نساء اليمن .. خمس سنوات من القصف والقتل والتشريد!!
ساري نصر
بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس تحتفل المرأة اليمنية بهذا اليوم وهي مثخنه بالجراح والألم في ظل العدوان الغاشم الذي فأقم من معاناتها وعمد إلى قتلها وتشريدها وحرمانها من ابسط مقومات الحياة التي هي حق من حقوقها حيث كشف مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية في تقرير صادر عنه بمناسبة مرور 1800 يوم من العدوان ان حصيلة الشهداء من النساء بلغت 2.352 شهيدة، أما الجريحات فوصل العدد إلى 2.713 جريحة وهذه الأرقام تكشف فظاعة ما يرتكبه هذا العدوان البربري ضد نساء اليمن من جرائم وحشية وهمجية مخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية التي كفلتها للمرأة لتحيى حياة كريمة .
وقفة احتجاجية
وفي هذا الصدد نظمت اللجنة الوطنية للمرأة أمس أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم العدوان السعودي الأمريكي بحق النساء في اليمن وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
واستنكرت المشاركات في الوقفة، استمرار تحالف العدوان في استهداف المرأة منذ ما يقارب خمس سنوات وما سببه من معاناة واستباحة للدماء والأعراض في وقت يحتفل العالم بيومها العالمي والذي يصادف الثامن من مارس من كل عام.
وأكد بيان صادر عن الوقفة أن حقوق المرأة في اليمن، يتمثل في دفع الظلم والحرب والحصار عنها .. مشيرا إلى أن المرأة هي من ستأخذ حقها بنفسها من خلال البذل والعطاء دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله.
ولفت إلى أن خروج حرائر اليمن اليوم، يؤكد صمود المرأة اليمنية وثباتها رغم المعاناة على مدى الخمس السنوات الماضية من العدوان والحصار.
وأوضح البيان أن العدوان على اليمن، كشف كذب وخدام وزيف ادعاءات المنظمات الدولية بحقوق المرأة .. مؤكدة أن حقوق المرأة تأتي من خلال تمسك المرأة اليمنية بدينها وعقيدتها وقيمّها وهويتها الإيمانية.
وأشارت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة غادة أبو طالب إلى أن خروج المرأة اليمنية في اليوم العالمي للمرأة من رحم المعاناة ومن تحت أزيز الطائرات وأنقاض المنازل لفضح أكاذيب العالم المتشدق باسم المرأة والطفل.
وأوضحت أن المرأة اليمنية وعلى مدى خمس سنوات تعاني من القصف والقتل سواء في صالات الأعراس والعزاء وغيرها وكذا الحصار والتجويع دون أن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن تجاه ذلك.
وطالبت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، الاضطلاع بدورها تجاه الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق المرأة اليمنية ومعاناتها .. مشيدة في ذات الوقت بصمود المرأة اليمنية وبذلها وعطائها وتمسكها بالثوابت والهوية الإيمانية.
تقارير دولية
تقرير حديث صادر عن منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي بعنوان (اليمن: النساء في مهب الحرب)، رصد آلاف الانتهاكات ضد المرأة اليمنية وبحسب التقرير الذي صدر تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة ، أن المنظمة وثقت 16667 انتهاكاً منذ بدء العدوان على اليمن حيث تنوعت الانتهاكات التي طالت النساء بين919 حالة قتل، و1952حالة إصابة، جراء القصف الجوي والمدفعي وانفجار الألغام والعبوات الناسفة وطائرات الدرون وكذلك أعمال القنص والإطلاق العشوائي للرصاص الحي، بالإضافة إلى 384 حالة اختطاف واختفاء قسري وتعذيب.
تدهور الوضع الصحي
نساء اليمن كان لهن النصيب الأوفر من وحشية العدوان والحصار حيث أفاد تقرير صادر عن وزارة الصحة مؤخرا أن ستة آلاف امرأة تموت سنوياً نتيجة مضاعفات الحمل والولادة ، فيما أفاد تقرير صادر عن منظمة اليونيسف أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين في اليمن بسبب المضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، حيث ألقت سنوات من العدوان والحصار العنيف بظلالها على الخدمات العامة الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية للأمهات والرضع، التي “أضحت على شفا الانهيار التام”، كما قالت المنظمة أن معدل وفيات الأمهات ارتفع بشكل حاد منذ تصاعد العدوان حيث تموت امرأة من بين كل 260 أثناء الحمل أو الولادة، وأفادت اليونيسف أن 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة بحاجة إلى علاج لسوء التغذية الحاد والوخيم.
انتهاكات صارخة
تحالف العدوان الغاشم ومرتزقته يمارسون أبشع الانتهاكات بحق المرأة اليمنية من قتل وبطش واغتصاب واختطاف وغيرها من أنواع التعذيب في ظل صمت دولي مريب، ومنها جريمة اختطاف واحتجاز المواطنة اليمنية سميرة مارش من قبل مرتزقة العدوان في مأرب حيث عبرت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني عن سخطها الشديد من مثل هذه التصرفات والتي تعتبر عيبا أخلاقيا ومجتمعيا، ويتنافى مع كل الأديان والقيم والقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
واعتبرت اللجنة الوطنية للمرأة، استمرار قوى العدوان ومرتزقته، في احتجاز النساء وصمة عار وجريمة بكل المقاييس الإنسانية والدولية , وطالبت المنظمات الأممية والدولية والمحلية، بالتدخل السريع والعمل على إطلاق سراح النساء المختطفات من قبل مرتزقة وعملاء تحالف العدوان من بيوتهن وعلى رأسهن سميرة حزام مارش، معبرة عن أملها بأن تقوم المنظمات الدولية والأممية بواجبها تجاه ما تتعرض له النساء اليمنيات، من انتهاكات من دول تحالف العدوان وعملائها في المناطق المحتلة.. داعية هذه المنظمات أن تثبت مصداقيتها، بربط القول بالفعل، والنص القانوني بالواقع.
صمت أممي
إلى ذلك أوضح بيان اللجنة الخاص بحملة الـ 16 يوما أن دول تحالف العدوان وأدواته تمادت في تجاوزاتها ومخالفاتها لكل القوانين والمواثيق الأممية والدولية، فيما يخص تجنيب المدنيين بشكل عام، والنساء والأطفال بشكل خاص من الاستهداف المباشر أو غير المباشر.
وأكد البيان أن النساء اليمنيات، تعرضن لأبشع الجرائم والانتهاكات من قبل دول تحالف العدوان جراء استخدام الأسلحة المحرمة والحصار والحرب الاقتصادية ما تسبب في نقص الغذاء والدواء، لافتا إلى أن الصمت ألأممي والدولي ساهم في تشجيع دول تحالف العدوان بالاستمرار في تلك التصرفات والإجراءات العدائية.