أربعة أوجه لعبث دول التحالف بالقوانين والمواثيق الدولية
محمد عبدالسلام
تظل واحدة من أبشع المآسي الإنسانية والانتهاكات الشنيعة التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الآلاف من الأبرياء من أبناء الشعب اليمني ويمضي في إبادتهم جماعياً أمام أنظار العالم، إنها مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة التي تتعرض لحصار خانق وشامل منذ أكثر من عام ونصف العام، ولم تفلح الدعوات والمناشدات المتكررة التي يطلقها الآلاف من أبناء المدينة والمنظمات المدنية والحقوقية المنددة بالانتهاكات التي تتعرض لها المدينة المحاصرة، في الوصول إلى أسماع العالم وبالتالي التحرك لوضع حد لهذا الجرح النازف والمأساة المتواصلة .
وما تزال مدينة الدريهمي المحاصرة ترزح تحت حصار خانق من قبل العدوان ومرتزقته والتي يتعرض فيها الأهالي البالغ عددهم أكثر من 7000 مواطن إلى إبادة وحشية ممنهجة وحصار جائر منع دخول الماء والغذاء والدواء لساكنيها، بما فيهم ذوو الأمراض المزمنة حيث تقابل معاناتهم بصمت دولي مخز ومقلق من قبل المجتمع الدولي الذي كشف عن تلك الوجوه القبيحة والزائفة أمام ما يحصل من جرائم إبادة وحشية اثر استمرار مرتزِقةُ العدوان الأمريكي السعودي بخرق اتفاق السويد عبر استهداف المدينة المحاصرة منذ قرابة العام والنصف ورغم المناشدات والاستغاثات من قبل أبناء المدينة المحاصرة التي يطلقونها للمجتمع الدولي إلا أن قوى العدوان مستمرة في استهداف منازل وممتلكات المواطنين في مديرية الدريهمي المحاصرة بشكل هستيري .
خطر الموت جراء الحصار
وتعيش مئات الأسر اليمنية في مدينة الدريهمي جنوب محافظة الحديدة خطَر الموت جراء الحصار المُطبق على المدينة من قِبل تحالف العدوان ومرتزقتِه منذ أكثر من عام ونصف الأمر الذي أدى إلى ازدياد عدد الوفيات في ظل نقص الغِذاء وانعدام الدواء.
تهجير مئات المدنيين من مناطق مختلفة جنوب محافظة الحديدة، يحصل في ظل صمت الأمم المتحدة على الجرائم البشعة التي يرتكبها تحالف العدوان في الساحل الغربي، حيث بات ما يقارب السبعةَ آلاف نسمة داخل مدينة الدريهمي محاصرين تحت مرمى نيران المدافع والدبابات وراجمات الصواريخ السعودية والإماراتية .
الشهادات الخارجة من تحت الحصار، تؤكد ازديادَ عددِ الوفيات جراءَ تدهورِ الوضعِ الصحي بالداخل المحاصر، بسبب قلة العلاج وانعدام الغذاء، تفاصيل مشاهدتهم لحالات كثيرة من الأطفال والنساء والمسنين، وهم يموتون بعد أن تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل البشرية بسبب الجوع.
ما يجري في المدينة جرائم حرب
وجدد عضو الفريق الوطني في لجنة التنسيق اللواء محمد القادري التأكيد على أن ما يجري في الدريهمي والحديدة من قبل قوى العدوان جرائم حرب وليست خروقًا فقط، مؤكدا للأمم المتحدة بالقول: إننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا في حال عدم قدرتهم على ضبط الطرف الآخر وإيقاف الخروق وتنفيذ اتفاق السويد”.
وكان رئيس وأعضاء الوفد الوطني في لجنة إعادة الانتشار، قد أكدوا على ضرورة أن يكون لبعثة الأمم المتحدة موقف واضح إزاء اعتداءات ومحاولات قوى العدوان تفجير الأوضاع من خلال زحوفاتها المتكررة على مدينة الدريهمي المحاصرة بمحافظة الحديدة.
زحوفات متواصلة وانكسارات
وخلال الأسبوع الماضي شهدت مدينة الدريهمي المحاصرة في محافظة الحديدة، زحوفات متواصلة من قبل قوى العدوان، ،في خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ستوكهولم.
وبحسب مصدر محلي في مدينة الدريهمي فإنه تم بعون الله انكسار زحف على مواقع المجاهدين غرب المدينة بعد زحف على المدينة من 3 مسارات استمر لساعات بمساندة أكثر من 35 مدرعة وآلية ودبابة واحدة.
وأضاف المصدر إن قوى العدوان استهدفت بـ23 صاروخ كاتيوشا وقذائف هاون منازل ومزارع المواطنين في قرية الجربة العليا والجربة السفلى وقرية المنقم بمديرية الدريهمي , كما استهدفت قوى العدوان بـ6 قذائف حارة الضبياني في منطقة 7يوليو السكنية.
جرائم يومية بحق أبناء الدريهمي
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن استهداف وجرائم وحشية بحق أبناء مدينة الدريهمي المحاصرة حيث تعمل أدوات العدوان على استهداف هذا التجمع السكاني المهول عبر الضربات الجوية أو القذائف المدفعية وعيارات مختلف الأسلحة الرشاشة.. بينما تحصد القنابل العنقودية المزيد من الأرواح غير عابئة بكل القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية التي تنص على تجريم استهداف المدنيين.
و يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، بغطاء من الأمم المتحدة، حصاره الخانق على مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة منذ حوالي العام والنصف مانعا عن عشرات الآلاف من سكانها كل مقومات الحياة من غذاء ودواء والتي تحولت إلى سجن كبير بسبب الحصار الجائر وإغلاق منافذها, من قبل قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتها ، وسط صمت دولي مخز.
منع رئيس البعثة الأممية من زيارة الدريهمي
وفي تاريخ 8 فبراير منعت قوى العدوان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال ابهيجت جوها من زيارة مديريتي حيس والدريهمي، الأمر الذي يؤكد تساهل الأمم المتحدة إزاء استهداف المدنيين من قبل مرتزقة العدوان .
وكان مصدر بالفريق الوطني في اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار بالحديدة قد أكد أن قوات المرتزقة منعت رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال ابهيجت جوها من زيارة مديريتي حيس والدريهمي، ولفت إلى أن الفريق الوطني نفذ التزاماتهم بفتح ممر إنساني في حيس، حيث ما يزال يدخل عبره المواطنون والبضائع دون أي قيود.
وأكد المصدر تعمد مرتزقة العدوان عدم تنفيذ التزاماتهم وعرقلة أي خطوات ايجابية للمضي قدما في اتفاق السويد وكذا عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اللقاء المشترك السادس بفتح ممرات إنسانية في حيس والدريهمي.
كما أكد المصدر أن الطرف الآخر لم ينفذ التزاماته، بل عزَّز من حصاره لمديرية الدريهمي وقصف المدنيين على مدار الساعة، واستمرار التحشيد، ما يعكس النوايا الخبيثة لقوى العدوان ومرتزقتها لاقتحام المدينة.