غريفيث والمطار .. وصنعاء والحصار
منير اسماعيل الشامي
ما إن تحل هزيمة منكرة على التحالف في أي جبهة يصعد فيها ويحشد إليها إلا ويسرع المبعوث الاممي مارتن غريفيث في التوجه إلى اليمن لتهبط طائرته في مطار صنعاء والذي تحول خلال ما يزيد عن ثلاثة اعوام إلى مطار حصري للمبعوث الأممي، الأمر الذي جعل الكثير من رجال الاعلام والسياسة يقترحون بأن نسمي مطار صنعاء بمطار مارتن غريفيث ، وهذه هي فكرة صائبة وأنا مؤيد لتنفيذها جملة وتفصيلا.
ومن المناسب جدا أن يتم تنفيذ هذه الفكرة بكتابة لوحة يكتب عليها (المطار الخاص لمارتن غريفيث).
تعلق قبل وصوله في زيارته القادمة ويستقبله جميع المرضى اليمنيين في المطار ويتقدمون إليه بطلب إنساني يتمثل بتوفير أي طائرة والسماح لهم بالسفر على متنها للعلاج من مطاره الخاص، ويرفقون في طلبهم التقارير الطبية التي تثبت حقيقة إصابتهم بأمراض تستدعي ضرورة علاجها بالخارج، ويطرحون له جيهان الله ويكسرون العسوب ويضعونها أمامه لإحراجه للسماح لهم بالسفر من مطاره الخاص الذي وصل إليه مؤخراً بعد هزيمة تحالف العدوان في جبهتي نهم وصرواح .
علما أن زيارة غريفيث الأخيرة للعاصمة صنعاء تأتي لتحقيق هدفين رئيسيين اولهما لزيارة مطاره والتأكد من حالته وجهوزيته لاستقبال طائرته، وكذلك للتأكد من قيام حكومة صنعاء بدفع مرتبات الموظفين فيه، اما الهدف الثاني فمن أجل طلب التهدئة من جانب الجيش واللجان الشعبية وعدم الرد على تصعيد قوى العدوان الأخير في جبهة نهم وجبهة صرواح بعد الهزيمة الشنعاء لمرتزقته بهاتين الجبهتين.
ما يعني أنه بكل تأكيد لم يأت لتهنئة قيادتنا على الانتصار الذي حققه ابطالنا في هاتين الجبهتين، بل ليعرب عن أسفه لما حدث ويعبر عن قلقه من تداعيات هزيمة التحالف العدواني ومرتزقته في تصعيدهم الأخير، وانا شخصيا لا استبعد ان يطلب من قيادتنا ويترجاها بعدم الاعلان الرسمي عن ما تمخضت عنه المواجهات الأخيرة في جبهتي نهم وصرواح وعدم الكشف عن الخسائر التي تكبدها مرتزقة العدوان فيهما مراعاة للمشاعر السعودية واليهودية والاماراتية .
كما لا استبعد أن يخبر قيادتنا بأنه كان يتمنى أن لا يبادر ابطال الجيش واللجان الشعبية إلى كسر زحوفات المرتزقة الأخيرة وألا يستعجلوا في ابادتها وانه كان يفترض بهم ان يقفوا موقف المتفرج عليهم ويبادروا للانسحاب من امامهم، وهذه هي اجندته وبنوده ،وما يؤكد ذلك أنه لم يف بوعد واحد من وعوده التي وعد بها لا صغيرها ولا كبيرها وكذلك فإن رفضه الإدلاء بأي تصريح عقب وصوله يعكس أنه قد سئم ومل من زيف وعوده وكذب عهوده واصبح يستشعر نظرة الشعب اليمني إليه وأن التهرب خير من استمراره بالتهريج .
هذه حقيقة غريفيث وحقيقة المنظمة التابع لها وهذا هو دوره الحقيقي كمبعوث لها إلى اليمن وهذا هو هدف زيارته الأهم، ومن يظن أنه أتى من أجل الترتيب للجسر الجوي لنقل المرضى اليمنيين أو من أجل فتح المطار الخاص به امام اليمنيين فهو واهم كون هذه الامور غير واردة في اجندته لا هي ولا غيرها كملف الحديدة ومينائها، واتفاق ستوكهولم، وملف الأسرى، واستمرار الحصار واحتجاز سفن الغذاء والمشتقات، ولا يعنيه هو ومنظمته ملف دفع المرتبات المقطوعة للعام الرابع باعتبار أن هذه الملفات ليست ملفات انسانية ولا تمت إلى الإنسانية بأية صلة
ولذلك فهذه الأمور بعيدة جدا عن المهمة الرسمية للمبعوث الأممي وليست من اختصاصات غريفيث والمنظمة التابع لها، وهو ما اصبح الشعب اليمني يعلم حقيقته وواقعيته .