بالفيديو: نساء الحديدة نازحات ومشردات… في يومهن العالمي
تستقبل هدى عمر( 24 عاماً ) أم لطفلين يومها العالمي الذي يصادف 8 مارس من كل عام وهي لازالت نازحة ومشردة وتحلم بالعودة إلى مدينتها….
هدى التي نزحت من منزلها بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة منذ أكثر من عامٍ ونصف هي وزوجها وأطفالها ، واستقر بها الحال في العاصمة صنعاء تروي لموقع ( الحديدة نيوز) تلك اللحظات المرعبة التي عاشتها هي وأفراد أسرتها حينما بدأت المعارك تدور في مدينتها
حيث تقول ” لقد عشت لحظات لم أكن أتوقع ان أعيشها في عمري أبداً ، لقد رأيت الموت أمامي وأمام أطفالي وزوجي فالقذائف من مختلف الاتجاهات كانت تتساقط على المنازل بشكل عشوائي وهو ما أصاب الجميع بالذعر ، لقد استمرت المعارك لساعات طويلة وعندما توقفت قررنا الخروج والنزوح إلى خارج المدينة والحمدلله نجونا من الموت…..
وتضيف ” لقد تضررنا كثيراً من الحرب وتضررت المرأة منها بشكل خاص حيث قُتِل وجُرِحَ المئات من النساء ونزح الآلآف منهن فيما البعض أصبحن بدون معيل بفقدانهنَّ لرب الأسرة وكذلك البعض فقدن أعمالهن…
وتشير هدى ان مناسبة اليوم العالمي للمرأة والذي تحتفل به دول العالم تحل عليها وهي تعيش كغيرها من آلآف النساء من مدينة الحديدة معاناة النزوح نتيجة الحرب التي لاتزال مستمرة إلى يومنا هذا…
تقارير وإحصائيات”
ليست هدى هي الوحيدة التي تحل عليها مناسبة اليوم العالمي للمرأة وهي نازحة ومشردة ، بل هناك آلآف النساء أيضا ، فبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن للعام 2019 أنه خلال الفترة بين يونيو 2018 و15 يناير / كانون الثاني 2019، بلغ عدد العائلات النازحة من الحديدة في جميع أنحاء البلاد 174 ألفا و717، تمثل أكثر من مليون و48 ألفا و300 فرد تشكل المرأة فيهم ما يقارب 40%
وأشار إلى أنه تم تسجيل 109 آلاف و867 عائلة، أي أكثر من 659 ألفا و300 فرد في 4 محافظات، هي حجة، والمحويت، وريمة، والحديدة نفسها.
صندوق الأمم المتحدة للسكان وبحسب تقرير سابق له في العام 2017 يقول أن ما يقارب من 800 ألف من النازحين هم من النساء والفتيات تتراوح أعمارهنَّ مابين 15_45 ويتعرضن لخطر العنف القائم على نوع الجنس…
سوء معاملة وتحرش
سهام صالح 30 عام نازحة من مدينة الحديدة تقول ” لا تعاني النساء والفتيات النازحات فقط من معاناة النزوح بل يعانين أيضا من العنف من المجتمع المضيف فالكثير من النساء يتعرضنَ لسوء المعاملة سواءً كان بالتحرش اللفظي أو التمييز وغيرها من أنواع العنف..
وتضيف ” أنه لابد من استغلال اليوم العالمي للمرأة بالوقوف مع نساء اليمن سواء النازحات أو غيرهن وما تعانيه بسبب الحرب التي أثَّرت كثيراً علينا وذلك من خلال نشر قضايانا وتسليط الضوء عليها لعلنا نجد من يقف بجانبا….
وترى سهام صالح التي فقدت عملها بسبب الحرب حيث كانت تعمل بأحد المصانع شرق مدينة الحديدة أن المرأة النازحة لم يقف بجانبها أحد فهي مظلومة من المجتمع بشكل كبير مما فاقم من معاناتها….
