غوتيريش من مؤتمر برلين يدعو إلى تفادي حرب شاملة في المنطقة مؤكدا دعم الأمم المتحدة للشعب الليبي في حل خلافاته عبر النقاش وبحسن النية
قال الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية “اليوم نجتمع للقيام بدورنا في ضمان حل سلمي للأزمة الليبية. حل يُعد الشعب الليبي-وفي الواقع، العالم- في أمس الحاجة إليه.” وأثنى الأمين العام على مبادرة ألمانيا وحضور رؤساء حكومات ودول لبحث وقف الأعمال العدائية في ليبيا.
وقال الأمين العام في كلمته “قبل عام اتخذ الليبيون، وبدعم من المجتمع الدولي، خطوات تبعث على الأمل لدفع الدولة إلى الأمام عبر حل سياسي. لقد سُحقت هذه الآمال في نيسان/أبريل. ومنذ ذلك الوقت، قتل الصراع في محيط طرابلس وأصاب الآلاف، من بينهم مئات المدنيين. وقد تم تحدي القانون الدولي الإنساني مرارا وتكرارا: فأجبر أكثر من 170 ألف شخص على ترك منازلهم؛ وأغلقت أكثر من 220 مدرسة ما تسبب في حرمان 116 ألف طفل من حقهم الإنساني الأساسي في التعليم. وتتقطع السبل أمام المهاجرين واللاجئين في مراكز الاحتجاز القريبة من مواقع القتال، وتتواصل معاناتهم في ظروف قاسية.”
وأكد الأمين العام على أنه “لا يمكن لهذا الوضع الرهيب أن يستمر.” وأعرب عن التزام الأمم المتحدة الكامل بدعم الجهود لترجمة الأقوال إلى تقدم ملموس على الأرض، مؤكدا أن المنظمة الدولية تقف إلى جانب الشعب الليبي “وهو يعمل على حل خلافاته عبر النقاش والحلول التوافقية بحسن نية ورسم طريق لمستقبل أكثر سلاما.”
اختبار المصداقية
وأضاف الأمين موجها خطابه للمشاركين في المؤتمر”اليوم يتم اختبار مصداقيتنا كمجتمع من الدول.” وقال إننا نخسر المعركة ضد الإرهاب في القارة الأفريقية. ومشيرا إلى منطقة الساحل وبحيرة تشاد، قال إنني أؤمن إيمانا راسخا بأن كسب المعركة لن يتحقق دون تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا. وأضاف:
اليوم، نجتمع للقيام بما في وسعنا لنضمن حلا سلميا للأزمة الليبية- حل يحتاج إليه بشدة الشعب الليبي والعالم بأسره.”
وبالنسبة لجيران ليبيا المباشرين – بالتحديد دول جنوب البحر المتوسط ومنطقة الساحل – فإن العواقب وخيمة وملموسة، بحسب الأمين العام الذي أشار إلى احتمال وقوع “المزيد من الإرهاب، الاتجار بالبشر، تهريب المخدرات والأسلحة والأشخاص”.
وتطرق الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى مسألة التدخل الأجنبي في ليبيا، وأضاف “لقد تم جرّ ليبيا إلى صراع أكثر عمقا وتدميرا مع ارتفاع عدد الفاعلين من الأطراف الخارجية. إننا نواجه خطر واضحا بحدوث تصعيد إقليمي. وأنا أؤمن حقا أنه لا حل عسكري في ليبيا، وأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمنع نشوب حرب أهلية شاملة؛ فمثل هذا الصراع قد يقود إلى كابوس إنساني ويترك البلاد عرضة للانقسام الدائم.”
التدخلات الخارجية
وجدد الأمين العام دعوة جميع أولئك المشاركين بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع إلى فعل كل ما أمكن لدعم وقف فعال للأعمال العدائية وإسكات البنادق. وقال “لا بد أن تتوقف الانتهاكات الصارخة لحظر التسليح الذي فرضه مجلس الأمن. فيما نرحب بوقف إطلاق النار الأخير ونتعهد بالعمل سويا لانتهاز الفرصة التي يقدمها هذه الزخم وتعزيز ترتيبات وقف إطلاق النار.”
لا بد أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال– الأمين العام أنطونيو غوتيريش