جمهورية الكونغو الديمقراطية: مع تلاشي فيروس إيبولا، وكالات الأمم المتحدة تستعد لمكافحة فيروس كورونا
Share
بعد مرور أكثر من عام على محاربة تفشي فيروس إيبولا، الذي أودى بحياة أكثر من 2200 شخص، أعرب مسؤولو الأمم المتحدة عن “تفاؤل حذر” بإمكانية القضاء على الوباء قريبا في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لمواجهة التهديد الناشئ عن فيروس كورونا المستجد (COVID-19).
في حفل مليء بالمشاعر، يوم الثلاثاء، خرجت آخر مريضة بفيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية – وهي امرأة تدعى ماسيكو – من مركز العلاج في بني.
وفي تغريدة على موقع تويتر، مرفقة بمقطع فيديو للسيدة ماسيكو وهي تغادر مرفقا صحيا، وسط مظاهر احتفالية، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، الدكتورة ماتشيديسو مويتي إنه “لا توجد أي حالة إصابة بالإيبولا حاليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد مضي أكثر من عام على جهود مكافحة هذه الفاشية.” وأعربت الدكتورة مويتي عن تفاؤلها بانتهاء المرض قريبا.
يأتي هذا الإنجاز في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن سلالة جديدة من فيروس كورونا، والتي ظهرت لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في أواخر العام الماضي، حيث تأثرت حتى الآن أكثر من 60 دولة في جميع أنحاء العالم.
أفريقيا تستعد لفيروس كورونا
وفي أعقاب انتشار الفيروس في القارة، قام الاتحاد الأفريقي والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بتنظيم اجتماع وزاري طارئ الشهر الماضي حيث تم تحديد جمهورية الكونغو الديمقراطية بين 13 دولة من الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا بسبب روابط السفر المباشر مع الصين.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في الاجتماع:
“بعض البلدان في أفريقيا، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية، تستفيد من القدرات التي اكتسبوها لاختبار فيروس إيبولا، لاختبار COVID-19. هذا مثال رائع على الفوائد التي يتم جنيها عن طريق الاستثمار في النظم الصحية.”
وقد عقد مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا اجتماعا طارئا حول فيروس كورونا هذا الأسبوع، بهدف تعزيز المشاركة ووضع خطة فعالة للتأهب والاستجابة لبلدان المنطقة.
ومن بين المنظمات التي حضرت صندوق الأمم المتحدة للسكان. ويعتقد الصندوق أنه مقارنة بالبلدان ذات الخبرة القليلة في مجال الوقاية من العدوى ومكافحته على نطاق واسع، قد تكون جمهورية الكونغو الديمقراطية في وضع أفضل لمنع انتشار فيروس كورونا، نتيجة للتدابير المنفذة بالفعل لمكافحة فيروس الإيبولا.
دروس مستفادة من تفشي فيروس الإيبولا
ويدعم العاملون الصحيون التابعون لصندوق الأمم المتحدة للسكان جهود الاستجابة لفيروس إيبولا في الكونغو الديمقراطية، وهي الفاشية العاشرة التي تشهدها البلاد، والتي حدثت على خلفية واحدة من أكثر الأزمات التي طال أمدها في العالم وفي منطقة خيمت عليها هجمات الجماعات المسلحة الفتاكة.
بشكل عام، يحتاج حوالي 16 مليون مواطن كونغولي إلى الدعم، بما في ذلك 3.5 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب، تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما.
في حين أن جميع الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة معرضون لخطر الإصابة بفيروس إيبولا، أوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان أن العاملين الصحيين يواجهون مخاطر متزايدة بسبب كثرة الاتصال بالأشخاص المصابين والسوائل البيولوجية والأجسام الملوثة. كما أنهم عرضة لخطر نشر المرض ونقله للمرضى والأطباء الآخرين أثناء الرعاية.
يشار إلى أن أكثر من 5% من ضحايا الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية كانوا من العاملين الصحيين الذين أصيبوا بالمرض من خلال الاتصال بسوائل أجسام المصابين، وفقا للوكالة الأممية.
القابلة راشيل وتجربة الإصابة بالإيبولا
وقد أصيبت القابلة راشيل مبافيندي بفيروس إيبولا أثناء عملها في مركز مانجينا للإحالة الصحية، الذي تم تجديده بواسطة صندوق الأمم المتحدة للسكان. يقع المركز في إقليم كيفو الشمالي، مركز الأزمة الإنسانية وتفشي فيروس إيبولا.
قضت راشيل وتسعة من زملائها 90 يوما في الحجر الصحي والعلاج بعد إصابتهم بالمرض. على الرغم من صعوبة تجربتها، عادت راشيل إلى العمل بعد إطلاق سراحها. وعن تلك التجربة تقول:
“بعد تجربتي مع الإيبولا، شعرت كأني ولدت من جديد، وأمارس عملي بحذر شديد واهتمام كبير.”
UN Photo/Martine Perret
الطواقم في وحدة كتوا لعلاج الإيبولا في بوتمبو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يعقمون الأحذية ويغسلون الملابس. (آب/أغسطس 2019)
صندوق الأمم المتحدة للسكان يوسع تدخلاته
كمشرفة على القبالة، تقوم راشيل بتدريب زملائها على التنفيذ السليم للممارسات التي يمكن أن تحدث فرقا بين الحياة والموت في الوقاية من الأمراض المميتة. تشمل هذه الخطوات النظافة المناسبة لليدين، وحماية الوجه والملابس، والوقاية من الإصابات التي تسبب الجروح المفتوحة، وصحة الجهاز التنفسي: أي منع انتشار الفيروس من خلال السعال، والتنظيف المنتظم للغرف، والإدارة المناسبة للنفايات البيولوجية.
تقوم راشيل بتطبيق تجربتها الشخصية والمهنية مع الإيبولا للتحضير لاحتمال انتشار فيروس كورونا. وعن ذلك تقول:
“بفضل تدريب الإيبولا الذي قدمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، أشعر بالاطمئنان من أن جناح الأمومة الخاص بي يمكنه منع ومكافحة وباء جديد، بما في ذلك فيروس كورونا.”
وبالإضافة إلى التدريب والإشراف ذي الصلة، يزود الصندوق أجنحة الأمومة بالمعدات الضرورية لضمان التنفيذ الكامل لتدابير مكافحة العدوى والوقاية “، كما قال الدكتور بوليكارب تاكو، المنسق الإنساني للصندوق من أجل الاستجابة لفيروس إيبولا.
وتعمل المكاتب الإقليمية والقطرية التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان الآن على توسيع نطاق هذه التدخلات استعدادا للانتشار المحتمل لفيروس كورونا.