تعز..جحيم ومسلخ !!
عبدالله الأحمدي
تتناسل الجرائم في مدينة تعز وضواحيها على مدار الساعة، ولم يعُد في استطاعة المتابع إحصاء هذه الجرائم التي تتوزع بين القتل والسطو والسرقة واغتصاب الأطفال ونهب الحقوق العامة والخاصة والاختطاف والإخفاء.
خلال ٢٤ ساعة في الأسبوع الثاني من يناير الحالي وقعت ٨ جرائم قتل إضافة إلى المصابين, أبطالها عصابات ممن يسمون أنفسهم جيش الدنبوع والجماعات الإرهابية وكلهم يتصرفون بعقلية العصابات.
فمن سطو على أراضي المواطنين إلى قطع شوارع إلى اقتحام المشافي وقتل المصابين وهم في العناية المركزة والتي تتكرر باستمرار وكان آخرها اقتحام مشفى الثورة من قبل عصابات تسمي نفسها (دفاع جوي) وقتل المواطن محمد سعيد ناجي الشرعبي في المشفى، وإصابة وخطف مرافقه رمزي الشرعبي وقتل الطفل الاكحلي في بوابة سوق الزنقل للاشتباه بمرافقته لأحد أصحاب الأرضية التي تقاتل عليها أفراد العصابة التي يتزعمها المدعو الياسري وصاحبه رزاز ( قتيل ). وانتهاك حرمة عرس في قاعة ماس في وادي القاضي وقتل أخ عريس وإحراق سيارتين، والتهجم على النساء وإخراجهن من القاعة بالقوة سافرات الوجوه بحجة البحث عن قاتل أحد الجنود بجانب القاعة، ثم إغلاق مدرسة الخليل في وادي القاضي وقطع الشارع فيه. عصابة اخرى يتزعمها المدعو ( عيسى العجوز ) يتبع ما يسمى اللواء ١٧ قتلت ثلاثة ( زياد سلطان وعبدالعزيز سرحان وطارق الخضر المسعودي ) من حارة البدو أمام محلات القدس في الحصب. أهالي القتلى بادروا لقطع طريق الحصب مطالبين بالقبض على المتهمين بالقتل. العجوز هذا صاحب سوابق قديم مثله مثل أولئك الذين تم إخراجهم من السجون وإلحاقهم بالمليشيات الإرهابية كصدام المقلوع وغزوان المخلافي.
تعز أصبحت مسلخا وجحيما لسكانها لا يطاق فيها العيش، إضافة إلى سجون سرية تزيد عن ١٥ سجنا تدار من قبل الجماعات الإرهابية ويقبع فيها الثوار والأبرياء من أبناء المحافظة وعلى رأسهم أيقونة ثورة فبراير أيوب الصالحي ورفيقه أكرم حميد والآلاف غيرهم تحت إمرة المدعو ضياء الأهدل.
الحياة في تعز أصبحت لا تُطاق في ظل وضع موبوء بالعصابات واللصوص والقتلة والنهابين المحميين بالعتاولة ولصوص الشرعية.
فوضى عارمة تجتاح المدينة منذ ثلاث سنوات تزداد حدتها هذه الأيام مع تصعيد الاغتيالات السياسية والتي بدأت باغتيال عدنان الحمادي وحراسة المرتزق نبيل شمسان الذي لا يستطيع إخراج دابة من بين شعير أو حماية نفسه.
آخر جرائم عصابات النهب والقتل والسرقة إخراج سكان إحدى عشرة شقة من عمارة في الضبوعة بحجة أن لهذه العصابات مشاكل مع صاحب العمارة.
ما يجري في تعز من أعمال إجرامية لا يمكن لأي إنسان سوي أن يتصورها ناهيك أن يتقبلها.
مهدي أمين سامي من وجاهات تعز المعروفة نازح في صنعاء. كان يعمل مديرا لمكتب المحافظ شوقي هائل أقدمت عصابات النهب على مصادرة بيته فقرح قلبه غلبا ومات كمدا.
أما أسرة هائل سعيد أنعم أكبر مجموعة اقتصادية في اليمن فقد تم نهب ومصادرة بيوتهم في المجلية والعسكري بحجة عدم الولاء لهذه العصابات.
يقال أن هذه العصابات نهبت وصادرت أكثر من سبعين عمارة باعت بعضها بأوراق مزورة وتستلم إيجارات الأخرى وبعضها تحت بسطها.
بعض ملَّاك هذه العمارات هم مغتربون مهاجرون في الخارج ليس لهم من الأمر حول ولا قوة، ولا نصير في ظل فوضى العصابات المسلحة والمنفلتة التي لا تحترم كبيرا أو صغير، حتى القضاة يتم الاعتداء عليهم ولا يجرؤ احد منهم على إنصاف مظلوم.
تعز تعيش أسوأ فترة في تاريخها فلم يحدث في التاريخ مثل هكذا فوضى وعبث. وفوق هكذا فوضى تريد هذه العصابات تعميم هذا النموذج على بقية مدن اليمن.
على أبناء تعز أن يتحرروا من الخوف وان يرفعوا أصواتهم في وجه عصابات القتل والإرهاب والسرق والنهب.
العصابات لا تريد نظاما أو قانونا. وآخر انجازات العصابات لتعز اقتحام ما يسمى المحافظة ( الأربعاء ) وإغلاق مكاتبها وطرد محافظ الدنبوع المرتزق نبيل شمسان مخبر عفاش.