خسائر القطاع البحري تتجاوز 5 مليارات دولار
الصيادون التقليديون الذين يشكلون غالبية سكان القرى والبلدات المتناثرة على طول الساحل الغربي كان لهم الحظ الأوفر من جرائم وانتهاكات العدوان ومرتزقته ، حيث تعرض المئات منهم للقتل والأسر والاحتجاز والتعذيب قبل وبعد اتفاق السويد، ولاتزال قوى الغزو والاحتلال وأدواتها تمارس إزاءهم كل أشكال الانتهاكات والجرائم البشعة حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان
استهداف مباشر
خلال الخمس السنوات الماضية من عمر هذا العدوان الوحشي قضى مئات الصيادين في غارات مباشرة لطائرات العدوان وبوارجه، فيما تم اعتقال واحتجاز عدد كبير منهم في سجون ومعتقلات العدوان الذي حوَّل معظم جزر البحر الأحمر الى معتقلات وسجون سرية للتنكيل بهؤلاء البسطاء، ناهيك عن الاجراءات القاسية التي تتخذها سلطات الغزو بهدف تضييق الخناق على الصيادين وإجبارهم على الرحيل القسري من قراهم ومناطقهم
ويقول محللون سياسيون إن ما تعرض ويتعرض له الصيادون من ممارسات إجرامية وتنكيل وبطش مستمر يهدف في الاساس الى إخلاء الساحل من أبنائه في اطار مخطط خبيث لإمريكا وأدواتها لإحكام سيطرتهم على الساحل الغربي لليمن..
ولا يزال الكثير من الصيادين محتجزين في سجون سعودية وأخرى إماراتية بعد اختطافهم مع قواربهم في عرض البحر حيث يتعرضون هناك لأنواع مختلفة من التعذيب الوحشي كما حصل مؤخرا مع 17صياداً من أبناء منطقة القطابا في مديرية الخوخة الذين تم احتجازهم من قبل زوارق الاحتلال السعودي والاماراتي لعدة ايام في جزيرة زقر وحنيش ومارسوا بحقهم أشد أشكال التعذيب الجسدي والصعق الكهربائي، مع أن المناطق التي ينتمي إليها هؤلاء الصيادون خاضعة عمليا لقوى العدوان..
وأكد الصيادون أنهم كانوا يصطادون على مقربة من جزيرة حنيش الصغرى حيث توقف بجوارهم زورق حربي على متنه ضابط سعودي ومجموعة من الجنود المرتزقة واقتادوهم إلى سجونٍ في الجزيرة تحت تهديد السلاح وتم احتجازهم لعدة أيّام تعرضوا خلالها للضرب والصعق الكهربائي ومصادرة ممتلكاتهم من أسماك وأجهزة (الماجلان) التي يستعين بها الصيادون لتحديد أماكن تواجد الأسماك.. وبحسب الصيادين فإن أجهزة الصيد والمقتنيات التي تم نهبها من قبل الجنود تقدر قيمتها بمليون ونصف المليون ريال يمني..
هذه الجريمة ليست الاولى التي تستهدف صيادي هذه المنطقة حيث تعرضوا لاستهدافات عديدة أبرزها استهداف طائرات الأباتشي التابعة لتحالف العدوان في المياه اليمنية خلال عامي 2015و2017، والتي راح ضحيتها عشرات الصيادين من سكان «القطابا» والقرى المجاورة.
تقارير دولية
كان الصيادون ولايزالون في قائمة الأهداف الرئيسية للعدوان، وبحسب منظمات حقوقية دولية فإن قوات الاحتلال السعودي الاماراتي قد ارتكبت جرائم حرب في حق صيادين يمنيين، حيث قتلت المئات واحتجزت وعذبت الكثير منهم.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”- في تقرير لها- إن قوات بحرية تابعة لتحالف العدوان بقيادة السعودية نفذت على الأقل 5 هجمات قاتلة على قوارب صيد يمنية منذ 2018م.. موضحة أن “الهجمات أسفرت عن مقتل 47 صياداً يمنياً على الأقل، منهم 7 أطفال، واحتجاز أكثر من 100 آخرين، بعضهم تعرض للتعذيب أثناء الاحتجاز في السعودية..
وأضافت المنظمة “هجمات تحالف العدوان على الصيادين ومراكب الصيد كانت متعمدة، واستهدفت مدنيين وأعيانا مدنية في انتهاك صارخ لقوانين الحرب”.. مشيرة إلى أن “مسؤولي تحالف العدوان الذين أمروا أو نفذوا الهجمات أو عذبوا المحتجزين متورطون في جرائم حرب”..
واستهدف طيران تحالف العدوان خلال عدوانه على اليمن قوارب الصيادين في عدة حوادث، راح ضحيتها المئات ما بين قتيل وجريح ومفقود، فيما لا يزال تحالف العدوان يمنع على الصيادين اليمنيين، ممارسة نشاطهم في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي حرم آلاف الأسر من مصدر دخلها الوحيد، والذي كانت تؤمنه من خلال أنشطة صيد الأسماك.
اهداف خبيثة
هذه الممارسات الوحشية بحق الصيادين دافعها كما يقول متابعون وخبراء تنفيذ أهداف خبيثة وهي السيطرة على المنافذ البحرية لليمن ويتجلى ذلك بوضوح في ممارسات قوات الاحتلال الاماراتي في الساحل الغربي وخاصة في المنطقة الممتدة ما بين المخا وباب المندب بعد أن فشلت في سيطرتها الكاملة على الساحل الممتد من باب المندب جنوبا وحتى ميدي شمالاً، وتفرض قوات الاحتلال السعودي الاماراتي قيوداً على الصيادين اليمنيين في هذه المناطق في وقت تقوم فيه شركات صيد إماراتية وأجنبية بتجريف الشعاب المرجانية وممارسة الصيد الجائر في المياه اليمنية.
خسائر مادية فادحة
نجم عن الاستهداف المباشر للصيادين ولقطاع الصيد التقليدي في الساحل الغربي من قبل العدوان خسائر اقتصادية كبيرة تبلغ مليارات الدولارات، وتقول هيئة المصائد السمكية إن الخسائر المادية المقدرة لقطاع الصيد في الساحل الغربي جراء الاستهداف المباشر تزيد عن 5 مليارات دولار.
وأخيراً
يبقى القول بأنّ الصمت المريب للمجتمع الدولي إزاء هذ ه الانتهاكات والجرائم البشعة التي تطال الصيادين والقطاع البحري في الساحل الغربي وجميع سواحل اليمن هو ما شجع تحالف العدوان لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الصيادين التي لم تتوقف أبداً بل تأخذ أشكالاً مختلفة بمرور الوقت، وها هي بوارج العدوان ترمي مخلفاتها الخطيرة من الزيوت والبارود في المياه الإقليمية، كما تسمح لسفن الصيد العملاقة بالصيد غير المشروع في المياه الإقليمية وهو ما يتسبب كما يقول مختصون في أضرار بيئية لا يمكن تعويضها إلا بعد عشرات السنين.