من باكستان، غوتيريش يحث العالم على اتخاذ خطوات من أجل أهداف التنمية المستدامة وتغير المناخ
من الظلم تماما، بالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة، أن تكون باكستان في طليعة البلدان المتضررة من الآثار السلبية لتغير المناخ. ومتحدثا في “مناقشة خاصة حول التنمية المستدامة وتغير المناخ”، في العاصمة إسلام آباد، أشار السيد أنطونيو غوتيريش إلى أن باكستان “مثل البلدان النامية الأخرى، لم تساهم إلا قليلاً في المشكلة (مشكلة المناخ)، لكنها تواجه تحديات غير متناسبة بسببها”.
بينما أشاد برئيس الوزراء عمران خان لتسليطه الضوء على تغير المناخ في مداولات الجمعية العامة الأخيرة في أيلول/سبتمبر الماضي، هنأ غوتيريش باكستان على مشاركتها في رئاسة “صندوق المناخ الأخضر”.
ومنوها بمبادرات باكستان في هذا المجال مثل حملة “10 مليارات شجرة تسونامي” وحركة باكستان النظيفة والخضراء، أعرب الأمين العام عن إعجابه بقرار باكستان القاضي بإلغاء استخدام الأكياس البلاستيكية في إسلام آباد وفي كل مكان في البلاد.
قال غوتيريش، فيما كان يستعرض أمام الحاضرين حقيبة مصنوعة من القماش، “إن التلوث البلاستيكي هو اليوم أحد شواغلنا الرئيسية، خاصة فيما يتعلق بحماية محيطاتنا”. وحث الجميع على استخدام أكياس القماش الموجودة في المحال التجارية.
وقال الأمين العام، إن الرد على أزمة المناخ العالمية تحتاج إلى تضامن عالمي مدعّم بعمل عالمي، مضيفا “نحن نحارب من أجل حياتنا”.
هناك حاجة إلى من الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030

الأمين العام للأمم المتحدة خلال حديثه في منتدى للحديث عن التنمية المستدامة وتغير المناخ في إسلام أباد.
وفيما شدد على منافع تحقيق أجندة 2030، أقر غوتيريش بأن تحديات التنمية المستدامة والتقدم البشري تتخطى الحدود الوطنية، مشيرا إلى أنها لا تقتصر على دول معينة”.
وأشار إلى أن باكستان كانت من أوائل الدول التي أدمجت أهداف التنمية المستدامة في برامجها الوطنية، بما في ذلك من خلال برنامج وطني لتخفيف وطأة الفقر – يحمل اسم إحساس، أو رحمة، يهدف إلى توسيع شبكات الحماية والسلامة الاجتماعية ودعم التنمية البشرية؛ وبرنامج وطني لتنمية الشباب – بعنوان كامياب جوان – يسعى إلى توفير 10 ملايين وظيفة للشباب في غضون خمس سنوات.
لكن “نحن لسنا على المسار الصحيح عالميا”، وفقا للمسؤول الأرفع في الأمم المتحدة، خاصة في مجالات القضاء على الجوع وعدم المساواة، والتنوع البيولوجي والعمل المناخي. وقال:
“إن عدم المساواة بين الجنسين – في الأعمال التجارية، في المنزل، في المدارس، في الحكومة، في قطاع التكنولوجيا – يحرم النساء والفتيات من حقوقهن وفرصهن في جميع أنحاء العالم. ولا تزال الفئات المستضعفة – مثل المهاجرين والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة – معرضة لخطر التخلف عن الركب. جهودنا الجماعية لا تقترب من النطاق اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030”.
وتحدثت في هذا الحدث وزيرة الدولة المعنية بشؤون تغير المناخ، زارتاج جول، التي أبرزت تدابير حكومتها الملموسة للتصدي لتحديات تغير المناخ.
من جانبه، أكد مستشار رئيس الوزراء المعني بتغير المناخ، مالك أمين أسلم، تعرض باكستان للكوارث ذات الصلة بالمناخ، مشيرا إلى أن بلده هو خامس أضعف دولة أمام تداعيات المناخ.
“في باكستان نشهد مثالا ملموسا على التضامن”
في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم، عقد الأمين العام للأمم المتحدة مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، حيث أشاد بحفاوة باكستان تجاه اللاجئين الأفغان.
وتعد باكستان اليوم ثاني أكبر بلد مضيف للاجئين في العالم – وعلى مدار عقود، كانت الدولة الأولى. وبحسب الأمين العام يعد هذا “مثالا ملموسا على التضامن”.
وخلال زيارته إلى باكستان، سيشارك الأمين العام للأمم المتحدة في “المؤتمر الدولي حول 40 عاما على استضافة اللاجئين الأفغان في باكستان: شراكة جديدة من أجل التضامن”، الذي يفتتح أعماله في 17 شباط/فبراير 2020. وينظم المؤتمر الذي يستمر ليومين حكومة باكستان ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وهذه هي الزيارة الأولى للسيد غوتيريش إلى باكستان بصفته أمينا عاما للأمم المتحدة، لكنه قد زار البلاد عدة مرات في الماضي خلال فترة ولايته كمفوض سام للاجئين. وقال السيد غوتيريش “لقد أعجبت كثيرا بمرونة وشجاعة وتصميم وكرم وتضامن اللاجئين الأفغان”، مضيفا أنه “يستلهم من شجاعتهم”.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلتقي باللاجئين في إسلام أباد خلال زيارته الرسمية إلى باكستان. تعد باكستان اليوم أكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم.