الأمين العام يدعو قادة العالم إلى تجنيب الإنسانية “المعاناة الرهيبة الناجمة عن الحرب”
Share
وجّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة إلى العالم يوم الاثنين عبر إحاطة قدّمها إلى الصحفيين من أمام مجلس الأمن دعا خلالها العالم إلى العمل المشترك لتجنيب البشرية حروبا تتسبب في معاناتها.
وقال الأمين العام في أول كلمة له خلال العام 2020 “دعونا ألا ننسى المعاناة الإنسانية الرهيبة الناجمة عن الحرب. وكما هو الحال دوما، فإن الناس العاديين يدفعون الثمن الأعلى، من واجبنا المشترك تجنبها.”
واستهل الأمين العام كلمته بالقول “إنني أتمنى أن يكون العام 2020 أفضل من العام 2019.” وأضاف أن العام الجديد بدأ “وعالمنا في حالة اضطراب. إننا نعيش في أوقات خطيرة. التوترات الجيوسياسية في أعلى مستوياتها هذا القرن. وهذا الاضطراب في تصاعد”، مشيرا إلى أنه ” حتى عدم الانتشار النووي لا يمكن أخذه على أنه من المسلمات”، دون الرجوع على وجه التحديد إلى أحداث الأيام الأخيرة التي تلت القتل المستهدف بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار، للجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق يوم الجمعة الماضي.
وقد تعهدت إيران بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس، وأعلنت يوم الأحد أنها لن تكون ملزمة بالقيود المفروضة على برنامجها النووي التي نص عليها اتفاق عام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة ، أو JCPOA.
وكان البرلمان العراقي قد أصدر يوم الأحد قرارا غير ملزم يدعو القوات الأمريكية إلى مغادرة البلاد ، في رد واضح على مقتل الجنرال الإيراني على أراضيه. وردا على ذلك، هدد الرئيس ترامب العراق بفرض عقوبات إذا اضطر إلى سحب قواته ، وهدد أيضًا على التويتر، بتدمير مواقع متعددة ذات أهمية “ثقافية” داخل إيران، إذا ما وقعت هجمات انتقامية ضد الأمريكيين.
وفي هذا السياق قال الأمين العام، إن “هذا التوتر الملتهب يقود المزيد والمزيد من الدول إلى اتخاذ قرارات غير متوقعة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها ومخاطر كبيرة نتيجة حسابات خاطئة.”
وأشار الأمين العام إلى أنه لا يمكن للوضع أن يستمر على ما هو عليه، وقال “إنني أنظر إلى التصعيد الأخير في التوترات العالمية بعين من القلق الشديد، وأنا على تواصل مستمر مع القادة المسؤولين حول العالم.
أربع نقاط أساسية
وفيما تتسبب الصراعات في مجالات التجارة والتكنولوجيا بتدهور الأسواق العالمية وتقوّض النمو وتوسع نطاق انعدام المساواة، “كوكبنا يحترق والأزمة المناخية تحتدم”، بحسب الأمين العام الذي أشار إلى الإحباط والغضب اللذين يصيبا الناس في كل مكان. وأوضح قائلا: “نرى اضطرابات اجتماعية متزايدة وتناميا في التطرف والقومية والراديكالية، مع تقدّم خطير للإرهاب في الكثير من المناطق في العالم، ولاسيّما في أفريقيا.”
وفي هذا السياق وجه الأمين العام في كلمته أمام الصحفيين في المقر الدائم رسالة واضحة من أربع نقاط حول ما يجب أن يحدث الآن، في عواصم العالم:
“أوقفوا التصعيد. مارسوا أقصى درجات ضبط النفس. أعيدوا إطلاق الحوار. عودوا مجددا إلى التعاون الدولي!”