التحالف ينتهك“الحرمات” في الساحل الغربي
إبراهيم الأشموري
لا تتوقف جرائم وانتهاكات وخروقات العدوان ومرتزقته في محافظة الحديدة والساحل الغربي عموماً عند الأعمال الحربية المتواصلة والتي تتجاوز المئات يوميا منذ توقيع اتفاق السويد قبل أكثر من عام وإنما تتعدى ذلك إلى الممارسات والسلوكيات الأخلاقية التي اقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها “ساقطة” ولا تصدر إلا عن أناس يفتقدون لذرة من الأخلاق والضمائر الحية هذه الجرائم التي تعاني منها كل مناطق الساحل الغربي بما فيها تلك الخاضعة لسيطرة قوى العدوان تتنافى مع كل القيم والأعراف الدولية والإنسانية..
ومنذ حادثة اغتصاب تلك الفتاة المسكينة في أوائل العام 2018م بمدينة الخوخة من قبل مرتزق سوداني توالت حوادث الاغتصاب ومداهمة المنازل لتطفو إلى السطح بعد ذلك حادثة اقتحام عناصر تابعة للمرتزق طارق عفاش لمنزل بسيط بمدينة التحيتا بدافع اغتصاب إحدى الفتيات وقد تم قتل عدد من أقاربها ممن اعترضوا المرتزقة لتتوالى بعد ذلك المزيد والمزيد من هذه الانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية بحق الناس البسطاء في تلك المناطق المسالمة.
ويشكو السكان المحليون في المناطق الخاضعة لسيطرة قوى العدوان من جرائم أخلاقية يقترفها المرتزقة متعددو الجنسيات بحق الناس لكن كثيراً من تلك الانتهاكات تظل طي الكتمان خوفا من الفضيحة.
حقيقة المشروع العدواني
ممارسات مرتزقة العدوان في الساحل الغربي وفي مناطق سيطرتهم تحديدا من اقتحام للمنازل واستباحة الأعراض المصونة وانتهاك الحرمات وارتكاب الجرائم يعكس السقوط الأخلاقي لهؤلاء المرتزقة وحقيقة مشروعهم القائم على القتل والاغتصاب والظلم والاستبداد بحق الأسر اليمنية.
ويروي شهود عيان من أبناء الساحل الغربي الذين نزحوا الى كثير من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان هول وبشاعة ما يقوم به الغزاة والمرتزقة من قتل متعمد واقتحام للمنازل وسرقة الممتلكات واستباحة الأعراض وسلب حقوق الأبرياء.
ويضيفون: إن العناصر التابعة لقوى العدوان يمارسون أبشع الأعمال الإرهابية بحق المواطنين فيقومون بقتل واختطاف النساء والأطفال، آخرها ما قامت به القوات التابعة للمرتزق طارق عفاش حيث أقدموا على اقتحام منزل المواطن عبدالله برة بمديرية التحيتا محافظة الحديدة ومحاولة اغتصاب ابنته وقتل عمها ووالدها اللذين دافعا عن عرضهما ومحاولة أخذ الفتاة بالقوة لولا تدخل أهالي المنطقة الذين قاموا بمقاومة المجرمين الذين تركوا الفتاة وولوا هاربين بعد ما أصيبت بجروح ورضوض في جريمة بشعة وغير أخلاقية خارجة عن قيم الدين الإسلامي وأخلاق اليمنيين وعن كل القيم والمبادئ الإنسانية والأعراف في مختلف دول وشعوب العالم .
مسؤولية قانونية
ولم تكن هذه الجريمة الوحيدة للعدوان بل هناك الكثير من الجرائم السابقة التي ارتكبتها طوال الخمس سنوات الماضية منها جريمة اغتصاب فتاة الخوخة وجريمة اغتصاب فتاة وطفل في قرية الحيمة وجريمة اغتصاب فتاة حيس وامرأة في المخا وطفل في التحيتا وطفل معاق في تعز وممرضة في مستشفى الجمهوري بعدن وغيرها من الجرائم اليومية التي ترتكبها قوى تحالف العدوان ومرتزقته السودانيين في الخوخة.
