برنامج الأغذية العالمي: استئناف تقديم المساعدات للمدنيين في شمال غرب سوريا بعد توقف دام 24 ساعة بسبب القتال
مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مئوية، دعت المنظمات الإنسانية إلى خفض التصعيد في شمال غرب سوريا لتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة بعد أن أفادت المصادر بارتفاع عدد النازحين إلى أكثر من 800 ألف شخص منذ كانون الأول/ديسمبر.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه شرع باستئناف تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في شمال غرب سوريا بعد توقف دام 24 ساعة بسبب تصاعد القتال في إدلب، آخر المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المعارضة للحكومة السورية.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في مؤتمر صحفي من جنيف، إليزابيث بيرز، إن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه في المجال الإنساني يواجهون مصاعب جمّة في الميدان أثناء محاولتهم مساعدة الناس.
القصف والبرد يفاقمان المعاناة
وأفاد البرنامج بأن تعطل إيصال المساعدات جاء بعد “القصف العنيف” الذي شهدته إدلب حيث يعيش ثلاثة ملايين مدني. وقالت بيرز: “بإمكاني أن أقول إن الأمر دراماتيكي للغاية، يمكن تخيّل وضع العائلات هناك مع انخفاض درجات الحرارة إلى حدّ التجمد، وأولئك الأمهات اللاتي يحاولن إطعام أبنائهن والأطفال الذين يُجبرون على السير على الأقدام والتنقل طوال الوقت.”
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن أكثر من 370 مدنيا قُتلوا منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر، 49 من الوفيات سُجلت بين 1 و5 شباط/فبراير في المناطق التي تسيطر عليها مجموعات غير حكومية.
وقالت بيرز إن سكان الأتارب – التي تبعد 30 كيلومترا عن مدينة حلب – يعانون على وجه التحديد بسبب أحدث ارتفاع في العنف هناك. وأضافت تقول: “أدّى القصف العنيف على مدينة الأتارب خلال الأيام القليلة الماضية إلى موجة نزوح كبيرة.”
مناشدة لوقف النار
ناشد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، الأطراف المعنية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. جاء ذلك على لسان المتحدثة باسمه، جينفر فنتون، التي قالت من جنيف إن المبعوث الخاص يشدد على خفض التصعيد، وأضافت أنه يقول مرة أخرى إن ثمة حاجة ملحة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري، وإتاحة الوصول الإنساني للمدنيين بلا قيود، وهو يتواصل مع جميع الأطراف المعنية في مساعيه لخفض التصعيد وحماية المدنيين.”
وكان مجلس الأمن قد استمع الأسبوع الماضي إلى بيدرسون ومارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بشأن الوضع الأمني والإنساني في سوريا، حيث تحدث بيدرسون عن الحملة العسكرية التي شنتها قوات الحكومة السورية في المنطقة عقب حل اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في 12 كانون الثاني/يناير.
* اقرأ أيضا: مجلس الأمن يطالب بوقف القتال في إدلب وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة
ومن أمام مجلس الأمن، قال مندوب بلجيكا الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (شباط/فبراير)، مارك بكستين، صباح الجمعة إن المجلس يتابع الوضع في سوريا بقلق بالغ، وأفاد بإمكانية بحث الوضع هناك مرة أخرى تحت قبة المجلس، إلا أنه أعرب عن أسفه إزاء وجود انقسامات لكنه أضاف أن من المهم إبقاء القضية قيد المراجعة وإعادة التفكير فيما يجب فعله من ناحية الوصول الإنساني.
1.2 مليون نازح منذ نحو عام
أكثر من 830 ألف نزحوا خلال شهرين وأكثر من 1.2 مليون نزحوا منذ نيسان/أبريل الماضي — المنظمة الدولية للهجرة