ميشيل باشيليت: الوقت ليس وقتا للتهاون حيال تنفيذ برنامج عمل بيجين

فيما أقرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في جنيف يوم الثلاثاء بأننا يجب أن نحتفل دائما بإعلان بيجين، دعت إلى التذكّر أيضا بأن “خطة العمل هذه لم تُنجز بعد”!

وخلال نقاش في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لبرنامج عمل بيجين، أضافت ميشيل باشيليت أن “هذا الوقت ليس وقت الرضا عن النفس”.

حقوق المرأة ليست قابلة للتفاوض. ولا يمكن أن تكون سياسة اختيارية تخضع لرياح السياسة المتغيرة– ميشيل باشيليت

ووفقا للسيدة باشيليت، فإن مخاطر النكسات حقيقية – ومتنامية. وإذا تم الاعتراف بمؤتمر بيجين على أنه لحظة التزام جماعي قوي بحقوق الإنسان، بعد مرور 25 عاما، فإن السيناريو مختلف تماما. وأشارت باشيليت في هذا الصدد إلى أن “حقوق المرأة مهددة وتتعرض للهجوم” على عدة جبهات. وقالت: “إننا نشهد نكسة وطفرة جديدة لسردية معادية للمساواة بين الجنسين على أساس التمييز الذي امتد لقرون طويلة”.
ومع ذلك، بالنسبة لمفوضة حقوق الإنسان، فإن حقوق المرأة ليست “قابلة للتفاوض”. وحذرت قائلة “لا يمكن أن تكون تلك الحقوق سياسة اختيارية تخضع لرياح السياسة المتغيرة”. وفقا للسيدة باشيليت، لا يمكننا ولا نريد تمزيق جدول أعمال حقوق المرأة إربا، “عبر إنشاء تسلسل هرمي” يحدد ما هو مقبول وما يعتبر “حساسا للغاية”.
وبعبارة أخرى، تدعو المفوضة السامية المجتمع الدولي إلى مقاومة أي تحد لاعتراف تم الحصول عليه بصعوبة، يقر بأن “حقوق المرأة هي حقوق الإنسان – في عالميتها وعدم قابليتها للتجزئة – لجميع النساء، في تنوعهن الكامل والحر”.
وقالت: “لا يمكن تشريح الكرامة الإنسانية، أو تجزئتها، أو التفاوض بشأنها، ولا يكون أن تكون امتياز القلة”.
غوتيريش قلق إزاء الانتكاسات في إعمال حقوق المرأة

UN Photo/Violaine Martin
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يشارك في الجزء رفيع المستوى من الدورة العادية 43 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
ومع ذلك، أعلنت السيدة باتشيليت أن المكاسب التي تحققت منذ إعلان عام 1995 لم تكن أقل من ثورية: “على الرغم من أننا لا نزال بعيدين عن المساواة، فقد تضاعف عدد البرلمانيات الوطنيات تقريبا. يوجد الآن في أكثر من 150 دولة قوانين بشأن التحرش الجنسي. انخفض عدد حالات زواج الأطفال في جميع أنحاء العالم”.
وأبرزت المفوضة السامية التقدم المحرز في تسجيل البيانات المتعلقة بالعنف ضد المرأة في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، زادت نسبة النساء اللاتي يعملن لقاء أجر، وأكثر من 140 دولة أصبحت تضمن المساواة بين الجنسين في دستورها.

العنف ضد النساء والفتيات هو انتهاك حقوق الإنسان الأكثر انتشارا– أنطونيو غوتيريش

وقد رحبت السيدة باشيليت أيضا بالكلمة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مجلس حقوق الإنسان يوم أمس الاثنين.
وكجزء من دعوته إلى العمل من أجل حقوق الإنسان، دعا السيد غوتيريش كل بلد إلى “دعم السياسات والتشريعات التي تعزز المساواة بين الجنسين، وإلغاء القوانين التمييزية، ووضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، والسعي إلى تحقيق التمثيل والمشاركة على قدم المساواة النساء في جميع المجالات”.
كما أعرب السيد غوتيريش في كلمته عن القلق من “الانتكاسات في مكاسب حقوق المرأة، ومستويات قتل النساء المقلقة، والاعتداءات على المدافعات عن حقوق المرأة، واستمرار القوانين والسياسات التي تديم الخضوع والاستبعاد”.
وقال إن “العنف ضد النساء والفتيات” هو “انتهاك حقوق الإنسان الأكثر انتشارا”.
التقدم على صعيد حقوق المرأة “بطيء وغير متساو”

الصورة: الأمم المتحدة Mark Garten
بومزيلي ملامبو – نوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة
أكدت السيدة باتشيليت أن اتفاق بيجين لم يكن صدفة ولا حادثا، بل كان نتيجة عمل مدروس من جانب الحكومات والمجتمع المدني والشركاء الآخرين.
وقالت: “على مدى السنوات الـ 25 الماضية، وضعنا ممارسات جيدة ونحن مجهزون جيدا لتسريع التقدم بشكل أكبر”، فيما طلبت من أصحاب المصلحة إعادة اكتشاف “الوحدة والرؤية، بالإضافة إلى الهدف والعزم اللذين سادا في بيجين”.
من جهتها، أفادت السيدة بومزيلي ملامبو-نوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ب “تقدم بطيء وغير متساوٍ” في مجال حقوق المرأة، بما في ذلك الفجوة في سوق العمل:
“على الرغم من انخفاض معدل العمالة في السنوات الأخيرة، إلا أن العديد من النساء يعملن فيما يقمن بأعمال منزلية بدون أجر”.
وقالت إن العنف ضد النساء والفتيات مستمر، ولا يزال يمثل أزمة متوطنة على الصعيد العالم، مضيفة أنه يجب اعتماد المزيد من التدابير، ويجب على الدول الأعضاء أن تؤكد بقوة على الالتزامات التي تم التعهد بها في منهاج عمل بيجين.
قد يعجبك ايضا