في الحديدة .. محاصيل ذات جودة تباع بثمن بخس
حسن يحيى
شهدت اسواق الخضار في محافظة الحديدة تراجعا في عملية الطلب والشراء وتكدس الإنتاج المحلي تسبب في خسائر فادحة للمزارعين بالسهل التهامي.
وتعتبر محافظة الحديدة ذات أهمية استراتيجية، باعتبارها البوابة الغربية لليمن، وتطل على البحر الاحمر، وتشتهر بإنتاج عدد من المحاصيل الزراعية نظرا لخصوبة اراضيها.
ويشكو عدد من مزارعي تهامي تراجع أسعار منتجات مزارعهم وتكدسها في الأسواق مع قلة الطلب عليها خصوصاً بعد إغلاق منافذ برية كانوا يصدرون منتجاتهم عبرها يقابل ذلك ارتفاع جنوني في أسعار مادة الديزل, الأمر الذي يتسبب بخسائر فادحة لهم.
يقول ” سليم ناجي” -احد الباعه- “للاسف أن ان أبرز منتج لمزارعي تهامة هذه الأيام هو “الطماطم” حيث تكدست بشكل كبير ووصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 100 ريال وغيره الكثير من الخضار والفواكه وأصبحت الحركة التجارية شبه متوقفة، لان معظم الزبائن نزحوا الى محافظات اخرى امنة، ولا يوجد تصدير المحاصيل الزراعية التي تتكدس يوما بعد اخر ثم تتلف، “مضيفا” ان نسبة الطلب والشراء تراجعت الى أقل من 40% مقارنة بفترة ما قبل العدوان على بلادنا.
بينما “توفيق هادي” -عاقل احد الأسواق- يقول” ناتجنا المحلي من الخضار والفواكه تراجع بشكل كبير، نظرا لوجود منفذ وحيد وبعيد جدا عن المحافظة وهو منفذ الوديعة، لان أكثر الفواكه والخضروات تتلف وهي على الناقلات في الطريق، وتصل بعد مرور اكثر من يومين الى ثلاثة ايام، مما يتسبب في تلف البضاعة قبل وصولها.
وبنبرة حزينة يسرد المزارع بلغيث عروج جانباً من المعاناة التي يتكبدها المزارع في تهامة بدءً من ارتفاع سعر مادة الديزل المستخدم في تشغيل مضخاتهم وانفاق الكثير من المال على المحاصيل منذ وضع البذرة في التراب وحتى فترة الحصول على الخضار أو الفاكهة لتصديره وبيعه في السوق وقد يستغر فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر بحسب خصوصية كل محصول على حده.
ويضيف أن ما ينفق على المحصول منذ وضع البذرة وحتى استخراج الثمرة لا نحصل عليه عندما نقوم ببيع هذا المنتج في السوق المحلية وهذا يرهق المواطن التهامي مشيراً أنه لا يوجد سياسة معينه لدى الجهات المعنية في إدارة المنتجات المحلية بحيث تجنب الخسائر المزارع وينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي.
وأكد في حديثه أن معظم المزارعين في منطقته توقفوا عن الزراعة وبعض المزارع شبه متوقفة وهذا ينذر بكارثة مالم يتم تدارك الأمر وإنقاذ الناتج المحلي وأبرز مورد اقتصادي في اليمن.
وتشتهر منطقة “تهامة” بإنتاج الكثير من الخضروات والفواكه، وذلك لاعتماد غالبية سكانها على الزراعة، وتدر أرباحا كبيرة على المنتجين والتجار من المبيعات في السوق المحلية والتصدير للخارج، وتأثرت اسواق الخضار بشكل كبير جراء الحرب على بلادنا وتراجع الطلب على المنتجات المحلية، الامر الذي أدى إلى شل حركة الاسواق المحلية.
وتسببت الحرب على بلادنا الى اغلاق منافذ برية، كان يتم عبرها تصدير المحاصيل الزراعية في أراضي تهامة الى الخارج.
ويبلغ إجمالي المساحة المزروعة في محافظة الحديدة 251.098 هكتارا, وتزرع فيها 82.902 أطنان من الحبوب, على مساحة قدرها 139.197 هكتارا, اما محصول الخضروات فبلغ 99.347 طنا, مزروعة على مساحة تقدر بـ 9.225 هكتارا, وبلغ محصول الفواكه 222.952 طنا, مزروعة على مساحة قدرها 22.224 هكتارا, وبلغ محصول البقوليات 21.603 أطنان, على مساحة قدرها 10.185 هكتارا, والمحاصيل النقدية بلغت 29,230 طنا, مزروعة على مساحة تقدر بـ 24.758 هكتارا, ومحصول الأعلاف بلغ 574.620 طنا, مزروعة على مساحة قدرها 45,163 هكتارا, فيما بلغ محصول القات 698 طنا, 346 هكتارا.
وعلى الرغم من وجود مساحه زراعية شاسعه في محافظة الحديدة إلا أن شكوى المزارعين لا تتوقف بسبب الأضرار التي لحقت بهم وبمحاصيلهم التي يغزوها التلف باستمرار، الأمر الذي أجبر غالبيتهم على التوقف عن العمل جراء غلاء المشتقات النفطية واحجام كثير من المواطنين عن الشراء بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن البعض منهم ظل يصارع من أجل البقاء، ويبقى ذلك مرهون بصمت هدير الطائرات وتوقف نزيف الرصاص.