مشروع تفتتحه السيدة علياء من مصروفها اليومي في مدينة الحديدة
” إفتتحت مشروعي عن طريق عمل جمعيات “هكذا افتتحت السيدة علياء المقطري ذات 29عام حديثها “للحديدة نيوز “ وهي تروي قصة افتتاح مشروعها الجديد في الحديدة اذ تعتبر السيدة علياء واحدة من النساء اللاتي افتتحن محلاً تجاريا في محافظة الحديدة وبالتحديد في شارع صدام لبيع الحقائب والأحذية ومستحضرات التجميل، بالإضافة الى خياطة وبيع الملابس النسائية.
” **من رحم التحدي تولد الأفكار*“
بنبرة التحدي والإصرار تتحدث علياء عن ظروف لم تمنعها من تحقيق احلامها حيث تقول ” بدأت اعمل الجمعيات حينما كثرت مطالبي في المرحلة الإعدادية ما بين حذاء ،وشنط ، ومستلزمات دراسية ، وغيرها، وكان والدي عامل بسيط لا يمتلك الكثير من المال ليشتري لي كل ما تشتهيه عيني، فبدأت افكر في عمل جمعية صغيرة من مصروفي اليومي ، وفعلن بدأت في تنفيذ الفكرة ، واستقطبت مجموعة من البنات وبدأنا نجمع من مصروفنا اليومي ، فكانت نتائج الجمعية مفرحه بنسب لي لأني استطعت شراء العديد من الاشياء الي احتجتها، ومن هنا جاءت فكرة عمل جمعيات كبيرة استطيع ان انفذ من خلالها مشاريعي ، خاصة بعد افتتاح مشروعي الأول “محل مارين “، وهذا ما جعلني استمر بعمل الجمعيات الى الآن..
وتواصل السيدة علياء حديثها” للحديدة نيوز” حول كيفية افتتاحها لمشروعها فتقول مع مرور الوقت ازدادت مسئوليتي خاصة خلال السنوات الأخيرة ، فأنا ام لأربع بنات ، وزوجي عامل بسيط، وعمره يتجاوز ال40عام ، واهلي ناس بسطاء على قدر حالهم والمثل يقول “هم البنات للممات” هذا السبب خلاني افكر في بناء مستقبل بناتي ، وحاولت اكثر من مرة افتح مشروع لزوجي لكنه يفشل في إدارته ، فقررت هذا المرة افتح لي مشروع خاص بي، وانا من اديره ، وفعلن بدأت اجمع اشخاص وعملنا جمعية لمدة عامين، بمليون واربع مئة واربعين الف من خلالها استطعت افتتح محل” مارين للخياطة ومستحضرات التجميل ، والأحذية، والحقائب، ” وتقريبا كان اجمالي تكلفت المحل مليونين ريال يمني، لكن الأرباح لاتزال بسيطة لان مبيعات الأحذية والشنط موسمية ولازال المحل جديد اذا افتتح في شهر مارس من هذا العام ..
