منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض في شمال غرب سوريا بعد إغلاق 53 مرفقا صحيا
دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بسبب تصاعد العنف وتكثيف المعارك في شمال غرب سوريا، مما أجبر أكثر من 53 مرفقا صحيا على تعليق الخدمات الطبية وسط استمرار الهجرة الجماعية وفرار الأفراد والأسر بعيدا عن العنف.
وقالت المنظمة في بيان صدر الاثنين، إن مخاطر صحية تواجه مئات الآلاف من السوريين الذين أجبروا على الفرار بسبب تكثيف المعارك في شمال غرب سوريا، مشيرة إلى أنه خلال شهر كانون الثاني/يناير علّقت 53 منشأة صحية خدماتها بسبب انعدام الأمن والتهديدات المتعلقة بالهجمات أو بسبب تحوّل التجمعات السكنية إلى مناطق مهجورة بعد رحيل سكانها بحثا عن الأمان من العنف والقصف اليومي.
وقد تصاعد القتال في محافظة إدلب، آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في الأسابيع الأخيرة وشهدت على إثر ذلك الأيام الماضية موجات نزوح كبيرة. وقالت المنظمة إنه منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر، يُعتقد أن أكثر من نصف مليون شخص أو نحو 520 ألف شخص فرّوا بسبب العنف.
الطلب على الأدوية يتجاوز المخزون
وأكد الدكتور ريك برينان، مدير قسم عمليات الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أن مخزون الأدوية الضرورية الموجود على جانبي الحدود (التركية والسورية) يكفي لشهرين، “إلا أنه في ضوء حجم الأزمة فإننا نخشى أن الطلب سيكون أكبر بكثير مما هو متوفر.”
وتساعد منظمة الصحة العالمية وشركاؤها 800 ألف شخص في شمال غرب سوريا كل شهر. ولكن في ضوء المستجدات، تشير المنظمة إلى أن الوضع على الأرض يتغيّر كل ساعة، مضيفة أنه في عام 2020، تم توثيق اعتداء على مرفقين صحيين في حادثتين منفصلتين، وكلاهما في شمال غرب سوريا مما أدّى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 30 آخرين بجراح.
* اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء القتال في سوريا لتجنب كارثة إنسانية أكبر
تبعات إغلاق المرافق الصحية
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الأسر التي فرّت بحثا عن الأمان تعاني من محدودية القدرة على الحصول على الرعاية الصحية ونقص في الأدوية الضرورية ولديها حماية أقل ضد الأمراض المعدية بسبب هشاشة جهاز المناعة. وتفيد المنظمة بأن هذه العوامل تزيد من مخاطر تفشي الأمراض.
يمثل شمال غرب سوريا إحدى أشدّ الأزمات الإنسانية على نطاق عالمي — دكتور ريك برينان، منظمة الصحة العالمية