الإمارات في اليمن.. الانسحاب تكتيك ، والحرب والقصف مستمر
تطورات المشهد الميداني وما تكرسه عملية “البنيان المرصوص” من معادلات عسكرية وسياسية ترتبط مباشرة بمصائر تحالف العدوان وحشد المرتزقة والعملاء على اختلاف الألبسة والألوان والأشكال والعناوين والأجندات التي يقاتلون بها ،وعليها؛ وما ينتظرهم من نهايات سوداء ، ليس في مدينتي مارب ، وحزم الجوف والمناطق المتاخمة لهما ، بل يشمل كل المأجورين في جميع المدن والقرى والأرياف اليمنية الواقعة تحت الاحتلال ، كل ذلك دفع بالنظام الإماراتي اللص لإعلان نهاية حربه المباشرة ، واستبدال جنوده بجيوش من المرتزقة والمأجورين يصل قوامهم إلى 200 ألف ، تولى النظام المارق تمويلهم وتدريبهم وتذخيرهم بالقذائف والأسلحة والمعدات خلال السنوات الماضية.
توهَّم حلف العدوان أن اليمن خريطة متميزة لاستعراض القوة والتباهي بفائضها ، وأن اليمن -وهي: «بلدة طيبة» كما وصفها الله في كتابه الكريم – حديقة مفتوحة للنهب والسطو على كنوزها وثرواتها ، وأن اليمن بموقعها الإستراتيجي الهام مباحة السيطرة عليها ، والتحكم من خلالها على الممرات المائية ، ولما يوفر أماناً للكيان الصهيوني، وقد توهَّم النظام الإماراتي وهو أحد أقطاب حلف العدوان والبغي والخطيئة أنه سيفعل في اليمن ما يشاء ، من تقسيم واحتلال وسيطرة ونهب وسطو ، وفصل للجنوب عن الشمال ، ومحاصرة الجبل عن الساحل بعد السيطرة عليه ، وإبعاد السكان عن مناطق النفط والثروة لنهبها بكل أريحية ، على أن التضخم وتورمات الوهم التي فاضت لدى بن زايد قد استحالت هزائم نكراء مني بها خلال سنوات تورطه في العدوان على اليمن.
قد لا يعي النظام الإماراتي ما ينتظره وهو يتباهى بجرمه في تنفيذ أكثر من 130 ألف طلعة جوية ، وأضعافها غارات بالقنابل والصواريخ التي قذف بها على المدن والقرى والأسواق والتجمعات وقاعات العزاء وغيرها ، وهو يؤكد أيضا استمراره في العدوان من خلال الغارات الجوية على اليمن ، وخلال هذا الأسبوع فقط نفذ عشرات الغارات على مناطق متفرقة ، ويمكن أن نذكّره وهو يستنجد بالمسؤولين الإيرانيين إثر الضربة الصاروخية والجوية التي نفذتها القوات المسلحة على منشأة أرامكو ، ولعله معني بمراجعة التحذيرات التي أطلقها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله: “اذا استمر العدوان فإن الاقتصاد الاماراتي والاستثمار هناك سيكون معرضًا لمخاطر حقيقية“.
النظام المشيخي السلالي في أبو ظبي مصاب بمرض الدونية وفقدان الذات والهوية ، وعلى غرار التيه في الصحراء بحثا عن المناقب والآثار التاريخية ، حاول بالتباهي الفارغ صناعة تاريخ من الوهم الخادع ، فلا بطولة في استعراض القوة ، وفي تعداد ساعات التحليق والقصف ما يكشف أن الإماراتي حشر أنفه في العدوان على اليمن ، وعلى خلاف العناوين الذرائعية انطلاقا من أطماع حاقدة للأمير المتخم بنوازع السطو والسيطرة وعبور البحار في إطار نشاطاته المشبوهة في تجارة الإرهاب والمخدرات والجنس والتجارة بأعضاء البشر.
يبقى القول بأن مصير اليمنيين الذين جندوا في طابور المرتزقة والمستأجرين ، النجاة بأنفسهم من شرنقة المعارك السخيفة التي تندلع في عدن ومدن أخرى على الأقل ، إثر تصارع المتحالفين ، بدلا من أن تعبث بهم أصابع المحتلين وتحركهم كما دمى المسرح ، ويسوقونهم قطعانا وزرافات إلى مذابح الإحتراب والحرب والقتل والهلاك ضد وطنهم وبلادهم ، وعليهم التخلي عن الرهانات والأوهام التي تباع وتوزع ، فيما الحقيقة أنهم لن يكونوا إلا أوراقا محترقة بالتتالي والتتابع في جحيم تنتظرهم.