشايف وممثلين عن هيئات النقل والطيران لدراسة ما يمكن القيام به لمواجهة الوباء الجديد، وشكلت غرفة عمليات من مختلف الجهات المعنية لتقوم بجمع المعلومات وتطورات الفيروس وسبل مكافحته وتشخيصه.

 

في السادس من فبراير أعلنت وزارة الصحة عن تجهيز مركز للعزل الصحي في مطار صنعاء الدولي وتم التوجيه بتنفيذ عدد من الاجراءات منها التوعية في المنافذ البرية والبحرية والجوية وتفعيل الحجر الصحي ووضع إرشادات وإرسال فرق استجابة سريعة لفحص القادمين من الصين أو دول شرق آسيا.
كما خصصت وزارة الصحة مستشفى زايد ليكون مركز حجر صحي واستمرت الوزارة بالعمل على تجهيزه لعدة أيام بدعم من المستشفيات الخاصة، وتم الإعلان في نفس اليوم عن البدء بإنشاء مراكز عزل في عدد من المحافظات.

 

في الحادي عشر من فبراير أعلن الوزير المتوكل عن وصول شحنة فحوصات خاصة بالكشف عن فيروس كورونا مقدمة من الصحة العالمية ضمن كمية تم توزيعها لخمس دول في الشرق الأوسط.

 

في السابع عشر من فبراير تم الإعلان عن وجود تنسيق بين السلطات الصحية في كل من صنعاء وعدن بهدف مواجهة فيروس كورونا كما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في صنعاء الدكتور سويف الحاضري الذي أكد التنسيق الكامل مع الفرق الصحية في مطاري عدن وسيئون.

 

مع دخول شهر مارس وبدء تفشي الفيروس في عدد من دول الشرق الأوسط ضاعفت وزارة الصحة من عملها وبدأت بتجهيز مراكز للعزل الصحي في عدد من المحافظات ومنها صنعاء والبيضاء وتعز وذمار وصعدة وعمران.

 

في السابع من المارس أقرت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة والتي يرأسها نائب رئيس الوزراء الدكتور حسين مقبولي إخضاع جميع الوافدين للفحوصات الطبية بمن فيهم الوفود الدبلوماسية وأعضاء المنظمات وعمال الإغاثة، كإجراءات إحترازية لازمة، وأقرت إجراء العزل الصحي للقادمين من خارج اليمن وبدون أي استثناء لليمنيين وغير اليمنيين عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية والتي تشمل تعبئة كرت السفر وفحص الحرارة.

 

في الرابع عشر من مارس الجاري أقرت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة إيقافاً مؤقتاً لجميع رحلات الركاب الواصلة لمطار صنعاء الدولي لمدة أسبوعين ابتداء من السبت 14 مارس في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المتحور الجديد، تنفيذ الإجراءات الصحية وإجراء الفحوصات الحرارية على جميع القادمين عبر جميع المنافذ وإلزامهم بتعبئة كروت السفر.

كما أقرت إخضاع القادمين من الدول الموبوءة لفيروس كورونا للحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوما على أن يوقع الشخص إقرارا على نفسه بالإلتزام بالحجر الصحي المنزلي والإجراءات المحددة فيه وعلى وزارتي الإدارة المحلية والداخلية وجهاز الأمن والمخابرات، التأكد من التزام الوافدين بالحجر الصحي المنزلي.

 

أما بالنسبة لحالات الاشتباه التي تطابق التعريف القياسي من قبل فريق الصحة فتخضع للحجر الصحي المؤسسي في المراكز المحددة من وزارة الصحة، وكذا إخضاع كل حالة مؤكدة مخبريا للعزل الصحي وتلقي الرعاية الصحية.

 

وفي تحدٍ أكبر كلفت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة وزارة الصناعة والتجارة بتشغيل مصنع الغزل والنسيج ودعمه لإنتاج الكمامات بما يضمن تغطية السوق المحلية.

 

بدورها وزارة التربية والتعليم اتخذت قراراً قضى بوقف الدراسة في جميع صفوف النقل والعام ابتداءاً من يوم 15 مارس وتقديم الامتحانات النهائية يوم 21 مارس كإجراءات احترازية لموجهة فيروس كورونا.

 

في الخامس عشر من مارس الحالي صدرت عدة قرارات من كل من وزارتا التعليم العالي والتعليم الفني قضت بتوقيف الدراسة في كافة الجامعات اليمنية والمعاهد الفنية والتقنية وكليات المجتمع لمدة شهر كامل مع تيسير المقررات والمحاضرات للطلاب عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

في السياق ذاته أعلنت وزارة الخدمة المدنية تعليق العمل بنظام البصمة في كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة والقطاعين العام والمختلط والقطاع الخاص لمدة شهر اعتبارا من يوم الاثنين الموافق 16 مارس 2020.

من جهتها قررت وزارة السياحة منع الشيشة في جميع الكفافيات والمقاهي وحتى إشعار آخر.

 

كل هذه القرارات الجادة التي تتخذها سلطات المجلس السياسي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المواطن اليمني وسلامته هي أولويتها القصوى وأنها لن تدخر جهداً في سبيل حمايته، ومعظم الاجراءات التي اتخذتها صنعاء لم تسبق بها فقط حكومة الفنادق المسماه زيفاً بحكومة الشرعية،.. بل سبقت بها عدد من دول المنطقة والإقليم.

قد يعجبك ايضا