تصريحات من الطلاب اليمنيين في مدينة ووهان الصينية

أعلنت الصين إرتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا إلى 34 ألف شخصا بنهاية الثامن من فبراير، بعد تأكيد وفاة 717مريضا في مقاطعة خوبي مركز انتشار الوباء.وأعلنت وسائل إعلام صينية إرتفاع عدد الحالات المشتبة إصابتها بالفيروس داخل الأراضي الصينية 27 ألفا و657، فيما بلغ عدد الذين يخضعون للمراقبة بسبب تواصلهم مع مصابين بكورونا، 189 ألف و660 شخصا. .وبعد أن اشتدت أزمة انتشار الفيروس القاتل؛سارعت حكومات بلدان العالم التي يتواجد رعايها في مختلف مناطق الصين الموبؤة لإجلاء أبنائهم ونقلهم إلى بلدانهم.عدا الطلاب اليمنيين المتواجدين في مدن صينية منها مدينة ووهان،التي فرضت عليها السلطات هناك حجراً صحياً. حيث يتواجد في تلك المدينة نحو170 طالباً يمنياً مع عائلاتهم ضلوا محاصرين في أماكن سكناهم دون أن يلتفت إليهم أحد .الأمر الذي دفع عدد منهم لتوجيه مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحكومة اليمنية بسرعة اتخاذ إجراءات كفيلة بإنقاذهم من إنتشار كورونا .

 


وفي حديثه لـ”الحديدة نيوز” يتساءل محمد الوعيل وهو أحد الطلاب اليمنيين الدارسين في الصين،قائلاً:«لماذا لا أحد يكترث لوضعنا،يمرعلينا اليوم وكأنه أسبوع بسبب القلق الذي نعاني منه جراء تفشي الوباء وقد وجهنا مناشدات للحكومة اليمنية بنقلنا إلى أماكن أمنة،إسوة بزملائنا العرب والأجانب،و لكن دون جدوى،فمتى ستكون الاستجابة؟». وفي بيان حصل(الحديدة نيوز)على نسخة منه قال إتحاد طلاب اليمن في الصين:أن«الطلاب اليمنيين في مدينة وهان الصينية منذ إسبوعين يقضون اليوم كله،داخل السكن الجامعي الذي تحول إلى ما يشبه السجن،وأن هذا الوضع يدمرهم نفسياً مع مرورالوقت؛كما أن وضع الطلاب اليمنيين أصبح مأساوي، فبعضهم لا يملك قوت يومه»؛وطالب الإتحاد الحكومة اليمنية بسرعة إجلاء الطلاب اليمنيين من المدن الأكثر تضرراً بالفيروس إلى أماكن آمنة داخل الصين أو خارجها قبل الكارثة التي يمكن أن تحصل لهم .

تجاهل أم نقص في الإمكانيات؟ :

يتواجد أبناء الجالية اليمنية في 30مدينة ومقاطعة صينية،أبرزها جوانزوا وأيوو ويصل تعدادهم إلى سبعة آلاف شخص مقيم وأصحاب مكاتب أوشركات خاصة.،بحسب تقديرات لنائب رئيس الجالية اليمنية في الصين فيصل المخلافي.لكن الأشخاص المتوقع بأنهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا هم الطلاب المقيمين في مقاطعة خوبي،وفقاً لحديث عبده قادري،القيادي في اتحاد طلاب اليمن في مقاطعة شاشي الصينية وأحد أبناء محافظة الحديدة.ويقول قادري لـ”الحديدة نيوز” :«قبل أيام سمعنا أن هناك حالات مصابة بفيروس كورونا في إحدى المدن الصينية لكننا بعد أن تأكدنا من خلال تواصلي الشخصي مع زميلنا الطالب الذي قيل أنه مصاب بكورونا وجدنا أنها حالة مشبه بإصابته للمرض فقط؛ وبشكل عام نستطيع القول بأن السلطات الصينية مهتمة بصحة كل من يقطن في أراضيها،وتتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحمايتهم ،لكن المشكلة التي يعاني منها الطلاب اليمنيين أن حكومتهم غير مهتمة بهم ولم تقم بإجلائهم ،وقد طالب الكثير منهم الخروج من المناطق الموبؤة،مثلما حدث مع كافة الطلاب المنتمين لمختلف جنسيات العالم،فالوضع أصبح صعباً مع تزايد أعداد المصابين».وجسدت رسالة مؤثرة تناقلها صحفيون وناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي لطالب يمني يُدعى خالد وهيب قال فيها«عشت حوالي سبعة أشهر بالحرب في اليمن، كان القصف علينا ليل نهار والإنفجارات أحيان تظل تشتعل لأيام ورغم ذلك لم تتوقف الحياة في شوارع صنعاء ولم ينحبس الناس في منازلهم. في هذه الأيام نعيش بالصين ظروف أصعب من تلك التي عشتها في اليمن،حيث أن دولة الصين العظمى صارت متوقفة بشكل شبه كلي وصرنا نعيش بما يشبه الحجر الصحي».مضيفاً القول«نعيش في غرفنا بما يشبه الحجر الصحي، كل يوم نقوم بعمل فحص طبي. في الوقت الذي كانت في الكمامات ليست متوفرة في السوق الصيني وفرت لنا الجامعة الكمامات وقامت بإرسالهن لكل الطلاب حتى الذين يعيشون بعيد عن الجامعة، وفروا لنا انترنت غير محدود التحميل لكي يستطيعوا التواصل معنا بأي وقت».

