اليونيسف: الالتهاب الرئوي قد يتسبب في وفاة 9 ملايين طفل خلال عقد من الزمن ما لم يتخذ العالم إجراء ضد المرض
Share
قالت منظمة اليونيسف إن تعزيز الجهود الرامية لمكافحة الالتهاب الرئوي يمكن أن يؤدي إلى تفادي وفاة ما يقرب من 9 ملايين طفل بسبب الالتهاب الرئوي وغيره من الأمراض الرئيسية.
جاء ذلك في دراسة جديدة صدرت قبيل المنتدى العالمي الأول للالتهاب الرئوي لدى الأطفال، الذي اختتم أعماله اليوم الجمعة في برشلونة، إسبانيا، بمشاركة تسع منظمات رائدة في مجال الصحة والأطفال من بينها اليونيسف، منظمة إنقاذ الطفولة، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وفقا لنموذج لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فإن توسيع نطاق خدمات العلاج والوقاية من الالتهاب الرئوي يمكن أن ينقذ حياة 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة، كما أن من شأنه أن يمنع 5.7 ملايين حالة وفاة إضافية للأطفال ناتجة عن أمراض الطفولة الكبرى الأخرى في نفس الوقت، مما يؤكد الحاجة إلى خدمات صحية متكاملة.
وبحسب بيان لليونيسف، يحدث الالتهاب الرئوي بسبب البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، ويجعل الطفل يقاتل ويناضل من أجل التنفس بينما تمتلئ رئته بالقيح والسوائل.
الالتهاب الرئوي أكبر قاتل للأطفال
وأشارت المنظمة إلى أن الالتهاب الرئوي يعد أكبر قاتل منفرد للأطفال، حيث أودى بحياة 800 ألف طفل العام الماضي، أو طفل واحد كل 39 ثانية. على الرغم من إمكانية الوقاية من بعض أنواع الالتهاب الرئوي بلقاحات ويمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية منخفضة التكلفة إذا تم تشخيصها بشكل صحيح، إلا أن عشرات الملايين من الأطفال لا يزالون غير محصنين – ولا يحصل طفل من كل ثلاثة أطفال على الرعاية طبية.
وتتركز وفيات الأطفال الناجمة عن الالتهاب الرئوي، وفقا لليونيسف، في أفقر بلدان العالم والتي يعيش بها أكثر الأطفال حرمانا وتهميشا. وتشير التوقعات إلى أن 6.3 مليون طفل دون سن الخامسة قد يموتون من الالتهاب الرئوي بين عامي 2020 و2030، حسب الاتجاهات الحالية.
في بنغلاديش، أم تحتضن رضيعها ابن 27 يوما والذي أعيد توا لبيته بعد قضاء ثمانية أيام في المستشفى لتلقي العلاج من الالتهاب الرئوي
ماهي البلدان التي ستشهد أكبر معدلات وفيات خلال العقد المقبل؟
فعلى مدار العقد المقبل، من المرجح أن تكون الوفيات أعلى في نيجيريا (1.4 مليون)، والهند (880 ألفا)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (350 ألفا) وإثيوبيا (280 ألفا). وأوضحت اليونيسف أن التدخلات الصحية التي تهدف إلى تحسين التغذية، وتوفير المضادات الحيوية وزيادة تغطية اللقاحات، وزيادة معدلات الرضاعة الطبيعية (التدابير الأساسية التي تقلل من خطر وفاة الأطفال من الالتهاب الرئوي) من شأنها أن تمنع الملايين من حالات وفيات الأطفال من أمراض مثل الإسهال (2.1 مليون)، وتعفن الدم (1.3 مليون) والحصبة (280 ألفا).
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسيف:
“إذا كنا جادين في إنقاذ حياة الأطفال، فيجب علينا أن نتعامل بجدية بشأن مكافحة الالتهاب الرئوي… هذا يعني تحسين الاكتشاف والوقاية في الوقت المناسب. وهذا يعني إجراء التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب. ويعني ذلك أيضا معالجة الأسباب الرئيسية لوفيات الالتهاب الرئوي مثل سوء التغذية، وعدم الحصول على اللقاحات والمضادات الحيوية، والتصدي للتحدي الأكثر صعوبة المتمثل في تلوث الهواء. “
أما كيفن واتكينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة فقال:
“سيكون من غير المعقول أخلاقيا الوقوف والسماح لملايين الأطفال بالاستمرار في الموت بسبب عدم وجود لقاحات، والمضادات الحيوية التي يمكن تحمل تكلفتها وتوفير العلاج الروتيني بالأكسجين.”
تلوث الهواء الخارجي
وتشير دراسة أجراها معهد المقاييس الصحية والتقييم في الولايات المتحدة إلى أن تلوث الهواء الخارجي يساهم بنسبة 17.5%، أو ما يقرب من وفاة واحدة من بين كل خمسة أشخاص، بين الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم. يساهم التلوث المنزلي الناجم عن الاستخدام الداخلي لوقود الطهي الصلب في وفاة 195 ألف شخص إضافي (29.4%).
يتنفس 91% من سكان العالم الهواء الخارجي الذي يتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية. من الممكن أن يقوض تحدي تلوث الهواء تأثير زيادة التدخلات ذات الصلة بالالتهاب الرئوي.
ومن بين الإعلانات التي صدرت في المنتدى التزامات سياسية من الحكومات في البلدان المثقلة بالأعباء لتطوير استراتيجيات وطنية للحد من وفيات الالتهاب الرئوي.
GAVI Alliance
في عام 2012 أصبحت غانا أول بلد في أفريقيا يقدم لقاحات تستهدف الأمراض الأشد فتكا بالأطفال في العالم، الالتهاب الرئوي والإسهال.