حصاد العام.. نوجين مصطفى، “فتاة من حلب” في مجلس الأمن الدولي
نوجين مصطفى كتب لها النجاة من الحرب الدائرة في بلدها سوريا، بعد أن قطعت آلاف الأميال على كرسيها المتحرك، من مدينتها حلب إلى تركيا، ثم عبر حدود ثمانية بلدان في أوروبا، إلى ألمانيا حيث تقيم الآن. قصتها الجسورة المليئة بالعِبر حولتها إلى كاتبة تروي، بعدد من لغات العالم، سيرة اللجوء والنزوح السورية، من زاوية نظرها هي كـ”فتاة من حلب” كما يشي عنوان الكتاب.
التقت أخبار الأمم المتحدة بالكاتبة الشابة نوجين مصطفى ذات العشرين عاما، قبيل إلقائها كلمة خاصة أمام مجلس الأمن الدولي، في أبريل الماضي، تحدثت فيها عن أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الأزمة السورية الراهنة، وذلك من خلال خبرتها وقصتها الشخصية.
الفتاة السورية التي كتبت قصة الرحلة، ومن ضمنها جوانب حياتها التي ما زالت فصولها تتفتح، تقول إن اسم “نوجين” – وهو من أصل كردي – يناسبها تماما:
“اسمي يعني الحياة الجديدة، وأظنه يليق بي وبظروفي الحالية. كلمة “نوو” تعني الجديد، والـ”جين” تعني الحياة بلغتي الأم.”
ويستعرض كتاب “فتاة من حلب” فصولا من المصاعب والتحديات في طريق الهجرة وتجربة النزوح التي خاضتها الكاتبة نوجين مثل ملايين السوريين والسوريات، إلى أن ينتهي بها المقام في ألمانيا التي منحتها حق الإقامة.
لكن المصاعب والتحديات التي واجهتها نوجين، منذ أن غادرت الحي المعروف باسم “الشيخ مقصود” في مدينة حلب السورية، تتضاعف في قوتها، خصوصا وأنها قطعت الرحلة بكاملها على كرسي متحرك، كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقول الكاتبة السورية الشابة إنها ترسل عبر الكتاب رسالة إلى كل ذوي الاحتياجات الخاصة، مضمونها أن يثقوا بقدراتهم وإمكاناتهم التي ستوصلهم لما يريدون تحقيقه بالإصرار والتصميم، والدعم ممن يحيطون بهم.
حين بدأت الأوضاع الأمنية تسوء في سوريا، شرعت نوجين مصطفى وعائلتها في رحلة الخروج، فوصلوا أولا إلى تركيا المجاورة، ومن هناك قررت هي وأختها نسرين مصطفى أن تنطلقا في هذه الرحلة إلى مكان أكثر أمانا.
وتحكي نوجين مصطفى في”فتاة من حلب” تفاصيل قصة حياتها منذ طفولتها في سوريا، وتقول في حوارها معنا إنها رغم الصعوبات لم تكن حياة تعيسة لولا اندلاع الحرب، الذي تحول معه الأمل إلى كابوس، حسب تعبيرها. وقد كتبت نوجين كتابها باللغة الإنكليزية، وهي اللغة التي تعلمتها بطريقة فريدة، وهي تشاهد المسلسلات الأجنبية بمساعدة الترجمة على الشريط على شاشة التلفاز، إلى أن لم تعد في حاجة لقراءة الترجمة بعد أن تمكنت من اللغة وقامت بتطوير قدراتها في تحدثها وفهمها.