خبيران حقوقيان يدعوان إلى التحقيق في “احتمال ضلوع” ولي العهد السعودي في اختراق هاتف مالك صحيفة واشنطن بوست
أعرب خبراء حقوق إنسان* عن قلقهم العميق إزاء معلومات تلقوها تشير إلى احتمال ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اختراق هاتف مالك صحيفة واشنطن بوست ومدير شركة أمازون، جيفري بيزوس.
وقال الخبيران المستقلان، وهما آغنس كالامار، المقررة الخاصة المعنية بالإعدامات التعسفية والمنفذة خارج نطاق القضاء، وديفيد كاي، المقرر الخاص المعني بحرية التعبير، في بيان صادر اليوم الأربعاء:
“تشير المعلومات التي وردتنا إلى احتمال ضلوع ولي العهد السعودي في مراقبة السيد بيزوس، وذلك بغرض التأثير على، إن لم يكن لإسكات، التقارير التي تنشرها صحيفة واشنطن بوست حول السعودية.”
وطالب الخبيران الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية بالشروع في التحقيق حول هذه المزاعم، بالإضافة إلى التحقيق في تورط ولي العهد السعودي باستهداف معارضيه على مدى أعوام.
وأشار الخبيران المستقلان إلى أن ظروف وتوقيت اختراق هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن ادعاءات بأن ولي العهد السعودي أمر أو حرّض على قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، أو على أقل تقدير كان على دراية بالتخطيط لقتله ولكنه “فشل في إيقاف مهمة القتل.”
* اقرأ أيضا: أحكام الإعدام في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي تناقض العدالة
برامج تجسس
وبحسب التحقيقات الجنائية، فقد تم اختراق هاتف بيزوس بواسطة برنامج عملت شركة خاصة على تطويره وتسويقه ونقله، دون رقابة قضائية على استخدامه. ويرّجح التحقيق الجنائي استخدام برنامج “بيغاسوس” الذي يعتقد أن مسؤولين سعوديين قاموا بشرائه واستخدامه.
وقال الخبيران إن هاتف آيفون، الذي يمتلكه السيد بيزوس، تعرّض للاختراق في الأول من أيار/مايو 2018، عبر ملف فيديو أرسِل إليه من حساب واتساب يستخدمه ولي العهد السعودي شخصيا .
وبحسب التحليلات التي أوردها البيان فإن ولي العهد وبيزوس تبادلا أرقام الهواتف قبل شهر من حادثة الاختراق المزعومة.
ووجد التحقيق الجنائي أنه وبعد ساعات من وصول ملف يحتوي على فيديو من حساب ولي العهد إلى هاتف بيزوس، بدأ الاختراق وتسربت بيانات هائلة من الهاتف.
استهداف المعارضين
وبحسب بيان الخبيرين الأمميين، فإن هذه المزاعم تعزز أيضا دلائل أخرى على استهداف السعودية للمعارضين. على سبيل المثال، قدمت الولايات المتحدة دعاوى جنائية ضد اثنين من موظفي شركة تويتر بالإضافة إلى مواطن سعودي بسبب اتهامهم بالتجسس على حسابات مستخدمين للتطبيق وتقديمها إلى مسؤولين في السعودية.
وبحسب الخبيرين فإنه في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 وفي شباط/فبراير 2019، زُعم أن ولي العهد السعودي بعث برسائل عبر تطبيق واتساب إلى بيزوس كشف فيها معلومات سرية وخاصة حول حياة بيزوس الشخصية لم تكن متاحة للعامة.
ومن المتوقع أن يستأنف الخبيران تحقيقاتهما حول المسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي وحول الدور المتنامي لشركات المراقبة في إتاحة برامج التجسس لجهات تستخدمها في ترويع الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ومالكي وسائل الإعلام.
*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.
ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.