نوال تتحدى الحرب والحصار وتصبح صاحبة مشروع !!
تغلبت نوال فيصل (35 عاما) على ظروف الحرب القاهرة وافتتحت مشروعها الخاص الذي اصبح مصدر دخل جيد لأسرتها، فبعد انطفاء حركة الحياة في مدينة الحديدة بفعل النزوح اضطرت نوال لمغادرة المدينة برفقة أسرتها قاصدين العاصمة صنعاء .
وبحسب تصريح لوزير الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني د.يوسف الحاضري فإن الحرب تسببت في إغلاق 45% من المراكز الصحية، ما أدى ذلك إلى فقدان المئات لوظائفهم وحرمان المواطنيين من الحصول على الخدمات الصحية التي تقدمها تلك المراكز خصوصا الحوامل والاطفال الرضع. لم يتمكن شبح النزوح من هزيمة نوال التي كانت تعمل كممرضة في أحد المراكز الصحية بالحديدة، فبمجرد وطئه قدمها صنعاء أسرعت في البحث عن محل لفتح عيادة طبية تقدم خدمات الاسعافات الأولية.
تقول نوال : ” كنت خائفة جداً من هذه الخطوة، لكن بفضل الله مردود دخل العيادة يغطي مصاريفها التشغيلية من إيجار وأدوات طبية، ويساهم في توفير متطلبات المنزل”.
وتسترسل نوال: أول يوم فتحت العيادة لم يدخلها أحد فأصبت بإحباط شديد لدرجة أني فكرت في إغلاقها إلا أن زوجي منعني من اتخاذ ذلك القرار وصمم على فتحها ودائماً يمدني بعبارات التشجيع ” البداية كذا تكون”، “مش من أول يوم”، “الرزق على الله”.
نزحت نوال مع زوجها وأطفالهم الثلاثة، يعمل الزوج سائق باص أجرة، والتحق الابناء بالمدرسة الحكومية القريبة منهم، تضيف نوال: بعد عام كامل شعرنا بنوع من الاستقرار، نسينا حر الحديدة الشديد وتأقلمنا مع الجو البارد لصنعاء، نريد العودة لمنزلنا لكن استمرار انقطاع الكهرباء فيها يصعب الأمر.
تختم نوال كلامها: الحياة لا تتوقف تحتاج إلى صبر ومثابره قد نفشل مرة إلا أن النجاح يأتي في الأخير، ” فتحت العيادة و أملي بالله كبير والحمدله في الأول والأخير لم يخيب أملي فيه”.
ألقت الحرب بكاهلها على المواطنيين البسطاء فزادت أعباء الحياة عليهم اضعاف اضعاف، إلى متى يظل الصراع يحصد ماتبقى من أعمارهم دون استمتاعهم برغد العيش، فجل مطالبهم هو السلام..