فتاة من الحديدة وصور أخرى ألهمت عدسة مصور صنعاني
علاء الدين حسين :
كان المصور الشاب العشريني علي السنيدار في زيارة لمحافظة الحديدة غربي اليمن، حينها إلتقطت عدسته المتميزة صورة لفتاة مراهقة من منطقة”التحيتا”،كانت ترعى الغنم وتساعد والدها الذي يشتغل حارس لإحدى المزارع في إعالة أسرتهم.كما يقول لـ،ويضيف«أخبرني والد الفتاة بأن حالتهم الماديةلا تسمح لتعليمها لذا فهي تعمل في المزرعة صباحاًحتى أخر اليوم، لقد كانت تلك صورة من مجموعة صور التقطتها في الحديدة المحافظة التي يمتاز أهلها بالطيبة والبساطة».إنتشرت تلك الصورة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتلفت النظر حول مايعانية أطفال الحديدة في ظل إستمرار الحرب المأساوية التي يعاني منها أبناء تهامة واليمنيون للسنة الخامسة على التوالي.
توثيق للإنسانية :
لم تكن تلك الصورة المؤثرة هي الوحيدة للشاب الصنعاني علي السنيدارالذي يعمل في التصويرالفوتوغرافي منذ أن تخرج من كلية الاعلام الجامعة العربية,حيث التقطت عدسة السنيدار مئات الصور التي توثق حياة الشارع ,وتفاصيل الحياة اليومية لليمنيين ،كما توثق عدسته الحرف اليدوية والتقليدية والمناظر التي تعكس جمال المدن اليمنية.كان لصور السنيدار تأثير كبير وصل للعالم.ومن بين الصور المؤثرة للسنيدار صورة الطفل العائد من المدرسة وهويحمل حقيبة كتبه، وطفل أخر بجانب والده يحمل السلاح جوار سور صنعاء القديمة،تلك الصورة كانت ضمن 30صورة كان لها تأثير في العالم وفقاً لإختيار وكالة “فرانس برس” العالمية.
قبل أكثر من عام نظم المصور علي السنيدار ومجموعة من الشباب حملة خيرية تحت عنوان “مبادرة فيك الخير”والتي هدفت البحث عن متبرعين للحالات الإنسانية الفقيرة المتضررة من الحرب في اليمن،حققت تلك الحملة نجاحات لافتة كتوزيع المواد الغذائية والأدوية العلاجية على الفقراء والمساكين، وساهمت الحملة في بناء مجموعة فصول دراسية،وتوزيع حقائب مدرسية للطلاب العائدين للمدارس.
إنجازات وطموحات :
حصل المصور علي السنيدار علي المركز الاول في مسابقة الرحالة العرب لدى اليمن وحصلت إحدى صوره على أفضل 30 صورة أثرت في العالم لعام 2018 , وحصل على المركز الاول في مسابقة معهد الشرق الاوسط في واشنطن 2019 شارك بالعديد من المعارض على الصعيدالمحلي والدولي , وأخرها معرض “جدران حميمة ” الذي أقيم في السفارة البريطانية في الرياض الشهر الجاري،وحقق المعرض نجاحاً باهراً.وتقول السفارة البريطانية في الرياض،أن «علي السنيدار في معرضه “جدران حميمة”، تحدث عن القصص وراء صوره الجميلة والسر وراء فوزها بالمركز الأول في مسابقة معهد الشرق الأوسط في واشنطن من بين ١٢٠٠ صورة أخرى.نقل لنا المصور الفنان شوارع وحواري اليمن وطبع ليلتنا بطابع يمني أصيل، فسافرنا بتذاكر مجانية عبر الزمن وتناسينا المكان لنتجول معه في وجوه المارة وبساطة حكاياتهم واصالتها«،وأضافت السفارة القول في حسابها على موقع التواصل الإجتماعي «كان لعلي المعرض الأول خارج اليمن، وكانت لنا الليلة الأولى داخل اليمن… كل التوفيق لعلي، ولكل من ينقلون صورة مشرقة لليمن بعيداً عن الصراعات والحروب والبؤس» .
وفي حديثه ،يقول السنيدار« لدي خطة عمل في العام القادم2020، أتمنى ان أنفذها ، تتمثل في زيارة كل المحافظات اليمنية ومنها محافظة الحديدة الجميلة ، وتوثيق المعالم الاثرية بلقطات إحترافية لكل المحافظات بمنظوري الخاص ومن خلالها ،أستطيع أن أنظم معرض خارج البلاد لتعريف العالم عن أهم المعالم الاثرية في اليمن،وهدفي من خلال ذلك هو أن أعكسس الوجة الجميل لوطني».