ووسط أحد شوارع صنعاء تقف ( م. س. ي) تحمل طفلتها معها تطلب من المارة تقديم المساعدة المالية لها
( م.س.ي) نزحت من منزلها الواقع قرب مطار الحديدة بعد أن وصلت المعارك بجواره تقول” اُضطررتُ للخروج للتسوّل بعد نزوحنا من منزلنا ووفاة زوجي وعدم حصولي على عمل ، لايوجد معي أي حل آخر للحصول على المال لشراء الأكل لأطفالي غير التسول.
وتضيف ” التسول مهنة أجْبِرتُ عليها بسبب معاناة النزوح نتيجة الحرب ، لقد كنت في منزلي مستورة الحال وزوجي هو من يعمل ويجلب لنا الطعام ولولا الحرب ما خرجتُ للتسول الذي أعاني منه كثيرا فالكثير من المارة يتحرشون بي لفظيا ويعاملوني معاملة سيئة لكن من أجل اطفالي أصبر واتحمل كل أشكال العنف التي تواجهني…..
الحرب سبب رئيسي في معاناة المرأة
منذ أن بدأت الحرب بدأت معها معاناة المرأة وتفاقمت كثيرا باستمرارها هكذا تقول “مريم صالح 53 عام نازحة من الحديدة حيث أرجعت السبب الرئيسي فيما تعانيه المرأة اليوم من نزوح وتشرد وتمييز وعنف بمختلف أنواعه هو بسبب الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ 26 مارس 2015
وتقول” أثَّرت الحرب كثيراً على المرأة وجعلتها تعود للوراء وهانحن أصبحنا نازحات ومشردات من منازلنا فبعد أن كنا نطالب بحقوقنا في العمل والمشاركة المجتمعية أصبحنا نطالب بالسماح لنا بالعودة إلى منازلنا كي نستقر فيها كغيرنا من الأسر…
مريم التي كانت تملك منزلاً واسعاً بالحديدة أصبحت تعيش حاليا في بيت صغير جداً وسط العاصمة صنعاء التي نزحت إليها بعد أن اشتدَّت المعارك في الأشهر الماضية بمحيط المدينة ، وتراجعت ظروفهم المادية كثيراً بعد أن فقدت وظيفتها هي وزوجها فأصبحت تعتمد على المساعدات التي تحصل عليها من فاعلي الخير أو المنظمات…..
غياب إعلامي وتقصير حكومي
يعتبر الناشط الإجتماعي “عصام محمد” أن وسائل الإعلام تتحمل جزء من المسؤولية فيما تعانيه المرأة حيث يقول ” للأسف الشديد وسائل الإعلام اليمنية لا تتحدث عن المرأة وحقوقها إلا في المناسبات فقط ودورها مغيبٌ تماماً في توعية المجتمع بما تعانيه المرأة وأهمية الوقوف إلى جانبها والأخذ بيدها
كما يُحمِّلُ الناشط الحقوقي أيضا الجهات الحكومية جزءاً من المسؤولية أيضا حيث لايزال دورها ليس بالشكل المطلوب في توعية المجتمع بأهمية وقف العنف الذي تواجهه المرأة كالعنف الأسري أو العنف المجتمعي ا1و غيره من أشكال العنف وخصوصا في هذه الفترة التي لاحظنا ارتفاعاً لمعدلات العنف ضدها .
ويرى عصام محمد أنه لابد أن تتكاتف الجهود في مناصرة المرأة حيث لاحظنا ارتفاع معدل زواج الصغيرات لدى الأسر النازحة وهذا مؤشر خطير حيث تضطر الأسر لزواج فتياتهم من أجل تخفيف العبء الذي تتحمله الأسرة وترى أن زواجها لفتياتها الصغيرات سوف يحِلُّ مشكلاتهم وهذا مفهوم خاطئ .