75 عاما على المحرقة: الأمم المتحدة مصممة على مكافحة معاداة السامية، وكافة أشكال الكراهية والتعصب الديني والعنصرية
“75عاما بعد أوشفيتز – التوعية بالهولوكوست وتذكرها لأجل تحقيق العدالة العالمية،” تحت هذا الشعار أحيت الأمم المتحدة، في مقرها بنيويورك، يوم الاثنين، اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.
ويصادف اليوم، 27 كانون الثاني/يناير 2020، الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير الجيش السوفياتي في عام 1945 لمعسكر الاعتقال النازي في أوشفيتز- بيركيناو ببولندا، والذي كان أحد أكبر معسكرات الاعتقال النازية، وقد شهد مقتل الملايين من اليهود وأفراد الأقليات الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية.
ومن بين المتحدثين في الفعالية، التي أقيمت في مبنى الجمعية العامة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والممثلون الدائمون لألمانيا وإسرائيل والولايات المتحدة، والناجيان من الهولوكوست، السيد شراغا ميلستين والسيدة إيرين ششار، اللذان سردا تجربتهما حول طريقة الهروب من النازية.
وشارك في المناسبة أيضا محاربون قدامى من الحرب العالمية الثانية، وتمت إضاءة شموع وأداء صلوات تذكارية تكريما للضحايا.
ومن الفعاليات الأخرى التي تمت إقامتها بهذه المناسبة، معرض بعنوان “رؤية أوشفيتز.” ويشجع المعرض المشاهد على أن يستكشف بشكل أكثر اكتمالا ما تكشفه الصور عن المصورين(الجناة) ونواياهم، وكيف يعزز ذلك فهم المشاهدين لمعنى معسكر “أوشفيتز”.
تمت إقامة المعرض بمساعدة مؤسسة موسيليا بإسبانيا وبالتعاون مع متحف أوشفيتز بيركيناو الحكومي في بولندا. سيكون المعرض متاحا للزيارة حتى يوم 24 شباط/ فبراير، 2020.
الأمين العام: الناجون من المحرقة يلهموننا بشجاعتهم
الأمين العام بدأ حديثه بتحية الناجين من المحرقة، الذين قال إنهم يلهموننا كل يوم بقوتهم وشجاعتهم، مشددا على أننا بحاجة إلى تسمية هذه الظاهرة (معاداة السامية) على حقيقتها.
وقال إن هناك أزمة عالمية بشأن الكراهية الناجمة عن معاداة السامية تتمثل في سيل مستمر من الهجمات التي تستهدف اليهود ومؤسساتهم وممتلكاتهم، مشيرا إلى أننا نشهد كل يوم تقارير بشأن جرائم الكراهية. وأضاف:
“لا يمكن أن ينظر إلى تصاعد معاداة السامية هذا بمعزل عن الزيادة المقلقة للغاية في كراهية الأجانب، ورهاب المثلية، والتمييز والكراهية في أنحاء كثيرة من العالم، واستهداف الناس على أساس هويتهم، بما في ذلك العرق والجنسية والدين والتوجه الجنسي، والإعاقة والهجرة.”
الكراهية التي تبدأ باليهود لا تنتهي أبدا باليهود
واقتبس الأمين العام ما قاله جوناثان ساكس، حاخام المملكة المتحدة السابق بأن “الكراهية التي تبدأ باليهود لا تنتهي أبدا باليهود.”
وقال السيد غوتيريش إن الدرس الأكثر أهمية هو أن المحرقة لم تكن فقط عملا شاذا ارتكبته حفنة قليلة من المرضى، في لحظة معينة من التاريخ، بل كانت تتويجا لآلاف السنين من الكراهية، من الإمبراطورية الرومانية إلى المذابح في القرون الوسطى.
الكراهية التي تبدأ باليهود لا تنتهي أبدا باليهود.
وبينما نعمل على الوفاء بوعد “لن يحدث أبدا،” قال الأمين العام إننا بحاجة إلى فحص تحيزاتنا، والحذر من سوء استخدام التكنولوجيا، واليقظة بشأن أي إشارات لتطبيع الكراهية، مشيرا إلى أن التحامل والكراهية يزدهران بسبب انعدام الأمن والآمال المحبطَة والجهل والاستياء. وأضاف أن القادة الشعبويين يستغلون هذه المشاعر لإثارة الخوف، سعيا وراء السلطة. وأضاف:
“عندما يتم تعريف أي مجموعة من الناس على أنها مشكلة، يصبح من السهل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان بحقهم وتطبيع التمييز ضدهم. تتطلب مكافحة التحامل قيادة على جميع المستويات تعزز التماسك الاجتماعي وتعالج الأسباب الجذرية للكراهية. إنها تتطلب الاستثمار في جميع أجزاء المجتمع، حتى يتسنى للجميع المساهمة بروح من الاحترام المتبادل.”
التصدي للكراهية وأجندة 2030
وأضاف الأمين العام أن تعزيز التماسك الاجتماعي وحقوق الإنسان، والتصدي للتمييز والكراهية يعدان من بين الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة، من خلال جهودنا لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وأضاف السيد غوتيريش أن عقد العمل الذي أطلقه الأسبوع الماضي يهدف إلى تكثيف الدعم للبلدان في جميع أنحاء العالم لبناء مجتمعات شاملة ومتنوعة ومحترمة توفر حياة كريمة وفرصة للجميع.
عودة الكراهية في السنوات الأخيرة تبين أن معاداة السامية لا تزال معنا إلى حد كبير
وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة تعهد الأمين العام “بألا ننسى أبدا. ونتعهد بسرد قصصهم وإجلال ذكراهم بالدفاع عن حق الجميع في العيش بكرامة في عالم يسوده العدل والسلام.”
وأشار إلى أن تحرير معسكرات الموت، قبل خمسة وسبعين عاما، أنهى المذبحة ولكنه أرعب العالم، “إذ اتضح النطاق الكامل لجرائم النازيين.”
وأمام هذه الأهوال، قال السيد غوتيريش إن الأمم المتحدة أنشئت للجمع بين البلدان من أجل السلام ومن أجل إنسانيتنا المشتركة، ومن أجل منع تكرار مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن “عودة الكراهية في السنوات الأخيرة، من تطرف عنيف إلى هجمات على أماكن العبادة، تبين أن معاداة السامية، والأشكال الأخرى من التعصب الديني، والعنصرية، والتحامل لا تزال معنا إلى حد كبير.”
نحتفل اليوم وكل يوم، بذكرى ضحايا الهولوكوست من خلال السعي إلى معرفة الحقيقة والتذكر والتثقيف، وبناء السلام والعدالة في جميع أنحاء العالم