الحاج فرج… نازح يمارس مهنة صناعة المناخل القديمة ليكسب مصدر رزقه
يجلس الحاج/ فرج صغير (55 عاماً ) أمام باب منزله – الذي استأجره بعد نزوحه من الدريهمي وسط مدينة الحديدة ليمارس بشكل يومي مهنته القديمة في صناعة المناخل وأغطية المدائع بأشكالها وأحجامها المتنوعة .
يقول الحاج فرج ” إن مهنة صناعة المناخل وأغطية المدائع حرفة مهنية قديمة نقوم بصناعتها من عُلَب الأجبان والسمن الفارغةحيث يُقبل الكثير من الزبائن لشرائها الأمر الذي شجّعني على مواصلة صناعتها “.
مضيفاً ” أن المناخل تُستخدم في المدن عادةً لتصفية الدقيق والذرة والسمسم وغيرها كما تُستخدم أيضاً في أرياف تهامة بشكل كبير كأداة من أدوات النظافة لتصفية أتربة المنازل من الأوساخ والشوائب”.
الحاج فرج عاد لهذه المهنة القديمة بعد توقفٍ عنها دام لأكثر من خمسٍ وعشرين عاماً ومزاولته لمهنة البناء ،
ويرجع سبب ذلك إلى النزوح الذي أجبره على توفير لقمة العيش
وعجزه عن توفير الدخل من مهنة البناء كونه عملاً شاقَّاً ولعدم وجود إمكانيات متاحة لديه لشراء أدوات صناعية خارجية يعمل عليها عمل على اختراع أدوات بسيطة بنفس المواصفات؛ مكّنته من صناعة المناخل وأغطية المدائع بشكل جذَّاب وملفت للنظر .
وتُعد مديرية الدريهمي من المديريات الأكثر ممارسةً لهذه المهنة بالإضافة إلى مديريات بيت الفقيه والمراوعة والمنصورية وبعض مديريات محافظة الحديدة حيث أنها تُدر الدخل للأسر المُنتجة بشكل إيجابي .
( محمد مقلِّي ) زبون دائم، وصاحب إحدى المحلات التجارية التي تبيع مثل هذه المنتجات يُبدي إعجابه بجودة مصنوعات فرجويقول” كنت سابقاً أشتري من السوق الشعبي بالمراوعة أو بقية الأسواق الشعبية التهامية إلا عندما عَرَضَ علينا فرج بضاعته وجدناها أكثر جودة وإتقان بالإضافة إلى أننا نبيع كميات
كبيرة من مصنوعاته بشكل أسرع وهذا ماجعلنا زبائن رسميين له ” .
وحول ما يكسبه من مردود مادي من هذه المهنة
يقول فرج ” يتراوح الدخل اليومي مابين 1500 إلى 3000 ريال يمني ويعتمد في الأساس على الصنف و الكمية المصنوعة ونوع البيع ( جملة أو تجزئة ) .
وفي زحمة الأسواق الشعبية التهامية تأخذك الدهشة بتنوّع تلك السلع والمصنوعات المحلية ، و التي تجد رواجاً و إقبالا واسعاً عليها من مختلف القرى والمدن التهامية والمحافظات المجاورة ،لتبعث الأمل من جديد لتلك الأيادي العاملة لصناعة المزيد .