سوريا: جهود لتقديم المساعدات لجميع النازحين مع ارتفاع أسعار الغذاء في إدلب بنسبة 120%

بعد أن تسبب تصاعد القتال في شمال غرب سوريا بنزوح ما يناهز المليون شخص، وتفاقم ظروف حياتهم بسبب الأحوال الجوية السيئة، أكد برنامج الأغذية العالمي ارتفاع أسعار الطعام في إدلب بنسبة 120%، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود.

ويُعدّ برنامج الأغذية العالمي أكبر منظمة إنسانية تعمل في شمال غرب سوريا. وعبر شركائه، فإن البرنامج يهدف إلى توفير مساعدات غذائية لجميع النازحين. وتعمل طواقمه على مدار الساعة للتغلب على التحديات المتمثلة في الوصول إلى الأسر التي تحتاج بشكل كبير إلى المساعدات الغذائية المنقذة للحياة.

وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي للبرنامج، إن برنامج الأغذية العالمي يقدم الدعم لنحو 4.5 مليون شخص في سوريا، ولكن في شمال غرب سوريا يجري العمل على تقديم الغذاء لمليون شخص. وأضاف: “إذا كنت في شمال أو جنوب إدلب، فنحن نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى جميع من يحتاج إلى المساعدة، بصرف النظر عن الموقف السياسي أو الموقع الجغرافي.”

حصص غذائية للقادمين الجدد

ويقدم البرنامج حصصا غذائية جاهزة للأكل للنازحين الجدد، من بينها الحمص والدجاج المعلب والخضراوات. كما يقدم حصصا لمدة شهر تتكون من الطحين أو الخبز والأرز والبرغل والحبوب والسكر والملح والزيت.

يحاول برنامج الأغذية العالمي جلب الأمل ونوعا من الأمن الغذائي في منطقة هي فعلا بحاجة ماسة إلى الدعم — ديفيد بيزلي

وقد زاد برنامج الأغذية العالمي في شباط/فبراير المساعدات المقدمة لتلك المناطق عبر العمليات الإنسانية القادمة من تركيا، وذلك بهدف الوصول إلى 1.1 مليون شخص.

وقال بيزلي: “هذا هو برنامج الأغذية العالمي، يحاول جلب الأمل ونوعا من الأمن الغذائي في منطقة هي فعلا بحاجة ماسة إلى الدعم.”

وقد أجبرت المعارك برنامج الأغذية على نقل مواقع توزيع الغذاء إلى مناطق قريبة من الحدود التركية من أجل الحفاظ على سلامة العاملين والعائلات التي تتلقى المساعدات. وقد حدث تأثير في توزيع المساعدات بسبب نزوح عدد من شركاء البرنامج.

ويفيد برنامج الأغذية العالمي بصعوبة تنقل الشاحنات المحملة بالأغذية بسبب الطرق الوعرة والمناورات العسكرية. كما أن تنقل النازحين المتواصل يزيد من صعوبة تتبع وتحديد جميع النازحين المحتاجين إلى المساعدات.

WFP/Fadi Halabi
أطفال في مخيم معرّة مصرين في ريف إدلب الشمالي بسوريا

شهادة نازحة

نسرين العمَر نزحت للمرة السابعة على التوالي، هي وأطفالها السبعة، بحثا عن الأمان وبعيدا عن القصف والدمار. وقد استقرّ بها الحال في مخيم معرّة مصرين حيث تقطن 500 أسرة غيرها هناك.

تقول نسرين: “في كل مرة يحدث تفجير نشعر بخوف شديد والأطفال يخافون أكثر من غيرهم. وفي كل مرة يهطل المطر يدخل الماء إلى خيمتنا”.

كما فاقمت الأحوال الجوية أوضاع اللاجئين سوءا لاسيّما وأن درجات الحرارة تنخفض إلى ما دون الصفر مئوية في ساعات الليل. وتضيف نسرين: “في كل مرة يخرج الأطفال للعب يعودون وقد تلوثوا بالوحل. إنهم يمرضون ويسعلون معظم الوقت.”

وقد ناشد برنامج الأغذية العالمي جميع أطراف النزاع وقف القتال في إدلب والسماح للمواطنين بالحصول على المساعدات الإنسانية، وشدد على أن وقف إطلاق النار ضرورة ملحة للسماح للطواقم الإنسانية بإنقاذ الأرواح.

قد يعجبك ايضا