منظمة الصحة العالمية تعلن السيطرة على شلل الأطفال في ثلاث دول أفريقية
Share
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ثلاث دول أفريقية هي كينيا وموزمبيق والنيجر تمكنت من السيطرة على تفشي مرض شلل الأطفال، الذي اندلع في مراحل مختلفة على مدار الـ 24 شهرا الماضية، الأمر الذي سمح لهذه الدول باستعادة وضعها الخالي من شلل الأطفال.
جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة يوم الاثنين، أشارت فيه إلى أن الكشف عن انتقال فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في البلدان الثلاثة في عام 2018 وأوائل عام 2019، مما أثر على ما مجموعه 14 طفلا.
وقال الدكتور مودجيروم ندوتابي، منسق فريق الاستجابة السريعة لتفشي شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية:
“يعد إنهاء تفشي المرض في البلدان الثلاثة دليلا على أن أنشطة الاستجابة إلى جانب حملات التحصين عالية الجودة ومراقبة الأمراض اليقظة يمكن أن توقف الفاشيات المتبقية في المنطقة. لقد حفزنا هذا الإنجاز بشدة وعقدنا العزم على بذل جهودنا في سبيل القضاء على جميع أنواع شلل الأطفال من القارة. إنه دليل على التزام الحكومات ومنظمة الصحة العالمية وشركائنا بضمان أن تعيش الأجيال القادمة خالية من هذا الفيروس الموهن.”
ممرضة تستعد لتطعيم طفل في مقاطعة شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأوضحت المنظمة أن فيروسات شلل الأطفال المستمدة من اللقاحات نادرة، لكنها تؤثر على السكان غير المحصنين والذين يعانون من نقص المناعة والذين يعيشون في المناطق التي لا يتوفر فيها الصرف الصحي الكافي والمستويات المنخفضة من التحصين ضد شلل الأطفال.
وأشارت إلى أنه عندما يتم تحصين الأطفال بلقاح شلل الأطفال عن طريق الفم، يتكاثر فيروس اللقاح الموهن في الأمعاء لفترة قصيرة لبناء الحصانة اللازمة ثم يتم إفرازه في البراز في البيئة حيث يمكن أن يتحور.
وإذا بقيت تغطية التحصين ضد شلل الأطفال منخفضة في المجتمع، مصحوبة بالصرف الصحي غير الكافي، فسوف تنتقل الفيروسات المتحولة إلى الفئات السكانية الحساسة، مما يؤدي إلى ظهور فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات.
إصابة أكثر من 75 ألف طفل في أفريقيا بالشلل في عام 1996
أم تحمل رضيعها وتجهزه للحصول على لقاحات في مركز ترعاه اليونيسف بمقاطعة شمال كيفو، في جمهورية الكونغو الديمقراطية
وأشارت الصحة العالمية إلى عدم الكشف عن فيروس شلل الأطفال البري في أي مكان في أفريقيا منذ عام 2016، على عكس عام 1996، وهو العام الذي أصيب فيه أكثر من 75 ألف طفل في جميع أنحاء القارة بالشلل نتيجة إصابتهم بالفيروس. ومع ذلك، تواجه بعض البلدان حاليا تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات.
ولإنهاء أنشطة تفشي المرض في بلد متأثر، تشير منظمة الصحية العالمية إلى أن فرق مراقبة الأمراض والمختبرات الوطنية والإقليمية تحتاج إلى التأكد من عدم الكشف عن انتقال شلل الأطفال في العينات التي تم جمعها من الأطفال المصابين بالشلل، والأطفال الذين هم على اتصال بهم، والبيئة لمدة تسعة أشهر على الأقل.
وبحسب الوكالة الأممية، تتطلب الاستجابة لتفشي مرض شلل الأطفال تعاونا قويا متعدد القطاعات، مشيرة إلى أنها دعمت مع شركاء عالميين آخرين في مبادرة القضاء على شلل الأطفال حكومات البلدان المتضررة في تنفيذ التدابير الرامية إلى إنهاء انتقال فيروس شلل الأطفال.
ما هي البلدان التي لا تزال تعاني من تفشي فيروس شلل الأطفال؟
البلدان التي لا تزال تعاني من تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات في أفريقيا هي: أنغولا، بنين، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، كوت ديفوار، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، غانا، نيجيريا، توغو وزامبيا.
ممرضة تعطي لقاح فيروس شلل الأطفال لطفل عن طريق الفم لطفل في عيادة في زامبيا.
تشمل عوامل الخطر لهذه الفاشيات تغطية ضعيفة للتطعيم الروتيني، ورفض اللقاح، وصعوبة الوصول إلى بعض المواقع، وحملات التطعيم منخفضة الجودة، الأمر الذي جعل تحصين جميع الأطفال أمرا صعبا.
وبالنسبة لبلدان المنطقة التي تعاني من تفشي المرض، دعت منظمة الصحة العالمية هذه الدول أن تضمن أن نظام التحصين الروتيني لديها قوي مع استمرارها في تنفيذ الاستجابة لتفشي المرض، وذلك باتباع الإرشادات المتفق عليها دوليا وتعزيز أنشطة المراقبة للكشف السريع عن أي حالات أخرى.
ومن أجل التنفيذ الناجح للاستجابة المطلوبة للفاشية، تشير المنظمة إلى أن مشاركة السلطات الحكومية على جميع المستويات والمجتمع المدني والعامة، أمر حاسم لضمان تحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال.