تقرير أممي جديد يحث على المساءلة عن الهجوم المميت على مجمع مباني الضمان ومركز احتجاز في ليبيا
حث تقرير جديد، صادر يوم الاثنين، الأطراف المتحاربة في ليبيا، وكذلك الحكومات الأجنبية التي تدعمها، على التحقيق في الغارات الجوية المميتة التي وقعت في تموز/يوليو الماضي والتي أسفرت عن مقتل 53 مهاجرا ولاجئا على الأقل في مركز احتجاز في شمال غرب البلاد.
ودعت الأمم المتحدة أطراف النزاع مجددا “إلى إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة ودقيقة لضمان المساءلة” عن انتهاكات القانون الدولي.
وحث التقرير الذي نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) ومكتب حقوق الإنسان، على اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع مأساة مماثلة في النزاع الجاري. وينسب التقرير الأممي 60% من هذه الخسائر إلى الغارات الجوية، ويورد أن ما لا يقل عن 287 مدنيا، قد قتلوا، فيما أصيب 369 مدنيا خلال عام 2019.
الغارة الجوية قتلت 47 رجلا و6 فتيان
التقرير المستند إلى زيارات أجراها أفراد البعثة إلى موقع مركز احتجاز تاجوراء والمنطقة، وتحليل للفيديوهات ومقابلات مع الناجين والشهود، توصل إلى أن “قنبلة تم إطلاقها من الجو في 2 تموز/ يوليو أصابت ورشة لإصلاح المركبات” تديرها مجموعة مسلحة متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني الليبي.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الطائرات خاضعة لإمرة الجيش الوطني الليبي أو تم تشغيلها تحت إمرة تلك الدولة الأجنبية دعماً للجيش الوطني الليبي
حسب التقرير، أصابت غارة جوية ثانية بعد 11 دقيقة مركز احتجاز تاجوراء، حيث يُحتجز 616 مهاجرا ولاجئا. وقد أصيب الجزء الثاني من العنبر إصابة مباشرة أسفرت عن مقتل 47 رجلا وستة من الصبية على الأقل.
ويتفق التقرير مع النتائج السابقة التي توصلت إليها الأمم المتحدة مرجحا أن طائرات تابعة لدولة أجنبية قد نفذت هذه الغارات الجوية. وأورد التقرير أنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الطائرات خاضعة لإمرة الجيش الوطني الليبي أو تم تشغيلها تحت إمرة تلك الدولة الأجنبية دعماً للجيش الوطني الليبي”.
استخدام القوة الجوية سمة مهيمنة في الصراع الليبي
الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة وصف هجوم تموز/ يوليو 2019 في تاجوراء بالمثال المأساوي على الكيفية التي أصبح بها استخدام القوة الجوية سمة مهيمنة في الصراع المدني الليبي. وأضاف سلامة يجب “ترسيخ الالتزامات التي تم التعهد بها في برلين في 19 كانون الثاني/ يناير لإنهاء هذا التدخل والالتزام بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة”.
اخفاق كتيبة الضمان وحكومة الوفاق الوطني في نقل المحتجزين من اللاجئين “من المنطقة المتاخمة لهدف عسكري محتمل” يشكل انتهاكاً من جانبهما لالتزامهما باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين الخاضعين لسيطرتهما