“ولاء” مصممة ديكور… النزوح حفزني لفتح مشروعي الخاص من اجل توفير مصدر دخل

ولاء مصممة ديكور جدران المنازل

 أبرار المغلس

بين معدات الديكور الثقيلة والجدران تتنقل ولاء (27 عاماً) بأناملها الناعمتان لتصميم ديكور بسيط على جدران المنازل (ولاء) كان حلمها الإلتحاق بقسم الهندسة المعمارية، ،ولكن لم يكن هذا القسم موجوداً في مدينة
الحديدة ، التحقت بقسم التصميم الداخلي وتلقت معلومات بسيطة عن الهندسة المعمارية .

تسرد (ولاء)”للحديدة نيوز” قصتها الحزينة حيث تقول “تخرجت من قسم التصميم الداخلي في كلية الفنون الجميلة _بمدينة الحديدة عام 2016 ولم تكن لدي رغبة في العمل ! لأن أبي كان على قيد الحياة ولم أكن بحاجة للبحث عن العمل ، كنا نمتلك منزلاً في مدينة الحديدة _ بعد أن أسدلت الحرب ستار الحزن والبؤوس على مدينة الحديدة حيث تم قصف منزلنا القائم في الهيئة العامة لتطوير تهامة…

أجبرت الحرب آلآف الأسر بمدينة الحديدة على النزوج وكانت  أسرة ولاء واحدة من الأسر التي نزحت وتقول”  اضطرينا للنزوح الى صنعاء بعد ان فقدنا منزلنا وبعد شهرين من النزوح   بدأت  معاناة (ولاء) تتفاقم ففي  ذات ليلة ظلماء معتمة حل  عليهم خبر كالصاعقة  وهو وفاة والدها الخبر الذي  هز أعماقها.

وبملامح يكسوها الألم ونبرة صوت مكسورة وتنهيدة عميقة  تضيف(ولاء)”  بعد وفاة أبي بعامين قررت أن أعمل لكي تتحسن نفسيتي وألبي لنفسي كل متطلباتي
واحتياجي وكل ماكنت متعودة عليه في وجود أبي ،ولكي اساعد امي (المعلمة في إحدى المدارس )التي اصبح حمل إعالة الأسرة على عائقها .

بدأت( ولاء) في التقديم بعدة أماكن ولكن لم يتم قبولها ، أستوطن اليأس قلب (ولاء) بعدم حصولها
على عمل وبقيت في المنزل لعامين وكانت نفسيتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

تضيف (ولاء) “ذات يوم ألحت عليا أختي بالخروج الى المول لكي تتغير نفسيتي ذهبت معها وصادفت رجلاً يبيع أشياء بسيطة ويقوم بطباعة صور على الاكواب والتيشرتات ، فتحدثت له
أختي قائلة إن هذه أختي وهي مصممة ديكور وتستطيع عمل كل هذه الأعمال فاتاح لها الرجل فرصة العمل لديه وغمرت السعادة قلبها وعاد الأمل لها..

بدأت ولاء العمل بتشجيع من الرجل  و بدأت الفكرة تنال اعجابها وتشجعت عندما رأت أعمالها كانت بسيطة جداً وتستطيع القيام بها والكسب من خلالها.

اتخذت ولاء مواقع التواصل الاجتماعي  الفيس بوك  والواتس اب منصة للترويج لتصاميمها الجديدة  لكسب الزبائن  بعد ان  أفتتحت  مشروعها في بداية شهر 12 من عام 2019 وتوقعت   بأن مشروعها سيكون فاشلاً ! وذلك لعدم اهتمام الناس بالديكور  ولكن تشجيع أهلها وصديقاتها كان له الدور الأكبر في نجاحه حيث لم تواجه  أي انتقادات من زبائنها لعملها بل أحبو عملها وأعجبو به كثيراًولاسيما بأن أسعارها رخيصة جداً ومناسبة ، وليست باهضة الثمن .

ترى  ولاء نفسها بالمستقبل أنها ستعمل في مجالها مع كبار المهندسين في اليمن وستطور من منازل اليمنين.

مختتمة قصتها قائلة” لا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس ومن الضروري أن يتعب الإنسان ويكافح لكي يصل الى حلمه ومراده ويكون على ثقة أن الله لم يضيع أجر من تعب وكافح .

 
قد يعجبك ايضا