اليمن: مع اشتداد الأزمة الإنسانية، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية يوفر صندوق الأمم المتحدة للسكان احتياجات النساء وخاصة النازحات
تسببت اشتباكات عنيفة في مدينة الحزم بمحافظة الجوف في اليمن هذا الشهر في نزوح أعداد كبيرة مع ما يقرب من 1800 عائلة أجبرت على الفرار من ديارها، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. أما في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، فقد أجبر تصاعد العمليات العسكرية في محافظات مأرب وصنعاء والجوف، 5000 أسرة على الفرار من ديارها.
اليمن هي أكبر أزمة إنسانية في العالم وما زال المشردون بحاجة إلى الحماية والمأوى والخدمات الصحية.
ووسط غارات جوية، تم الإبلاغ عن نزوح جماعي من منطقة الحزم، التي تستضيف الآلاف من النازحين من مقاطعتي الجوف ومأرب. في 1 آذار/مارس، وصلت حوالي 2،100 عائلة نازحة إلى مأرب حيث تستضيفها المجتمعات المحلية.
في السنوات الثلاث الماضية، تم تشريد حوالي 4.3 مليون شخص في اليمن، نصفهم تقريبا من النساء، 27% منهن تحت سن 18 عاما، وهن بحاجة إلى مأوى وطعام وصحة إنجابية وخدمات استشارية كافية.
76% من النازحين في اليمن هم من النساء والأطفال
تأجج الصراع ليلة أمس في الحزم و الغيل في#الجوف و أدى الى نزوح أكثر من 7,000 حتى الآن.
تم تفعيل آلية الإستجابة السريعة للأمم المتحدة لتوفير المساعدات الفورية المنقذة للحياة للنازحين الجدد و أرسلنا فرقنا المتنقلة لتقديم خدمات صحة الأمومة الطارئة و المستلزمات الخاصة بالنساء.
وقال نيستور أووموهانجي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن:
“تشكل النساء والأطفال ما يقرب من 76% من النازحين في اليمن، ووسط كل هذه المصاعب، ظلت المرأة قوية وصامدة. في معظم الحالات هن من يتحملن عبء إعالة أسرهن.”
أدى تصاعد الصراع والأزمات الإنسانية التي أعقبت ذلك إلى إضعاف وضع النساء والفتيات في المجتمع اليمني. وكانت النتيجة تآكل آليات حماية النساء تقريبا، مما زاد من خطر تعرضهن لسوء المعاملة والعنف.
وتم نشر فرق الحماية المتنقلة والصحة الإنجابية التابعة للصندوق لتوفير خدمات صحة الأم الحرجة والإسعافات الأولية النفسية وأدوات العبور وتحديد أكثر النساء والفتيات ضعفا وإحالتهن إلى الخدمات ذات الصلة.
مع محدودية خيارات المأوى، تميل النساء والفتيات النازحات إلى المعاناة أكثر من نقص المساحات الآمنة ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. والجدير بالذكر أن الفتيات المشردات أكثر عرضة لفقدان إمكانية الوصول إلى المدارس لأن الأسر ذات الموارد المحدودة تحرم تعليمهن. يقدر أن 48% من نساء اليمن أميات ولا يزال زواج الأطفال ممارسة شائعة.
توفير أماكن آمنة وعيادات متنقلة في المناطق المتضررة
يعمل الصندوق على تمكين النساء والفتيات من خلال توفير أماكن آمنة وعيادات متنقلة في المناطق المتضررة. من خلال توفير الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية والدعم النفسي والاجتماعي، تتلقى النساء مساعدة منقذة للحياة، سواء كن مشردات، أو أثناء التنقل أو محاصرات في الخطوط الأمامية للنزاع.
منذ منتصف كانون الثاني/يناير، تم تحديد أكثر من 3،600 أسرة نازحة حديثا (25 ألف فرد) على أنها بحاجة إلى الإغاثة الطارئة. يواصل شركاء الصندوق في مأرب نشر أفرقة متنقلة للصحة الإنجابية لخدمة المشردين الجدد في المواقع الجماعية. حتى الآن، تلقى أكثر من 4400 نازحة الرعاية الصحية الإنجابية الأساسية، مع إحالة أخريات إلى الخدمات ذات الصلة.
