نازح من الحديدة … قصة نجاح من اجل العيش

حسن يحيى

تصوير_ غمدان ابوعلي

“معاناة النزوح ايقظت فينا جذوة النجاح” بهذه العبارة بدأ النازح القادم من محافظة الحديدة محمد درويش عفيف يروي لموقع ( الحديدة نيوز) تفاصيل مؤلمة تكبدها مع أسرته بعد ان دفعت بهم الحرب إلى مغادرة مدينتهم والاستقرار في العاصمة صنعاء.

 

استطاع “محمد 34 عاماً” أن تصنعه الظروف الصعبة وأصبح شخصاً منتجاً من خلال مشروعه الصغير من خلال العمل على استخراج زيت الصبار من أشجار الطبيعة وبيعه كمستخلص تجميلي وطبي في آن واحد.

ويعتبر الشاب التهامي من آلاف النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم هروباً من الموت وحطت بهم الرحال في مدينة صنعاء, تخلوا من الأقارب والأصدقاء وتنتظرهم الفاقة والجوع.

بدأ “محمد” يتحدث بنشوة تارة جراء النجاح الذي حققه في مشروعه الصغير وتارة أخرى بنبرة حزينة جراء مفارقته لمدينته ومسقط رأسه, حيث يقول : لم يكن أمامي إلا البحث والتفكير عن مشروع اعمل فيه ويدر علي بالربح حتى استطيع مجابهة تكاليف المعيشة والحياة واستطيع إعالة اسرتي وسدر رمقهم من القوت الضروري والاحتياجات اليومية.

ويعول محمد أسرة مكونه من زوجه وطفلان” غادرا الحديدة قبل عام ونيف جراء الحرب الدائرة في المنطقة.

يواصل الشاب حديثه لـ”الحديدة نيوز” بقوله : عندما بدأت التفكير في العمل أخذتني فكرة الاستفادة من أشجار الطبيعة والعمل على تحويلها إلى منتج استطيع من خلاله إلى جذب المواطنين, وقرأت كثيراً عن فوائد شجرة الصبار التجميلية والطبية المتعددة.

ويضيف قائلاً “أقوم بجمع شجرة الصبار أو ما يسمى بالصبر- بفتح الباء- من البيئة وأعمل على تقطيعها واستخراج المادة الموجودة داخلها في علب زجاجية 500 مل وأعمل على بيعها من خلال بسطة صغيرة في منطقة حدة ويقبل على شرائها العديد من المواطنين خصوصاً النساء الذين يستخدمونه في تجميل الشعر وآخرون يقومون بشرائه لاستخدامه في علاج البشرة وأمراض العين.

ويؤكد بقوله أن الفتيات بصنعاء يقبلن على شراء هذا المنتج باستمرار ويتزاحمن على شراء بشكل مستمر حيث يستعملهن في دهن البشرة والشعر ليضفي لهن جمالاً وحسناً آخر وذلك لما تتميز به هذه الشجرة من فوائد كبيرة للبشرة, ويشير أنه يبدأ العمل يومياً من الصباح الباكر وحتى فترة المساء ويعمل على استخراج مادة الزيت مباشرة للزبون فالعلبة الزجاجية سعة 500 مل يقوم ببيعها بمبلغ يتراوح بين 1000 -1500 ريال ويستفيد من المردود المالي في شراء احتياجات اسرته اليومية .

فوائد شجرة الصبار
بدورنا توجهنا إلى مختص طب الأعشاب محمد النسي الذي سرد جملة من فوائد شجرة الصبار من أبرزها يتم استخدامه في معالجة الحروق ولدغات الحشرات ومعالجة حب الشباب وحروق الأشعة والتهابات المفاصل والجلد وكذا يضاف إلى بعض الكريمات التجارية والمساحيق والصابون ومستحضرات تجميلية آخري للشعر ويهتم به النساء على وجه الخصوص كما يعمل على تحسين البشرة.

قصة النجاح التي حققها النازح “محمد درويش” في بيع مستخلص شحرة الصبار , أخذتنا إلى البحث في بعض المصادر عن فوائد وأهمية هذه الشجرة فوجدنا أنها تحتوي على أربع مواد كيميائية وهي
1-برداي كينيناز: وهي مادة فعالة في انقباض الشرايين التي لها صلة من تخفيف الانتفاخ والاحمرار في مناطق الالتهابات في الجسم ويفسر هذا إدخال مادة الصبار في تركيبة علاج الحروق.
2-لاكتات المغنسيوم: وهي مادة تمنع تشكل الهيستامين الذي يعتبر واحداً من أهم أسباب الحكة في الجلد ولذا يفسر فعاليته في لدغات الحشرات والحساسية في الجسم.
3-مضاد البروستاغلاندين : وهذه المادة تخفف الألم والالتهابات وخير مثال حبوب الإسبرين.
4- مادة الإنثراكينولون: وهذه المادة لها تأثير مخرش موضعي للجهاز الهضمي مما يفسر خاصية الصبار كمادة مسهلة.

أما الفعالية التجميلية لهذه الشجرة فهي متعددة كما أخبر بذلك رسولنا الكريم حين قال لأم سلمه حينما اخبرته باستعمال هذه الشجرة فقال لها إنه يشب الوجه أي يلمعه ويحسنه ويلونه.

وتوجد شجرة الصبار في مناطق يمنية متعددة في تهامة والمناطق الجبلية غير أن الكثير لا يفقهون في فوائدها المتعددة, واستطاع الشاب التهامي أن يعمل على لفت انتباه الناس لفوائد هذه الشجرة من جهة عبر بسطته المتواضعة وتدر عليه مبالغ زهيدة يسد بها مجابهة الحياة ومشاقها من جهة أخرى.

ولاقى الشاب “درويش” نجاحاً باهراً في بيعه لمستخلص شجرة الصبار في صنعاء ولاقى رواجاً منقطع النظير, إذا بدأ قصة نجاحه من لا شيء وأصبح شخصاً يقصده الباحثون عن الاستشفاء والمولعون بشغف الجمال من النساء والفتيات اللاتي يقبلن عليه ويترددن على بسطته باستمرار.

قد يعجبك ايضا