قصة نزوح المشاريع الثقافية … استمرار رغم النزوح!!
علاء الدين حسين
في خضم المعارك المشتعلة التي كانت تدوررحاها في مختلف المناطق اليمنية مطلع العام 2015،كان مجموعة من الشباب اليمني القاطن في مدينة الحديدة يتطلع خلال نقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي،البحث عن طريقة يمكنهم من خلالها التغلب على الضغوطات النفسية التي خلفتها الحرب المفاجأة.فكانت الفكرة التي جاءت بخاطر القاص والأديب الشاب محمد الشميري محل ترحيب لدى الشباب.
تمثلت الفكرة بعمل مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” يناقش فيها أعضائها روايات وكتب في مختلف المعارف. وبعد أشهر تحولت النقاشات في العالم الإفتراضي إلى لقاءات على أرض الواقع فكانت متنزهات وكافيهات مدينة الحديدة والمنشأت التعليمية والثقافية هي أماكن تجمع الشباب لممارسة طقوس ثقافية وفنية تتحدى أزيز الطائرات،وهدير المدافع. وحينما أنفجر الوضع في مناطق الساحل الغربي واندلعت فيها المواجهات المسلحة الشرسة تغير وضع النادي،فكيف كان هذا التغيير؟
متنفس لشباب الحديدة :
كان “نادي القراءة “المتنفس الوحيد لأبناء الحديدة والمقيمين فيها من الجنسين. وقد استطاع محمد الشميري مؤسس النادي جذب أكثر من 300 شاب للإنظمام إليه,وفي كل أسبوعين كانت تقام فعاليات ثقافية وفنية تحضى بإهتمام المجتمع التهامي. “لم أتوقع ذلك الإقبال, فقد كان شغف الشباب وحرصهم على الحضور والمشاركة كبيراً لدرجة إنه في البداية كان بعض الأباء والأمهات حذرين في السماح لبناتهم حضور الفعاليات التي كانت تقام، لكن بمجرد حضورهم أصبحوا متفاعلين ومشجعين لنا أكثرمن بناتهم”،يقول محمد الشميري،ويضيف في حديثه لـ”الحديدة نيوز”،”كنا نقيم فعاليات قراءة الكتب الأدبية “روايات وقصص وشعر” وكتب فكرية وعلمية ،ولعدم توفرالنسخ الورقية كنا نقوم بتنزيل الكتب من شبكة الانترنت،عقدنا الندوات،والحلقات النقاشية،والحفلات الموسيقية،ومعارض للفن التشكيلي والصور”.
استمرار رغم النزوح :
حينما اندلعت الحرب في مدينة الحديدة نزح مؤسسو وأعضاء نادي القراءة،لكن أنشطة النادي ظلت مستمرة وفقاً لحديث الناشط علاء نجدة ..
ويقول علاء ” أجمل مافي نادي القراءة أنه جعل المنتمين لمحافظة الحديدة في تواصل دائم رغم ظروف النزوح”.لكن محمد الشميري يرى بأن إستمرار إقامة فعاليات وأنشطة النادي في العاصمة صنعاء يختلف كثيراً عن الحديدة،حيث زيادة التكاليف المالية عند إقامة إية فعالية،بسبب أن معظم القاعات أو المنتزهات يتم تأجيرها بأسعار مرتفعة،والفنانين المشاركين في أية فعالية يطلبون أشياء كثيرة،أما في الحديدة فقد كانت الأمور ميسرة.
ويستطرد الشميري حديثه كان للحرب الجارية تأثير سلبي على أنشتطتنا حيث ألغيت فعاليات نتيجة القصف, كذلك توقفنا فترة بسبب الخوف من المضايقات نتيجة تجمعنا, وتفاقمت معاناتنا بسبب النزوح. وبسبب ذلك توقفت بعض طموحاتنا..حيث كانت ضمن خططنا الوصول الى لحظة طباعة كتاب يضم إبداعات شباب نادي القراءة بالحديدة شعرياً وقصصياً، كذلك كنا نأمل إقامة فعاليات مشتركة مع نوادي أخرى في بقية المحافظات اليمنية لكن قلة الإمكانيات المالية وتفاقم الوضع بسبب الحرب أديا إلى عزوفنا عن القيام بأي أنشطة جديدة،وهو الأمر الذي يحُد من تسليط الضوءعلى أبناء تهامة المبدعين في كافة المجالات الفنية والأدبية والثقافية وبمستوى يفوق بكثير معظم الذين لهم شهرة نتيجة التسليط الإعلامي عليهم “، يتمنى الشميري من شباب تهامة تكوين منتديات والمشاركة والاستمرارفيها وعدم انتظار من يبرز دورهم التنويري،وإظهار اللون التهامي العريق والمحافظة عليه.
خلال أربعة أعوام من عمر انطلاق “نادي القراءة بالحديدة” أصبح النادي مشروعاً يفتخر فيه شباب الحديدة لكن المشروع يحتاج الدعم المادي والمعنوي كي يستمر.