وتقول أم ريان النازحة من منطقة منظر القريبة من مديرية الدريهمي: إن مرتزقة العدوان قاموا باقتحام منزلها ونهب كل محتوياته وأنهم يمارسون أعمالاً إرهابية بحق الأسر هناك بعد أن نهبوا كل أملاك المواطنين هناك وأثاثهم واستولوا على منازلهم.
هذه الجرائم والانتهاكات الخطيرة بحق الأبرياء أخذت طيلة الفترة الماضية منحى تصاعدياً بسبب الصمت المريب والمخزي للمجتمع الدولي لكنها كما يقول متابعون ومحللون سياسيون عملت على إحداث صحوة كبيرة في الوعي اليمني وكشف الأهداف الحقيقية والخبيثة لمشروع العدوان وولد لدى مختلف شرائح المجتمع اليمني القناعة التامة بوجوب الجهاد وحماية الأرض والعرض بكل الوسائل الممكنة وأن الرد الأمثل على قتلة النساء والأطفال يتمثل في رصّ الصفوف وتوحيد الطاقات وتفعيل مسارات التعبئة والتحشيد إلى الجبهات ودعم أبطال الجيش واللجان للأخذ بثأر هؤلاء الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال.
إحصائيات وأرقام
وتؤكد التقارير الصادرة عن عدد من الجمعيات الحقوقية والمدنية أن هناك إحصائيات تتحدث عن مئات الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي تقترف بحق الأبرياء في الساحل الغربي .
ويشير تقرير لمنظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني إلى أن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان بالساحل الغربي بلغت 685 جريمة من بينها 244 جريمة اغتصاب منها 132 جريمة اغتصاب نساء و84 جريمة اغتصاب أطفال و28 جريمة اغتصاب رجال فيما بلغت جرائم الاختطاف 414 جريمة منها 56 جريمة اختطاف نساء و145 جريمة اختطاف أطفال و214 جريمة اختطاف رجال فيما تم الإبلاغ عن 443 جريمة اغتصاب في محافظة عدن .
استهتار بأرواح الناس
العبث والاستهتار بأرواح الناس وأعراضهم بلغ أعلى درجاته في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان فإلى جانب جرائم الاغتصاب واقتحام البيوت ونهب الممتلكات يمارس المرتزقة عبثا واضحا بأرواح السكان من خلال الدهس المتعمد للمواطنين في الشوارع والطرقات.
ويقول سكان محليون من أبناء مدينة الخوخة الخاضعة لسيطرة قوى العدوان إن أطقم العدوان ومرتزقته أصبحت تعبث بأرواح الأبرياء بصورة وحشية وأنها تدهس الناس في الطرقات والأسواق بلا رحمة.
وأضافوا في أحاديث لـ”الثورة” أن هذه الحوادث التي أصبحت اعتيادية وبشكل شبه يومي أودت بحياة العشرات من الأبرياء، مشيرين إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية شهدت إزهاق أرواح خمسة مواطنين دهسا بينهم طفلتان تدرسان في الصف الأول أساسي بمجمع الثاني والعشرين من مايو وسط المدينة ورجل وامرأتان على الطريق الساحلي الرابط مابين الخوخة والحديدة، وأشارت مصادر محلية إلى أن الطفلتين دينا مجلس وأمنية فخري البالغتين سن السابعة فارقتا الحياة على الفور عندما تعرضتا للدهس من قبل طقم تابع للعدوان بمجرد خروجهما من المدرسة فيما لقي المواطن مرشد نهاري ومعه سيدتين حتفهم بعد ذلك بساعات في حادثة دهس مماثلة على الطريق الساحلي مابين مدينتي الخوخة والحديدة.
وتوضح المصادر أن هذه الحوادث التي تتسبب فيها أطقم مرتزقة سودانيين ومحليين صارت مألوفة وتحدث بشكل أسبوعي تقريبا حيث أدت إلى وفاة أعداد كبيرة من الأبرياء خلال الأشهر الماضية ومنهم الصياد نافع خادم حربي وهو الناجي والشاهد الوحيد على جريمة بوارج العدوان بقتل 18صيادا من أبناء قرية الكدح شمالي الخوخة أواخر العام 2018م .
وتبقى ممارسات وجرائم وانتهاكات العدوان ومرتزقته في الساحل الغربي شاهد حي على قبح وبشاعة المشروع الخبيث الذي يحمله تحالف العدوان الإجرامي إلى الشعب اليمني.