مصدر وحيد لخدمات الصحة الإنجابية في اليمن
يظل الصندوق المصدر الوحيد للأدوية واللوازم والخدمات الإنجابية في البلاد وسط العقبات والتحديات. هناك حاجة إلى استثمارات في تعزيز النظام الصحي، حيث إن 35% فقط من مرافق صحة الأم تعمل حاليا.
وقالت الدكتورة أفراح ثابت الأديمي، أخصائية برامج الصحة الإنجابية بمكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن:
“منذ بدء الحرب، لم يتلق مقدمو الخدمات الصحية رواتبهم. نواصل تدريبهم على توفير الحد الأدنى من الخدمات للصحة الإنجابية. مع الوضع الحالي في البلاد، نحن نبذل قصارى جهدنا للتأكد من أن المرأة قادرة على الوصول إلى السلع الأساسية والأدوية وخدمات صحة الأم التي يحتاجون إليها بشكل عاجل.”
وفي حوار سابق مع أخبار الأمم المتحدة، أشارت الدكتورة أفراح إلى معاناة أكثر من 4 ملايين من النازحين، غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين يفتقرون لأبسط الخدمات مثل الغذاء والدواء والمأوي والكساء، والأمن، داعية إلى تضافر جهود كل المؤسسات في سبيل الاستجابة لهذه الاحتياجات “الهائلة.”
وفي عام 2019، يشير صندوق الأمم المتحدة للسكان تلقى أكثر من 3.5 مليون شخص في اليمن حِزم الطوارئ المنقذة للحياة وخدمات الصحة الإنجابية والحماية من خلال دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان. تم تسهيل أكثر من 116 ألف حالة ولادة آمنة وتلقى ما يقدر بنحو 30 ألفا من الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي، الرعاية.
تجربة النازحة هناء مع زواج الأطفال
لقد حرمت من التعليم والطفولة. أجبرت على تقمص شخصية امرأة تبلغ من العمر 40 عاما محبوسة في جسد طفلة عمرها 15 عاما
ومن بين اللواتي تم الوصول إليهن، النازحة هناء، التي تم حذف اسمها الأخير لدواعي السلامة والحماية. تم تزويج هناء، بناء على طلب والديها، برجل ثري يكبرها بنحو ضعفي عمرها عندما كانت تبلغ 15 عاما. وعن تلك التجربة تقول هناء:
“لقد حرمت من التعليم والطفولة. أجبرت على تقمص شخصية امرأة تبلغ من العمر 40 عاما محبوسة في جسد طفلة عمرها 15 عاما.”
فقد زوجة هناء وظيفته عندما تم تهجيره وسُجن فيما بعد لأسباب مالية. ولدعم أسرتها، بدأت هناء في خبز وبيع المعجنات التقليدية. تعيش الآن مع أطفالها الخمسة في غرفة واحدة يأكلون فيها وينامون ويخبزون.
بمساعدة برنامج بدء الأعمال التجارية المدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، حصلت هناء على قرض صغير لمساعدتها على تنمية أعمالها التجارية الخاصة بالخبز. وعن ذلك قالت هناء:
“البرنامج منحني الأمل، بداية جديدة لحياة جديدة. أنا على استعداد للعمل وحيدة لبناء مستقبل أفضل لبناتي، مستقبل أفضل من مستقبلي”.
الأماكن الآمنة توفر الحماية وسبل العيش للنساء والفتيات
تعمل الأماكن الآمنة على تعزيز الشعور بالأمن والتضامن، مما يسمح بتحديد هوية الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعمهن مع حشد النساء مثل هناء وتمكينهن اجتماعيا ومهنيا. بالنسبة للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، يوفر التدريب على سبل العيش والمهارات نقطة دخول للخدمات، والقضاء على وصمة العار وتيسير التواصل مع المجتمع.
لقد كان نجاحنا الأكبر هو التأكد من عدم التغاضي عن هذه الاحتياجات الفريدة للنساء والفتيات في أكبر أزمة إنسانية في العالم تحدث في اليمن