في حديثه إلى الصحافة في العاصمة الألمانية، غوتيريش يشيد بمخرجات مؤتمر برلين التي جنبت المنطقة خطر تصعيد إقليمي حقيقي
قال الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماعات مؤتمر برلين إن التصعيد الأخير اتخذ بُعدا خطيرا جدا في ظل بعض التدخلات الخارجية. “وكنا نواجه خطر تصعيد إقليمي حقيقي، ولكن تم إبعاد هذا الخطر في برلين”، آملا في أن يكون من الممكن بالطبع الحفاظ على الهدنة وأن يؤدي ذلك إلى وقف لإطلاق النار.
وأوضح أنطونيو غوتيريش ردا على أسئلة أحد الصحفيين أن ذلك التصعيد الذي كان يحدث أصبح في غاية الخطورة ، “واليوم هناك التزام قوي بوقفه. وهذه نتيجة مهمة للغاية لمؤتمر برلين”.
لا للحلول العسكرية
وشدد الأمين العام في مستهل المؤتمر على مخرجات مؤتمر برلين والتي أكدت على عدم وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا. وقال السيد غوتيريش “هذا أمر ذكره جميع المشاركين عدة مرات خلال الاجتماع، رغم أنهم غير مشاركين مباشرة في الصراع نفسه، وقد التزم
اليوم جميع المشاركين بالامتناع عن التدخل في الصراع المسلح أو الشؤون الداخلية لليبيا، وبالطبع يجب الالتزام بذلك وكذلك الدعوة إلى إسكات الأسلحة بإنهاء القتال العسكري.”
وأضاف السيد غوتيريش أنه تم حث جميع الأطراف على الامتناع عن أي أفعال تؤجج الصراع. وقال “أنا أحث جميع الأطراف والمجتمع الدولي على الامتثال بالتزاماتهم واحترام قرار مجلس الأمن الذي يحظر توريد السلاح.”
وحول هذه المسألة قال الأمين العام ردا على أسئلة الصحفيين “إننا نرى أمرا لا يمكن قبوله. وهو الانتهاك المستمر للقانون الدولي وعدم احترام قرارات مجلس الأمن. وبذا فإنني على يقين تام بأن أعضاء مجلس الأمن عليهم تحمّل مسؤولياتهم كي يتم أخذ المجلس على محمل الجد في سياق الصراع الليبي.”
وشدد على أهمية العودة إلى عملية سياسية، وأضاف ” نحث جميع الأطراف الليبية على الانخراط في حوار بقيادة وملكية الليبيين برعاية الأمم المتحدة بما يمهد الطريق لحل سياسي للازمة.” ورحب في الوقت نفسه بدعوة جميع الأطراف في القمة إلى احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وحماية المدنيين والمنشآت المدنية.
تنفيذ المسارات الثلاثة
واستعرض الأمين العام المسارات الثلاثة التي سيسير بها الملف الليبي بهدف التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة في الدولة الأفريقية:
-
أولا- المسار الاقتصادي، والذي بحسب الأمين العام “يتحرك بالكامل حيث التقى 22 اقتصاديا في تونس. أما الاجتماع الثاني فسيعقد بعد أسبوعين أو ثلاثة. وبدأت هذه الاجتماعات تنظر في النواحي المركزية للإصلاح الاقتصادي الذي يحتاجه البلد وعلى وجه الخصوص وحدة البنك المركزي والقضايا المتعلقة بسلطة الاستثمار وشركة النفط الوطنية وغيرها من النواحي ذات الصلة لنضمن وجود حكم اقتصادي طبيعي في ليبيا.”
-
ثانيا -المسار العسكري ويتعلق بالالتزام العسكري، وقال السيد غوتيريش “بفضل اجتماع برلين كان تمكنا اليوم من استقبال خمسة وفود عسكرية من جانب المشير خليفة حفتر. وكان هناك ثلاثى وفود. والآن هناك اثنان آخران من جانب حكومة الوفاق. وبذلك تتوفر الظروف لعقد اللجنة العسكرية في الأيام القليلة المقبلة.”
-
ثالثا- المسار السياسي، وقال الأمين العام إن تقدما أحرز فيما يتعلق بمجلس النواب ومجلس الدولة لاختيار ممثليهم إلى المنتدى السياسي “وسيشمل ذلك أيضا أسماء يختارها ممثل الأمم المتحدة الخاص، ونأمل في أن يسمح ذلك بتحريك المسار السياسي قدما.”
إغلاق موانئ النفط
وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء إغلاق العديد من موانئ تصدير النفط، وقال ردا على أسئلة الصحفيين “بالتأكيد إننا نؤمن بأن جزءا من الحل الشامل هو إصلاح فعال لشركة النفط الوطنية، ونأمل في أن يكون من الممكن خلق حالة طبيعية ولكن هذا يعتمد بلا شك على المسارات الأخرى.”
إنها مسؤوليتنا الجماعية لاغتنام الفرصة وضمان أن تصبح هذه الالتزامات واقعا–أنطونيو غوتيريش