*من أجل احلامي*”
ورغم انشغال علياء بالحياة الزوجية وهمومها والتفكير في الحصول على مصدر دخل الا أن كل ذلك لم يمنعها منوظروفهم التفكير في مواصلة تعليمها حيث تفصح علياء “للحديدة نيوز ” عن رغبتها في إتمام دراستها الجامعية فتقول : اكلمت دراستي الثانوية وانا عمري 19 عاما حينها زوجني والدي ولم يسمح لي بمواصلة تعليمي الجامعي ، فقررت ان اواصل دراستي بعد الزواج ، ولم يعترض زوجي بذلك بل على العكس شجعني على مواصلة تعليمي الجامعي ، ولكن الانجاب المتلاحق والتعب الذي اعانيه اثناء الحمل ساهم في اعاقتي بذلك ، ومع مرور السنين انتهت شهادتي الثانوية، لكن هذا الامر لم يعيقني عن تحقيق حلمي بدخول الجامعة، فالتحقت بالمعهد البريطاني لدراسة دبلومي اللغة الانجليزية والحاسوب لتدعيم شهادتي الثانوية ، والحمدلله حصلت على تقديرات امتياز، وها انا اليوم طالبة جامعية بقسم المحاسبة في كلية التجارة “
” مؤسسات تدعم المرأة”
ومنذ بداية الحرب على اليمن في نهاية شهر مارس من العام 2015م وتردي الأوضاع الاقتصادية خصوصاً بعد توقف صرف الرواتب وفقدان الالاف لوظائفهم عانت الكثير من الأسر في محافظة الحديدة كغيرها من الأسر في عموم المحافظات وتدهورت حياتهم وظروفهم المعيشية مما اجبر الكثير من النساء للخروج للعمل وافتتاح مشاريع تجارية من أجل الحصول على مصدر دخل
حنان بامشموس الرئيس التنفيذي لمؤسسة بنات الحديدة تقول تسعى مؤسستنا دوما الى السعي وراء التمكين الإقتصادي للمرأة كونه الوسيلة الأمثل لحفظ كرامة المرأة خصوصا اذا كانت هي العائل الوحيد او رب الأسرة فتضمنت برامج المؤسسة ببرامج التدريب والتأهيل للمرأة في شتي المجالات الحرفية والعلمية والعملية ومن ثم المنح الصغيرة ومتابعتها وتقييمها الى التسويق لمنتجاتهم ومشاريعهم خاصة ان المرأة تعتبر العنصر الفعال منذ الأزل وشريكة الرجل في مسؤولية الأسرة والمنزل وخروجها لسوق العمل ليس جديد عليها وانما تنوعت فرص العمل وكثرت الحاجة وازداد الفقر بشكل كبير مما جعلها تفكر بأعمال خارج الإطار المتعارف عليه بالإضافة ان الحرب ساهمت بالسنوات الاخيرة في ارتفاع نسبة الفقر و انقطاع الرواتب و تدهور الريال و ارتفاع الأسعار بشكل كبير جدا و غياب الرجل الأمر الذي جعل العديد من النساء يخرجن لسوق العمل.
وتضف حنان با مشموس في هذا الجانب ان بسبب الوضع الحالي للبلاد تفتقر الحديدة الى وجود اسواق ، وقدرة شرائية مقارنة ببقية المحافظات مما يسبب في ركود بعض. المنتجات اضافة الى شحة الموارد والمواد الخام لبعض المهن الحرفية مما يعمل لمالكات المشاريع احباط مما يضطرهن الى تغيير الفكرة او يحجموا عن المشروع نفسه.
كما اعلنت حنان بامشموس عن تطلعات المؤسسة للعام 2020حيث تسعى مؤسسة بنات الحديدة لاستهداف اكبر عدد ممكن من الفتيات واعطائهم مشاريع صغيرة لإدارتها والإستفادة منها وجعلها عنصرا اساسيا في التخطيط والتنمية..
تختتم علياء المقطري حديثها معنا حول مشروعها القادم اذ تقول” افكر في افتتاح محل تجاري كبير بدل المحل الصغير حيث يضم فيه مجموعة من الأقسام التي تهم المرأة كصالون تجميل يحوي جميع المستلزمات النسائية بالاضافة الى النقش والكوافير، والملابس النسائية المتنوعة وخياطة الملابس وسأعمل جاهده على تطوير مركز “مارين التجاري ” نسبة لابنتي مارين..
ودعتنا علياء المقطري بشعارها الذي تردده دوما وكان هو اخر ما التقطته اذننا منها..“ليس كل شيء مستحيل وصعب التحقيق في الدنيا ، بل يستطيع الانسان بالإرادة القوية أن يحقق كل شيئ ويهزم المستحيل ، حتى وإن واجهتنا صعوبات الحياة وحتى وإن قست الحياة علينا سيبقى دوما هناك أمل لغد أفضل وحياة أجمل نستطيع أن نعيشها عند التمسك بالأمل والحياة والإرادة القوية”…