من جهته دعا السفير الصيني لدى اليمن كانغ يونغ، أبناء الجالية اليمنية البقاء في أماكنهم،الطلاب اليمنيين:«عدم القلق بشأن “فيروس كورونا الجديد الذي استشرى في الصين،وأن حكومة بلاده تبذل كافة الاحتياطات الصحية اللازمة لأبناء الجالية اليمنية والطلاب المقيمين في الصين».وفي السياق قالت حكومة معين عبدالملك،أنها وجهت بتشكيل لجنة طوارئ لمتابعة الطلاب وأفراد الجالية العالقين في مدينة ووهان،وسبل إجلائهم ومنحهم كامل الرعاية الصحية».
لكن الطلاب اليمنيين المقيمين في الصين تحدثوا لـ”الحديدة نيوز“من أنهم لم يلمسوا أية خطوات فعلية لإجلائهم،وعن ذلك يوضح القيادي في إتحاد طلاب اليمن في الصين عبده قادري لـ”الحديدة نيوز” قائلاً :«ينطبق المثل القائل نسمع جعجعة ولا نرى طحين على تصريحات الحكومة ،فإلى حد الآن لم تنفذ الحكومة اليمنية أي شيء على أرض الواقع،وكل ماحصل هوعمل مجموعة في تطبيق للتواصل الاجتماعي يضم الطلاب اليمنيين في الصين ،وتفاجأنا أن السفير اليمني غير موجود فيه ولا حتى مستشاريه؛ومن يتواجد في المجموعة هوسكرتير السفارة اليمنية وهو صيني الجنسية ،لا يعرف التحدث باللغة العربية ولا يعي كافة متطلبات الطلاب وأبناء الجالية اليمنية في الصين،حقيقة نواجه لا مبالاة من قبل السلطات الحكومية ولا نعول عليها كثيرا قد يأسنا منها تماماً».

تنّصل وتطّلع :
ناشطون صبوا جام غضبهم على ما أسموة تجاهل الحكومة اليمنية لمعاناة رعاياها من الطلاب في الصين ،يقول الوزير الاسبق خال الرويشان «كورونا يحاصر الطلبة اليمنيين في الصين والدولة أذن من طين وأذن من عجين!والله عيب! ليست معجزة أن يتم إجلاؤهم عبر مطارها كما فعلت معظم دول العالم!طائرة واحدة مستأجرة تكفي لإجلائهم! لو تاجر من الدرجة الثالثة لقام بذلك تجاه موظفيه المحاصرين بالموت!يكفي أنهم بلا مرتبات يا بارد!».
عقب قيام السلطات السعودية بنقل عشرة طلاب سعوديين عبر طائرة خاصة من مدينة وهان الصينية إلى الأراضي السعودية إنتقد ناشطين آخرين السلطات السعودية تجاهلها لمناشدات الطلاب اليمنيين بنقلهم من مدينة ووهان الصينية،بسبب إنها تتحمل معاناة اليمنيين لأنها تقود حرباً في اليمن،وكتب الناشط السياسي فهد سلطان:”السلطات الأردنية وهي تجلي رعاياها الطلاب من الصين من مدينة ووهان مكان انتشار فيروس كورونا أخذت معها الطلاب الفلسطينيين وغادروا بطائرة واحدة، والمغرب وهي تجلي رعاياها الطلاب أخذوا معهم الطلاب التونسيين وسافروا بطائرة واحدة، والسعودية أجلت عشرة طلاب وتركت اليمنيين هناك عرضة للموت”.
بدورها قالت حكومة الانقاذ في صنعاء إنها «مستعدة لإجلاء الطلاب اليمنيين من الصين عقب مناشدات أطلقوها بسبب تفشي وباء كورونا،عبر استئجار طائرة تجارية كإجراء اضطراري لحمايتهم من المخاطر المُحتملة بسبب كورونا”.وووفقاً لوكالة “سبأ” في صنعاء ،فإن حكومة الإنقاذ طالبت«الأمم المتحدة بالتفاعل مع هذه المبادرة والعمل على اتخاذ الإجراءات التي تساعدها في استئجار الطائرة المطلوبة لإعادة الطلاب إلى اليمن»
ناشطون أيضاً تحدثوا خلال الساعات الماضية عن قيام سلطنة عمان بإرسال طائرة خاصة لجلب الطلاب اليمنيين المتواجدين في مدينة ووهان الصينية، وقال مصدر مطلع لموقع “الوطن الغد “إن «الطلاب اليمنيين سيتم نقلهم إلى أقرب مستشفى لفحصهم والتأكد من خلوهم من المرض، بدون دخولهم إلى مبنى المطار كإجراء احترازي»لكن سمير النمري الصحفي اليمني المقيم في عُمان،نفى تلك الأنباء،قائلاً على صفحته بموقع “الفيسبوك”:« لم يصدر بيان رسمي من عُمان بذلك وما هو متداول إشاعات فقط».

قد يعجبك ايضا