فلسطين مختتمة فترة رئاستها لمجموعة ال77 والصين: “ناضلنا في سبيل حقوق ومبادئ ومصالح شعوب لطالما دافعت عن حقوقنا”
اختتمت دولة فلسطين رسميا يوم الأربعاء فترة رئاستها لمجموعة 77 والصين. وفي مراسم رسمية عقدت في المقرّ الدائم بنيويورك، شارك فيها كل من الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي، سلمت فلسطين مطرقة الرئاسة إلى دولة غيانا.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أثنى السيّد غوتيريش على الجهود التي بذلتها فلسطين في توجيه عمل مجموعة 77 والصين على مدار الأشهر 12 الماضية.
واغتنم الأمين العام الفرصة لدعوة الدول النامية، التي تشكل في أغلبها مجموعة 77 والصين، إلى تحقيق التزاماتها المعلنة في خطة عمل أديس أبابا، بما فيها المساعدة الإنمائية الرسمية.
هذه السنة ستنتقل إصلاحاتنا من المرحلة الهيكلية والإجراءات إلى التنفيذ والنتائج — الأمين العام للأمم المتحدة
وأضاف قائلا “في عام 2019 وضعنا أول حجر زاوية، وهذه السنة ستنتقل إصلاحاتنا من المرحلة الهيكلية والإجراءات إلى التنفيذ والنتائج. إن إصلاحاتنا موجهة لنظام تنمية أممي يتجذر في المبادئ التي تناصرها مجموعة الـ 77، وأول هدف هو القضاء على الفقر.”
وقال الأمين العام، إن القضاء على الفقر بجميع أبعاده يظل التحدي العالمي الوحيد الأكبر وسيكون العمود المركزي في “عقد العمل” إضافة إلى القضايا الأخرى والتي تشمل التغير المناخي والمساواة بين الجنسين وتخفيض الفروقات فيما بين الدول وداخلها.
2019 حافل بالإنجازات
من جانبه، استعرض وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، بعضا من إنجازات فلسطين خلال فترة رئاستها للمجموعة، وقال إن تسلم فلسطين، وهي عضو مراقب، لرئاسة الـ77 والصين يُعتبر “شرفا فريدا والتزاما تاريخيا جعل دولة فلسطين أكثر فخرا للانتماء إلى المجموعة.” ومن الإنجازات التي ذكرها المالكي، تطوير واعتماد البيان الرئاسي بتوافق الآراء في قمة أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على نزاهة خطة العام 2030 بما في ذلك القضاء على الفقر، وتحديد إجراءات ملموسة لضمان تنفيذها في هذا الوقت المليء بالتحديات؛ التركيز على سبل تنفيذ وتطوير التنمية والتعاون بين دول الجنوب في مؤتمر BAPA+40 . وفي اللجنة الثانية توصلت المجموعة أيضا إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لصياغة 20 قرارا، ما حافظ على توافق الآراء في هذه اللجنة وضمن ألا يتخلف أحد عن الركب.
كان لنا الشرف أن نناضل خلال رئاستنا من أجل حقوق ومبادئ ومصالح شعوب مجموعة الـ77 والصين، وهي التي لطالما دافعت عن حقوقنا — وزير الخارجية الفلسطيني
وتضم مجموعة 77 والصين، 135 دولة، آخرها كانت أذربيجان التي انضمت حديثا إلى المجموعة. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت منح فلسطين حقوقا وامتيازات إضافية وفق قرار اعتمد عام 2018 بأغلبية 146 صوتا، وامتناع 15 عضوا عن التصويت، وتصويت أستراليا وإسرائيل والولايات المتحدة ضد القرار.
وأضاف المالكي “أن هذا دليل على التضامن الحقيقي بين مجموعتنا والتآزر الثابت داخل صفوفها، وعلى أن وحدتها ليست شعارا بل فعلا وعرفا وقيمة نادرة في الوقت الحرج الذي تمر به المنظومة الدولية متعددة الأطراف بسبب محاولات التشكيك بالمبادئ التي نحتكم إليها والمواقف التي نعتمد عليها في الأمم المتحدة، حيث إن المجموعة لم تطلب إذنا ولم تستسلم لاعتراض ولم تقلق بشأن العواقب ولم تخضع للشروط.”
وقال المالكي “كان لنا الشرف أن نناضل خلال رئاستنا من أجل حقوق ومبادئ ومصالح شعوب مجموعة الـ77 والصين، وهي التي لطالما دافعت عن حقوقنا.”
باندي: قيادة ممتازة
وأثنى رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، على قيادة فلسطين “الممتازة” للمجموعة. وقال “إن قيادتكم أثبتت توجيهات لا تُقدّر بثمن خلال مفاوضات صعبة.”
من المهم الاستماع إلى أولئك المعرّضين لخطر التخلف عن الركب — رئيس الجمعية العامة
وأشاد باندي بجهود المجموعة في تقديم مصالح الفقراء والمهمشين في العالم عبر انخراطها المستمر بجميع أعمدة العمل في الأمم المتحدة. وقال “إن خطة التنمية المستدامة 2030، وتعهدنا بألا يتخلف أحد عن الركب، يرفع السقف أمام الأمم المتحدة بضرورة دعم الدول في جهودها للتنمية وتنفيذ الأجندة الطموحة.” وذكّر السيد باندي بأهمية الاستماع إلى أولئك المعرّضين لخطر التخلف عن الركب ومن بينهم كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة والشعوب الأصلية. وقال “بعد عشرة أيام، نحتفل باليوم العالمي للتعليم وسنركز فيه على الهدف الرابع للفت الانتباه إلى أولوية الهدف وأهميته في الدورة 74 للجمعية.” ويتعلق الهدف الرابع بالتعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع.
يُذكر أنه تم تشكيل مجموعة 77 والتي تضم الصين والبرازيل عام 1964، من قبل 77 دولة، في مؤتمر جنيف للتجارة والتنمية لحماية المصالح المشتركة لدولها الأعضاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
غيانا الرئيسة الجديدة
وتتسلم دولة غيانا رئاسة المجموعة للعام 2020. وقال رئيس الوزراء موزز ناجاموتو، إن فلسطين أثبتت التزامها إزاء مسؤولياتها حتى في أصعب الظروف الوطنية والتحديات، وأضاف “تدين المجموعة لها بالعمل المتفاني والقدوة الرائعة في خدمة المجموعة.”
وأشار رئيس وزراء غيانا إلى أن عام 2020 سيكون حافلا باختبارات وتحديات للمجموعة، “ومن الواضح أننا نحتاج إلى منتهى القوة والتركيز في جهود المجموعة لتلبية الاحتياجات المعاصرة. وهذا يتطلب العمل بقوة ومصداقية وتركيز الجهود والطاقات.”
وتُعد مجموعة 77 والصين أكبر مجموعة تفاوضية في الأمم المتحدة. وقال رئيس وزراء غيانا “إن المجموعة قوية عندما تعمل في روح من التضامن. ما نعيشه من ظروف ووقائع وتجارب سيجعلنا نستفيد من تنوعنا كمصدر لقوتنا.”